منتديات دواوين الثقافية و الأدبية

جاءني وقد بدت علامات الخجل والتردد على وجهه,كان شاباً ويبدو عليه أنّه جامعي , فهو يرتدي بنطالاً كحلياً , ويحمل في إحدى يديه مجموعة من الدفاتر والكتب !.
أشرت له بالجلوس , وبعد أن رحبت به سألته : ما الأمر ؟.
لم يطل تردده بل بادرني بقوله : أنا طالب في كلية الطب في السنة النهائية , وعما قليل سأتخرج وأصبح طبيباً , إلاّ أنّ سؤالاً في طب الأطفال مازال بالنسبة لي لغزاً محيّراً , ولم أجد له جواباً بعد , وقد قصدتك عساني أجد عنك الجواب الشافي فيرتاح فكري ويهدأ بالي !.
قلت له : إذا كنت قد ختمت الطب ولم يبق أمامك سوى هذا السؤال , فلا شك أنّك عبقري زمانك!.
أجابني وقد ازداد خجلاً : ليس هذا ما قصدت , ولكني أردت القول أنني قرأت عن طفل مضطهد , وطفل رخو , وطفل عليل , وطفل سليم , أمّا الطفل ( الممتول ) وطريقة علاجه فلم أجدها لا في الكتب ولا المجلات الطبية المتخصصة بطب الأطفال , لذلك لجأت إليك عساك توضح لي ما هو الطفل ( الممتول ) وكيف يعالج ؟.
أجبته مبتسما ً : أنا لا أشك في أنّك طالب نجيب إلاّ أنّ جواب سؤالك هذا لا يمكن أن تجده ما دمت لم تفارق برجك العاجي بعد !..
بدت على وجهه أمارات الدهشة والتعجب , وقال : لم أفهم قصدك يا حكيم ؟!.
قلت له : سأبسط لك الموضوع , كلنا يعلم أن الأديب الذي لا ينبع أدبه من واقع الحياة ويظل متربعاً في برجه العاجي لن يكون قادراً على التواصل والاستمرار , وسيبقى أدبه في بواطن الكتب وعلى رفوف المكتبات. وكذلك الطب , فما دمت تعيش بين الكتب والمجلات بعيداً عن واقع المرضى ومعاناتهم فإنك ستبقى عاجزاً عن التواصل مع المرضى غير قادر على وضع التشخيص السليم والعلاج الأمثل .

عندما تغادر برجك العاجي وتتخرج وتعركك الحياة الطبية العملية بحلوها ومرها فإنّك لن تسألني وقتها عن الطفل ( الممتول ) ولا عن المعالجة بالبيض الممزوج بالطحين , عندها فقط ستدرك أنّك دخلت مدرسة جديدة في الطب اسمها ( مدرسة الحياة ) !.

أقصوصة : مدرسة الحياة

د.عمر فوزي نجاري

شكراا لك الأستاذ العزيز سعيد المحمودى
أظن جميع المهن ، سواء الطب أو تسير الإدارة
مع مرور الوقت يتعلم صاحب الشهادة أو دبلوم ،ويكتسب تجربة كبيرة
شكراا كثيرا د .عمر فوزي نجاري على التوضيح .
تحياتي

ما من شك اخي في ان الحياة هي اكبر واهم مدرسة للانسان.
فمهما تعلمنا ومهما تفقهنا فاننا نبقى ثلاميذ صغار .لكن هذا لايعني طبعا اغفال اواهمال المعارف الانسانية المكتوبة والمنطوقة. فهي خلاصة تجاريب الاخرين...فهي اذن الحياة.

و تبقى مدرسة الحياة المفتاح الأنجع لفهم بعض اشكاليات المجتمع

تحياتي استادي على هده الأقصوصة الجميلة

منصور لعميري

حكايتك حكمة أخي سعيد محمودي ،فالإختلاط والعيش وسط الناس بعيدا عن البروج العاجية ،يكسبك تجربة ودراية بالأمور،لقد فاجئتني بأقصوصتك الرائعة وأنا الذي كنت أعتقد أنك زجال فقط ولكن اكتشفت أنك متنوع الإبداع
تحيتي لك ولقلمك المناضل
مودتي الخالصة

شكرا لك أخي وأستادي العزيز المختار بن دغة تحيتي الخالصة

أخي وأستادي العزيز مولاي علي درار

معك حق أخي شكرا لمرورك الكريم مودتي

تحيتي اليك اخي سعيد محمودي
اشكرك على القصة القصيرة
والتي تحمل بين طيات كلماتها معنا كبير

قصة جميلة عن مدرسة الحياة

الحياة تلك المعلمة والمدرسة القاسية التي تصفعنا بتجاربها وخبراتها

نتعلم منها ما لم نتعلمه في كراسة التعليم

تحياتي استادي محمودي سعيد

نص قصير بسيط
الفكرة جميلة واللغة منسابة وسلسة
يعتمد الأسلوب المباشر في الحكي
السارد كان حكيما وعالما بمكنونات الكاتب
شكرا لابداعك أيها الفاضل

شكرا أخي المنصور لعميري على المرور البهي تحيتي

شكرا لك أخي ابراهيم الرامي على المرور الكريم تحيتي

سيدي الفاضل سعيد المحترم
تحية وتهنئة لوعيك ولاختيارك جل الاختيار
لاهم موضوع حياتي لا تقل اهميته عن اي مهم
نعم اننا نتعلم من مدرسة الحياة ونطبق وليس
فقط نبقى على النظريات لانها هي الحياة
وان لم نتعارك معها وننتقي الحق والصواب
هيهات لطالبك الطبيب هذا هيهات
ولكل من لم يدرك اهمية التعارك في مدرسة الحياة
مع تقديري لشخصك
غادة زيادة

العزيز الاستاذ سعيد محمودي:
وضعت يديك بهذا الاختيار على الجرح ... فمن لم تعلمه الحياة اسرارها ، سيبقى في وهم المعرفة
الحياة أكبر معلم
وكما قال الشاعر أبو القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال .......يعيش أبد الدهر بين الحفر...

أختي الفاضلة فتيحة رشاد شكرا على مرورك البهي وانطباعك الجميل

زائر

كم اعجبت بما تكتب وبما يكتبون الاخوان والان على هذا الموضوع اقبل يدك استاذي سعيد محمودي. نص احسست بقمة النشوة وانا اجول بين سطوره. اشكرك ولك تقديري البالغ.

أختي الفاضلة أمينة منيب تحيتي على مرورك البهي فعلا أختي من الحياة نتعلم بارك الله فيك

» مدرسة الحب
» مأساة مدير مدرسة ! قصة قصيرة
» تهنئة للاستاذ الفاضل شريف خوجاني بمناسبة تنصيبه مستشار اداري ومديرا على مدرسة دواوين
» ديوان عبد الحميد السنوسي (متجدد)
» هي الحياة