السوق
السوق مزدحم ، أصوات الباعة تعلو على السيارات لتصنع فى النهاية مزيجا من الأنغام ، جلست على المقهى لأحتسى فنجانا من القهوة ، وأستريح من هذه الضوضاء .أحسست بأننى وحيدا فى هذا السوق ، وفجأة ظهرت جذبتني إليها بجمالها الساحر وخصلات شعرها الحر يرى المتدلي على ظهرها ورموشها الواقفة كالزنهار ، ونشان عينيها الذى أصابنى عندما نظرت إليهم اقتربت منها ولكنها لا تعيرنى إهتماما مشغولة هى بالوقت ، دائما تنظر إلى ساعة يديها، وكأن ميعادها قد أزف 0أحس أنها تختنق دقات الساعة البطيئة لا تزال مستمرة . رجعت إلى مكانى فى المقهى دون فائدة وجلست أرقبها ، أخرجت قلما وورقة من حافظة أوراقى ، تتجمد أصابعى فوق الورقة ، لاأعرف من أين أبدأ . أمسكت القلم بدأت أرسم خيوط متشابكة ، مازالت دقات الساعة البطيئة مستمرة . القلق يبدو عليها ، ملامح وجهها تتغير كألوان الطيف ، وكأن شيئا مهما سيضيع منها. تحركت من مكانى ، إتجهت نحوها وقفت حائرا أسأل نفسى . هل أعطيها الورقة؟ أم لا؟ وعندما اقتربت منها كانت تبتعد ، وأنا مازلت أرقبها من بين جموع الناس ... أصوات الباعة تعلو مرة أخرى ، والسيارات تقطع الشارع مسرعة بلا إهتمام 0تاهت بين الزحام