اخي العزيز رياض
تحية لقلبك الكبير واسمح لي بان اقول وادلي برايي
اخي منذ حوالي نصف قرن والتيار المعاكس لنا كامة
عربية جرفها ويجرفها كل يوم وكل ساعة
تيار انسانا تراثنا مثلنا ثوابتنا احترامنا لذاتنا
وذهبت الرحمة وتلتها القسوة والطعون وما ادراك من طعون
تيار لا نملك نحن الذين تمسكنا بتقاليدنا وكرامتنا
وصدقنا مع ذاتنا ومع الاخر لا نملك الا الصبر على امر كان
مفعولا ولنتسلح بالسماح والمغفرة ونتذكر اخلاق الانبياء
وحلم الصحابة الكرام عل عل ترجع النفوس الى تقواها
وتعلم جيدا فحوى دنياها وندرك باانا بشر وقد كرمنا
المولى عز وجل بقوله اني جاعل في الارض خليفة
فلنتمسك باخلاقنا وبمثانا وان غابت عن الكثيرين
نقوم بذكرها وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
ولنترك احمالنا التي ارهقتنا لله القدير سبحانه وتعالى
لانه على كل شيء قدير وسلام لقلبك وروحك اخي
اتمنى ان اكون قد وفقت
مودتي واحترامي لذاتك
غادة زيادة

أستاذي الفاضل رياض الهلال
لست هنا لأبدي إعجابي بما سطرته أناملك واملته عليك مخيلتك ..بل سوف اعبر من منطلقي الفكري على مفهوم الحياة وسأقف عند هذه الفقرة من موضوعك
مرآة الانسان ليست تلك التي يقف أمامها فلن يرى منها إلا شكله الخارجي
المرآة الحقيقية هي في داخل كل واحد فينا
لنقف أمام هذه المرآة
فهل نستطيع محاسبة أنفسنا ؟
قبل محاسبة الأخرين
هل نستطيع ؟
من زوال إلى زوال ....... هكذا علمتني الحياة
لقد علمتك الحياة محاسبة نفسك قبل محاسبة الناس وهذا مبدأ رشيد ورأي سديد ..فكم من إنسان ينصب نفسه وليا معصوما من الخطأ يوجه النصح و يمارس سلطة الراي على الآخرين'كما الحق سبحانه وتعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم )والمراد بالآية الكريمة ضرورة التوافق والالتزام بين القول والعمل، لا أن يكون قولهم في واد وفعلهم في واد آخر؛ فإن خير العلم ما صدَّقه العمل، والاقتداء بالأفعال أبلغ من الإقتداء بالأقوال؛.
أستاذي الفاضل مداخلتي ربما اقتصرت على جانب من الجوانب المتعدد التي جاءت في موضوعك المعرض للنقاش ..فالإنسان كما قلت يجب أن لاينظر لوجهه في المرآة ليتفقد شكله الخارجي متناسيا باطنه ،كلنا نتهرب من المسؤولية وكلنا نرفض النقد الذاتي .
الحياة مدرسة مفتوحة طوال سنوات أعمارنا نتعلم منها الدروس ..قد ننجح وقد لاننجح
وهذه بعض دروس التي تعلمتها من حجرات مدرسة الحياة
- يجب أن تحترم نفسك كي يحترمك الناس
- يجب أن تكون خديما متواضعا كي يحبك الناس
- يجب أن تعطي أكثر مما تأخذ
-يجب أن تنصت اكثر وتتكلم اقل
يجب أن تتواضع وتتجنب الكبرياء ولو كنت سيد قوم
- يجب أن تحاسب نفسك قبل ان يحاسبك الناس
وأخيرا يجب علينا كمسلمين ان نلتزم بالقيم الأخلاقية التي تعتبر ركيزة من ركائز ديننا الحنيف
أتمنى أستاذي ان لا اكون قد خرجت عن صلب الموضوع
في انتظار بقية المداخلات و الآراء المختلفة التي ستغني حتما نقاشنا هذا حتى نستطيع ان نخرج بمنظور موحد وان نوقع على صفحة مفيدة ومثمرة فتحها لنا الأستاذ المقتدر رياض الهلال
تحيتي الخالصة .

شكرا لك اخي هلال على هذه التوجيهات والنصائح
فكلنا بحاجة الى الذكرى لانها تنفع المومنين
اخي الكريم كل شيء تغير
في هذا الزمن الاغبر
قلة الحشمة والاحترام
المواسات بين الجيران
الغدروالخيانة من من شيم هذا الزمان
الابناء وزمن العصيان
النساء والتبرج والفتن
اخلال الاباء والاولياء بمالهم من مهام اتجاه الابناء
كل هذا سيؤدي بنا حثما الى الهوية والهلاك
لما لا نعيد قراءة صفحات الزمن
ومن ميزاتها نتعلم
نتفصح الخير والعيب يكثم
نتبع ما جاء في الكتاب والسنة ولا احد ينذم
ومن الحياة لايسام
فالثوثر الاخلاقي يكون في غالب الاحيان
بسبب التفكك الاسري
لان للطفل ونفسيته علاقة وطيدة بينه وبين محيطه
ولا ننسى
ولاننسى
المدرسة وهي البيت التاني لفلذات الاكباد
واهميتها كبيرة بالنسبة لهم
لذا نحن بحاجة الى التواصل الاسري المدرسي
وبحاجة ماسة الى انشاء نوادي التواصل بالمؤسسات التعليمية لما لهذه الاخيرة من منافع
فبواسطتها نعيد ادماج التلاميذ في كلى المحيطين
تقبل مني اخي الكريم
اسمى التحيات وتقبل مني ردي المتواضع
ياحبذا لو تناقش مثل هذه المشاكل بصفة دائمة او مؤقتة في جلسات تحسيسية

تتمادى بنا الحياة في غابة من الاوهام الوردية ، نستلذها في عبثية مخذرة حد الثمالة، ننسى السؤال الوجودي من انا ؟ ومن اكون؟.. والى اين؟ ... ويحك ايها الانسان ماغرك بربك الكريم ، ويحك ايها الانسان تتوه في غيابات الغرور ، وتنزلق في الى مهاوي الشرور ، فتنسى من انت ومن تكون.. ويحك ايها الانسان ماغرك بربك الكريم.
ويحك...
بالامس القريب كنت بلاحول ولاقوة ، تئن من وطأة المرض عليك، وتشكو من بطش الزمان بك، فتبكي حد الانهيار، والان اصبحت تنتعل الثريا وتجاوز الجوزاء في كبد السماء ويحك.
ونظرت الى الافق وهبطت ببصرك الى الارض وقلت من اصبح مثلي ، فنفحت نفحة من نفحات نرجسيتك ، واختلت فوق ارض لاتملك فيها شبرا الى ما صنعته اوهامك، فلم تلامس كبدك نسمة حنان، ولا طرفت بعينك عبرة حزن، فقسوت وتجبرت ، حتى اصبح الحجر الصلد الين من قلبك ويحك.
اي ارض تقلك واي سماء تظلك؟ وانت من انت الا بعضا من طينها الاسن ، ومائها المهين ، فاعتدل وقف وقفة المتأمل ، هل انت عبث في عبث ؟ ام ان لك غاية وهدف في وجودك والمعنى غير المعنى لانسانيتك ؟ واسمع ان صمت اذنك عن سماع صوت قلب فطرتك مناديا من الاعماق يقول : وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" ويحك.
وانت يا من يدعي انه الاوحد في ملكوت الواحد الجبار ، من الصالحين الابرار، يا من يملأ الدنيا صياحا ، والعالمين نواحا ، يبكي على الفضيلة ، ويهاجم الرذيلة، يا ايها الصائح على الداعرة في سوق الدعارة وهي تاكل خبزها بادام دموعها ، هل اويتها ؟ويحك..هل اخذت لها حقها من ظالميها ؟ ويحك ., ذلك الذي يفعل يحق له ان يطبل ويزمر، ويفسق ويكفر،ويحك.

تحيتي الخالصة لأ خي العزيز رياض الهلال على إختيار هذا الموضوع المهم للمناقسة
وبدوري أخترت لكم هذه المساهمة من الدكتورعائض القرني أتمنى أن تنوب عني في هذه المناقشة

أيُّها الإنسانُ : يا منْ ملَّ من الحياةِ ، وسئِم العيش ، وضاق ذرعاً بالأيامِ وذاق الغُصص ، أنَّ هناك فتحاً مبيناً ، ونصراً قريباً ، وفرجاً بعد شدَّة ، ويُسراً بعد عُسْرٍ .

إنَّ هناك لُطفاً خفيّاً منْ بينِ يديْك ومنْ خلقِك ، وإنَّ هناك أملاً مشرقاً ، ومستقبلاً حافلاً ، ووعداً صادقاً ، ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ . إن لضِيقِك فُرْجةً وكشْفاً ، ولمصيبتِك زوالٌ ، وإن هناك أنساً وروحاً وندىً وطلاً وظلاً . ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾

أيُّها الإنسانُ : آنَ أنْ تُداوي شكَّك باليقينِ ، والتواء ضميرِك بالحقِّ ، وعِوج الأفكارِ بالهُدى ، واضطراب المسيرةِ بالرُّشدِ .

آن أنْ تقشع عنك غياهب الظلامِ بوجْهِ الفجرِ الصادقِ ، ومرارةِ الأسى بحلاوةِ الرَّضا ، وحنادسِ الفِتن بنورٍ يلقفُ ما يأفكُون .

أيُّها الإنسانُ: إنَّ وراء بيدائِكمْ القاحلِةِ أرضاً مطمئنَّةً، يأتيها رزقُها رَغَداً منْ كلِّ مكانٍ وإنَّ على رأسِ جبلٍ المشقَّة والضَّنى والإجهاد ، جنَّةً أصابها وابلٌ ، فهي مُمرعةً ، فإنْ لم يصبْها وابلٌ فطلٌّ من البُشرى والفألِ الحسنِ ، والأملِ المنشودِ .
يا منْ أصابه الأرقُ ، وصرخ في وجهِ الليلِ : ألا أيُّها الليل الطويلُ ألا انْجلِ ، أبشِرْ بالصبحِ ﴿ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ . صبحٌ يملؤُك نوراً وحبوراً وسروراً .

يا منْ أذهب لُبَّه الهمُّ : رُويْدك ، فإنَّ منْ أُفُقِ الغيبِ فَرَجاً ، ولك منْ السُّننِ الثابتِة الصادقِة فُسْحةً .

يا منْ ملأت عينك بالدمعِ : كفْكِفْ دموعك ، وأرِحْ مُقلتيْك ، اهدأْ فإنَّ لك منْ خالقِ الوجودِ ولايةً ، وعليك منْ لطفهِ رعايةً ، اطمئنَّ أيُّها العبدُ ، فقدْ فُرغ من القضاءِ ، ووقع الاختيارُ ، وحَصَلَ اللُّطفُ ، وذهب ظمأُ المشقَّةِ ، وابتلَّتْ عروقُ الجهدِ ، وثبت الأجرُ عند منْ لا يخيبُ لديهِ السعْيُ .
اطمئنَّ : فإنك تتعاملُ مع غالبٍ على أمرِهِ ، لطيفٍ بعبادِه ، رحيمٍ بخْلقِهِ ، حسنِ الصُّنعِ في تدبيرِهِ .

اطمئنَّ : فإنَّ العواقب حسنةٌ ، والنتائج مريحةٌ ، والخاتمة كريمةٌ .
بعد الفقرِ غِنَّى ، وبعد الظَّمأ رِيٌّ ، وبعد الفراقِ اجتماعٌ ، وبعد الهجْر وَصْلٌ ، وبعد الانقطاعِ اتِّصالٌ ، وبعد السُّهادِ نومٌ هادئٌ ، ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ .
وحقٌّ على العبدِ أن يظُنَّ بربِّه خيراً ، وان ينتظر منهُ فضلاً ، وأنْ يرجُو من مولاهُ لُطفاً ، فإنَّ منْ أمرُه في كلمةِ ( كُن)
جديرٌ أنْ يُوثق بموعودِهِ ، وأنْ يُتعلَّقَ بعهودِهِ ، فلا يجلبُ النفع إلا هو ، ولا يدفع الضُّرَّ إلا هو ، ولهُ في كلِّ نفسٍ لُطفٌ ، وفي كلِّ حركةٍ حكمةٌ ، وفي كلِّ ساعةٍ فَرَجٌ

جعل بعدَ الليلِ صُبحاً ، وبعد القحْطِ غَيْثاً ، يُعطي ليُشْكر ، ويبتلي ليعلم من يصْبِرُ ، يمنحُ النَّعْماء ليسمع الثَّناء ، ويُسلِّطُ البلاء ليُرفع إليه الدُّعاءُ
فحريٌّ بالعبدِ أن يقوِّي معه الاتِّصال ، ويُمدَّ إليه الحبال ، ويُكِثرُ السؤال ﴿ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ﴾ ، ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾ .
. ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ .
سبحانك ربي ما اعظمك

د. عائض القرني