قد يتغيّر المسار
نفضت يدي من تراب قبري
وجلست فوقه أتلو على روحي
فاتحة الكتاب
التفت الأعشاب من حولي
التحمت بالاشجار
صنعت لي محراب
وأتتني اليراعات
تحمل شموعها
تبدد ظلمة الاكتئاب
بزغت شمس النهار
و أتى إلى المقابر
النعاة و الزوار
فلما رأوْا المحراب
وآثار الشمع الذي ذاب
قالوا: إنّه ضريح وليّ.
تجمعوا حولي
قرأوا ما تيسّر من الكتاب
وشرعوا في بناء القباب
أصبح قبري مزار
يؤمه الكبار وحتى الصغار
يشكون همومهم
يقدمون قربانهم
لمن أصبحوا على خدمتي قائمين
ويْحَكم
ويْحَكم يا مشعوذين
ما أنا إلا وهم
صنعتموه لأنفسكم
وأصبحتم عليه عاكفين
لو تعلمون من تحت التراب
جسد أثقلته الذنوب
كسرتْه الهموم
وذاب من الاغتراب
وأنتم من وضعتم عليه القباب
أهوَ له عقاب ؟
أم رحمة من رب الأرباب ؟
ليغفر له بدعاء الأغراب
سبحان مسبب الأسباب
أرأيتم كيف تسير الأقدار ؟
وكيف بعد الليل يأتي النهار
وكيف بعد المنيّة
قد يتغيّر المسار...؟
ــ سعاد فائز ــ