منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 تاريخ الأصنام و عبادتها .....

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد فتحي المقداد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد فتحي المقداد


المدينة : بصرى الشام - سوريا
عدد المساهمات : 73
معدل النشاط : 113
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الأصنام و عبادتها .....    تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  I_icon_minitimeالثلاثاء 13 يوليو - 21:52

بسم الله الرحمن الرحيم
أول ما عبدت الأصنام
أن آدم عليه السلام لما مات، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند. ويقال للجبل نوذ، وهو أخصب جبل في الأرض. ويقال: أمرع من نوذ، وأجدب من برهوت:ٍِ و برهوت وادٍ بحضرموت، بقرية يقال لها تنعة. عن ابن عباس قال: أرواح المؤمنين بالجابية بالشأم، وأرواح المشركين ببرهوت.
عن ابن عباس قال: وكان بنو شيثٍ يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه. فقال رجل من بني قابيل بن آدم: يا بني قابيل! إن لبني شيثٍ دوّاراً يدورون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء. فنحت لهم صنما، فكان أول من عملها.

ويقال: كان ود و سواع و يغوث ويعوق ونسر قوماً صالحين، ماتوا في شهرٍ. فجزع عليهم ذوو أقاربهم. فقال رجل من بني قابيل: يا قوم! هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم، غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحاً؟ قالوا: نعم! فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم.
فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول. وعملت على عهد يردى بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم.
ثم جاء قرن آخر، فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول.
ثم جاء من بعدهم القرن فقالوا: ما عظم أولونا هؤلاء، إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله. فعبدوهم. وعظم أمرهم واشتد كفرهم. فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان نبياً فدعاهم فكذبوه، فرفعه الله إليه مكاناً علياً.
ولم يزل أمرهم يشتد، عن ابن عباس، حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلح بن أخنوخ. فبعثه الله نبياً، وهو يومئذ ابن أربعمائة وثمانين سنةً. فدعاهم إلى الله " عز وجل " في نبوته عشرين ومائة سنةٍ. فعصوه وكذبوه. فأمره الله أن يصنع الفلك. ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة. وغرق من غرق. ومكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. فعلا الطوفان وطبّق الأرض كلها. وكان بين آدم ونوحٍ ألفا سنةٍ ومائتا سنةٍ . فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذٍ إلى الأرض. وجعل الماء يشتد جريه وعبابه من أرضٍ إلى أرضٍ حتى قذفها إلى أرض جدة. ثم نضب الماء وبقيت على الشط، فسفت الريح عليها حتى وارتها.
وإذا كان معمولا من خشب أو ذهب أو من فضة صورة إنسانٍ، فهو صنم؛ وإذا كان من حجارةٍ، فهو وثن.
كما، أن إسماعيل بن إبراهيم " صلى الله عليهما " لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات وأخرج بعضهم بعضاً، فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش.
وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً للحرم وصبابةً بمكة. فحيثما حلوا، وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمناً منهم بها وصبابةً بالحرم وحبا له. وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة، ويحجون ويعتمرون، على إرث إبراهيم وإسماعيل " عليهما السلام " .
ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره. فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم. و انتجثوا ما كان يعبد قوم نوحٍ " عليه السلام " منها، على إرث ما بقي فيهم من ذكرها. وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها: من تعظيم البيت، والطواف به، والحج، والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والإهلال بالحج والعمرة - مع إدخالهم فيه ما ليس منه.فكانت
**نزار تقول إذا ما أهلت: لبيك اللهم! لبيك! لبيك! لا شريك لك! - إلا شريك هو لك! تملكه وما ملك! ويوحدونه بالتلبية، ويدخلون معه آلهتم ويجعلون ملكها بيده. يقول الله " عز وجل " لنبيه " صلى الله عليه وسلم " : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " . أي ما يوحدونني بمعرفة حقي، إلا جعلوا معي شريكاً من خلقي.وكانت تلبية **عك، إذا خرجوا حُجّاجاً، قدّموا أمامهم غُلامين أسودين من غلمانهم، فكانا أمام ركبهم.
فيقولان: نحن غرابا عك! فتقول عك من بعدهما:عك إليك عانيه، عبادك اليمانية، كيما نَحُجّ الثانية!
**ربيعة كانت إذا حجت وقضت المناسك ووقفت في المواقف، نفرت في النفر الأول ولم تقم إلى آخر التشريق.
فكان أول من غيّر دين إسماعيل عليه السلام، فنصب الأوثان وسيّب السائبة، ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية (عمرو بن ربيعة)، وهو(لحَْي بن حارثة ابن عمرو بن عامر الأزدي) وهو أبو خزاعة
وكانت أم عمرو بن لحي فهيرة بنت عمرو بن الحارث. ويقال (قمعة بنت مضاض الجرهمي).وهي زوجة لحْي .
وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة. فلما بلغ عمرو بن لحي، نازع أباه في الولاية وقاتل جُرْهماً بني إسماعيل. فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة. ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت بعدهم.
أول من جلب الأصنام إلى مكة( عمرو بن لحي)
ثم إنه مرض مرضاً شديداً، فقيل له: إن بالبلقاء من الشأم حمَةً إن أتيتها، برأت. فأتاها فاستحم بها، فبرأ. ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال: ما هذه؟ فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو. فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة.
أول من عبد الأصنام
**عن ابن عباس إسافاً ونائلة رجل من جُرْهم يقال له إساف بن يعلى، ونائلة بنت زيدٍ من جُرْهم وكان يتعشقها في أرض اليمن فأقبلوا حجاجاً، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلةً من الناس وخلوة في البيت، ففجرا بها ( زنيا) في البيت، فمسخا. فأصبحوا فوجدوهما مسْخين. فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما. فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب.
وكان أول من اتخذ تلك الأصنام، من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس و سموهما بأسمائها على ما بقى فيهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل

سواعاً
**هذيل بن مدركة اتخذوه فكان لهم برهاطٍ من أرض ينبع. وينبع عرض من أعراض المدينة. وكانت سدنته بنو لحيان. ولم أسمع لهذيلٍ في أشعارها له ذكراً، إلا شعر رجلٍ من اليمن.

وُدّاً
واتخذته قبيلة كلب بدومة الجندل

يغوث.
واتخذت مذحج وأهل جرش خياك ود! فإنا لا يحل لنا لهو النساء، وإن الدين قد عزما.وقال الآخر: وسار بنا يغوث إلى مرادٍ فناجزناهم قبل الصباح.
يعوق
واتخذت خيوان فكان بقرية لهم يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين، مما يلي مكة.ولم أسمع همدان سمّتْ به ولا غيرها من العرب؛ ولم أسمع لها ولا لغيرها فيه شعراً. وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحِمْيَر، فدانوا معهم باليهودية، أيام تهود ذو نُواسٍ، فتهودوا معه.
نسراً
وقد اتخذته حمير
فعبدوه بأرض يقال لها بلخع. ولم أسمع حمير به أحدا، ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحدٍ من العرب. وأظن ذلك كان لانتقال حمير أيام تُبّعٍ عن عبادة الأصنام إلى اليهودية.
وكان الحمير أيضا بيت بصنعاء يقال له ريام، يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح.
وكانوا فيما يذكرون يكلمون منه. فلما انصرف تُبّع من مسيره الذي سار فيه إلى العراق، قدم معه الحَبْران اللذان صحباه من المدينة. فأمراه بهدم رئام قال: شأنكما به.فهدماه وتهوّد تُبّع وأهل اليمن. فمن ثم لم أسمع بذكر رئام ولا نسرٍ في شيء من الأشعار ولا الأسماء.
ولم تحفظ العرب من أشعارها إلا ما كان قبيل الإسلام.
قال هشام أبو المنذر: ولم أسمع في رئام وحده شعراً، وقد سمعت في البقية.
هذه الخمسة الأصنام التي كانت يعبدها قوم نوحٍ، فذكرها الله " عز وجل " في كتابه، فيما أنزل على نبيه " عليه السلام " : " قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً ومكروا مكراً كباراً وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وُداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً " .
فلما صنع هذا عمرو بن لحي، دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها.
مناة
فكان أقدمها كلها وقد كانت العرب تسمى عبد مناة وزيد مناة.
وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين المدينة ومكة.
وكانت العرب جميعاً تعظمه وتذبح حوله. وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له,وكان أولاد معد على بقيةٍ من دين إسماعيل " عليه السلام " . وكانت ربيعة ومضر على بقيةٍ من دينه.ولم يكن أحد أشد إعظاماً له من الأوس والخزرج.
وكانت الأوس والخزرج ومن يأخذ بأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها، فكانوا يحجون فيقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رؤوسهم. فإذا نفروا أتوه، فحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا عنده. لا يرون لحجهم تماماً إلا بذلك. فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبدالعزى بن وديعة المزني، أو غيره من العرب:
إني حلفت يمين صدقٍ برةً ... بمناة عند محل آل الخزرج!
وكانت العرب جميعاً في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا: الخزرج. فلذلك يقول: عند محل آل الخزرج.
ومناة هذه التي ذكرها الله " عز وجل " فقال: " ومناة الثالثة الأخرى " . وكانت لهذيلٍ وخزاعة.
وكانت قريش وجميع العرب تعظمه. فلم يزل على ذلك حتى خرج رسول الله " صلى الله عليه وسلم " من المدينة سنة ثمانٍ من الهجرة، وهو عام فتح الله عليه. فلما سار من المدينة أربع ليالٍ أو خمس ليالٍ، بعث علياً إليها فهدمها وأخذ ما كان لها. فأقبل به إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " . فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث بن أبي شمرٍ الغساني ملك غسان أهداهما لها: أحدهما يسمى مخذماً والآخر رسوباً. وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة في شعره، فقال:
مظاهر سر بالي حديدٍ عليهما ... عقيلا سيوفٍ: مخذم ورسوب.
فوهبهما النبي " صلى الله عليه وسلم " لعلى " رضي الله عنه " . فيقال: إن ذا الفقار، سيف عليّ، أحدهما.ويقال إن علياً وجد هذين السيفين في الفلس، وهو صنم طي، حيث بعثه النبي " صلى الله عليه وسلم " فهدمه.
ثم اتخذوا اللات
واللات بالطائف، وهي أحدث من مناة. وكانت صخرةً مربعةً. وكان يهودي يلت عندها السويق.
وكان سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالكٍ. وكانوا قد بنوا عليها بناءً. وكانت قريش وجميع العرب تعظمها.و بها كانت العرب تسمى زيد اللات وتيم اللات.
ثم اتخذوا العزى
وهي أحدث من اللات ومناة. وذلك أن العرب سمت بهما قبل العزى.
وهذا تميم بن مُرْ سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة؛ وعبد مناة بن أد؛ و باسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات؛ وتيم اللات بن رفيدة بن ثور؛ وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد ابن طابخة؛ وتيم اللات بن النمر بن قاسط؛ وعبد العزى بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم. فهى أحدث من الأوليين.
وعبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب.
**وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد.
كانت بوادٍ من نخلة الشآمية، يقال له حراض، بإزاء الغمير، عن يمين المصعد إلى العراق من مكة. وذلك فوق ذات عرقٍ إلى البستان بتسعة أميال. فبنى عليها بساً، يريد بيتاً. وكانوا يسمعون فيه الصوت.
وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العزى.وكانت أعظم الأصنام عند قريش. وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح.
وقد بلغنا أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ذكرها يوما، فقال: (لقد أهديتُ للعزى شاةً عفراء، وأنا على دين قومي).
وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى! فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! كانوا يقولون: بنات الله " عز وجل عن ذلك! " وهن يشفعن إليه. فلما بعث الله رسوله أنزل عليه: " ؟أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألهكم الذكر كرّ و له الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان " .
وكانت قريش قد حمت لها شعباً من وادي حراضٍ يقال له سقام. يضاهون به حرم الكعبة. فذاك قول أبي جندبٍ الهذلي ثم القردي في امرأة كان يهواها فذكر حلفها له بها:
لقد حلفت جهداً يميناً غليظةً ... بفرع التي أحمت فروع سقام
لئن أنت لم ترسل ثيابي فانطاق ... أباديك أخرى عيشنا بكلام
يعز عليه صرم أم حويرثٍ ... فأمسى يروم الأمر كل مرام
ولها يقول درهم بن زيدٍ الأوسي: إني و رب العزى السعيدة والله الذي دون بيته سرف!وكان لها منحر ينحرون فيه هداياها، يقال له الغبغب.
فله يقول الهذلي، وهو يهجو رجلا تزوج امرأةً جميلةً يقال لها أسماء:
لقد أنكحت أسماء لحى بقيرةٍ ... من الأدم أهداها امرؤ من بني غنم!
رأى قذعاً في عينها إذ يسوقها ... إلى غبغب العزى، فوضع في القسم.
فكانوا يقسمون لحوم هداياهم فيمن حضرها وكان عندها.
فلغبغبٍ يقول نهيكة الفزاري لعامر بن الطفيل:
يا عام لو قدرت عليك رماحنا ... والراقصات إلى منى فالغبغب!
لاتقيت بالوجعاء طعنة فاتكٍ ... مران أو لثويت غير محسب.
وله يقول قيس بن منقذ بن عبيد بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعي ولدته امرأة من بني حداد من كنانة، وناس يجعلونها من حداد محاربٍ وهو قيس بن الحدادية الخزاعي:
تلينا بيت الله أول حلفةٍ ... وإلا فأنصابٍ يسرن بغبغب.
وكانت قريش تخصها بالإعظام.
فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل: وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام:
كان من تلك الأصنام ذو الخلصة
وكان مروة بيضاء منقوشةً، عليها كهيئة التاج. وكانت بتبالة، بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليالٍ من مكة. وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر. وكانت تعظمها وتهدي لها خثعم و بجيلة وأزْدُ السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن. ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة. قال رجل منهم:
لو كنت ياذا الخلص الموتورا ... مثلى وكان شيخك المقبورا.
لم تنه عن قتل العداة زوراً وكان أبوه قتل، فأراد الطلب بثأره، فأتى ذا الخلصة، فاستقسم عنده بالأزلام فخرج السهم ينهاه عن ذلك، فقال هذه الأبيات: ومن الناس من ينحلها امرؤ القيس بن حجر الكندي.
ففيها يقول خداش بن زهير العامري لعثعث بن وحشي الخثعمي، في عهدٍ كان بينهم فغدر بهم:
وذكرته بالله بني وبينه ... وما بيننا من مدةٍ لو تذكرا.
وبالمروة البيضاء يوم تبالةٍ ... ومحبسه النعمان حيث تنصرا.
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً. فقال له: يا جريرٍ! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلى! فوجهه إليه. فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه. فقاتلته خثعم و باهلة دونه. فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم. فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق. فقالت امرأة من خثعم:
وبنو أمامة بالولية صرعوا ... ثملاً يعالج كلهم أنبوبا.
جاءوا لبيضتهم فلاقوا دونها ... أسداً تقب لدى السيوف قبيبا.
قسم المذلة بين نسوة خثعم ... فتيان أحمس قسمةً تشعيبا.
وذوا الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة.
وبلغنا رسول الله " عليه السلام " قال: لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليات نساء دوسٍ على ذي الخلصة، يعبدونه كما كانوا يعبدونه.
صنم يقال له سعد وكانت للعرب حجارة غير منصوبة
وكان هذا الصنم لمالكٍ وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية يطوفون بها ويتعرّون عندها. يسمونها الأنصاب، ويسمون الطواف بها الدوار وفي ذلك يقول عامر بن الطفيل وأتى غنى بن أعصر يوماً وهم يطوفون ينصبٍ لهم، فرأى في فتياتهم جمالاً وهن يطفن به فقال:
ألا ياليت أخوالي غنياً ... عليهم كلما أمسوا دوار!
وفي ذلك يقول عمرو بن جابرٍ الحارثي ثم الكعبي:
حلفت غطيف لا تنهنه سربها ... وحلفت بالأنصاب أن لا يرعدوا.
وقال في ذلك المثقب العبدي لعمرو بن هندٍ:
يطيف بنصبهم حجن صغار ... فقد كادت حواجبهم تشيب
حجن:( صبيان).
وقال في ذلك الفزاري وغضبت عليه قريش في حدثٍ أحدثه فمنعوه دخول مكة:
أسوق بدنى، محقباً أنصابي ... هل لي من قومي من أرباب؟
وقال في ذلك أحد بني ضمرة، في حربٍ كانت بينهم: وحلفت بالأنصاب والستر! وفي ذلك يقول المتلمس الضبي لعمرو بن هندٍ، فيما كان صنع به وبطرفة ابن العبد:
أطردتني حذر الهجاء، ولا ... واللات والأنصاب لا تئل!
أي لا تنجو. من أطردت ليس من طردت.
وفي ذلك يقول عامر بن وائلة أبو الطفيل الليثي في الإسلام، وهو يذكر حرباً شهدها:
وكان لإيادٍ كعبة أخرى بسنداد=من أرضٍ بين الكوفة والبصرة في الظهر
وهي التي ذكرها الأسود بن يعفر. وقد سمعت أن هذا البيت لم يكن بيت عبادة، إنما كان منزلاً شريفاً، فذكره.
وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه: هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيراً من العرب. فأعظموا ذلك وأبوْا عليه. فقال في ذلك:
ولقد أردت بأن تقام بنية ... ليست بحوبٍ أو تطيف بمأثم.
فأبى الذين إذا دعوا لعظيمة، ... راغوا ولاذوا في جوانب قودم.
يلحون أن لا يؤمروا فإذا دعوا ... ولوا وأعرض بعضهم كالأبكم.
صفح منا فعه ويغمض كلمه ... في ذي أقاربه غموض الميسم.
وقد كان أبرهة الأشرم قد بنى بيتاً بصنعاء، كنيسةً سماها القليس، بالرخام وجيد الخشب المذهب. وكتب إلى ملك الحبشة: إني قد بنيت لك كنيسةً، لم يبين مثلها أحد قط. ولست تاركاً العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه. فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوطا فيها. ففعلا. فلما بلغه ذلك غضب وقال: من اجترأ على هذا؟ فقيل: بعض أهل الكعبة. فغضب وخرج بالفيل والحبشة. فكان من أمره ما كان.
لما أقبل امرؤ القيس بن حجرٍ، يريد الغارة على بني أسدٍ، مر بذي الخلصة وكان صنماً بتبالة وكانت العرب جميعاً تعظمه، وكانت له ثلاثة أقدحٍ: الآمر، والناهي، والمتربص فاستقسم عنده ثلاث مراتٍ. فخرج الناهي. فكسر القداح، وضرب بها وجه الصنم، وقال: عضضت بأير أبيك! لو كان أبوك قتل، ما عوقتني. ثم غزا بني أسدٍ، فظفرت بهم.
فلم يُستقسم عنده بشيء حتى جاء الله بالإسلام. فكان امرؤ القيس أول من أخفره. وكان لقضاعة ولخمٍ وجذام وأهل الشأم صنم يقال له الأقيصر. فكانوا يحجونه ويحلقون رءوسهم عنده. فكان كلما حلق رجل منهم رأسه، ألقى مع كل شعرةٍ قرةً من دقيقٍ. قال أبو المنذر: القرة القبضة.
قال: فكانت هوازن تنتابهم في ذلك الإبان. فإن أدركه قبل أن يلقى القرة مع الشعر، قال: أعطنيه! فإني من هوازن ضارع!
========= انتهى
بصرى الشام 17-6-2010م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتيحة رشاد
مراقبة
مراقبة
فتيحة رشاد


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 3218
معدل النشاط : 3895
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
العمر : 60
الموقع : www.da-wawin.com
تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  1711
تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  Oouu2110

تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الأصنام و عبادتها .....    تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو - 7:13

شكرا على هذا الموضوع
هذوك كانو كيعبدو الاصنام
واش اتقول في هاذ العصر وهاذ الزمان
ولاو الناس كيعبدو بني انسان
حيث عندهم لفلوس
وما يسقموا كلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فتحي المقداد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد فتحي المقداد


المدينة : بصرى الشام - سوريا
عدد المساهمات : 73
معدل النشاط : 113
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الأصنام و عبادتها .....    تاريخ  الأصنام و عبادتها .....  I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو - 23:04

فتيحة رشاد كتب:
شكرا على هذا الموضوع
هذوك كانو كيعبدو الاصنام
واش اتقول في هاذ العصر وهاذ الزمان
ولاو الناس كيعبدو بني انسان
حيث عندهم لفلوس
وما يسقموا كلام

الأستاذة فتيحة رشاد
إن الصنمية متجذرة في المجتمعات الإنسانية
فمنهم من عبد ذاته لإعجابه بنفسه وآرائه ...
ومنهم من عبد المال والجاه وحب الرياسة
ولله في خلقه شؤون
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الأصنام و عبادتها .....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشهد يا تاريخ
» ( مدينتي بصرى الشام ) التحفة التي تروي تاريخ وعبق الحضارة
»  تاريخ الأندلس والدراسات الإستشراقية الإسبانية
» لقاء حول تاريخ القصر الكبير والعرائش
» خاص بالسيدة ام كلثوم اغاني كلمات كتاب ملحنين تاريخ الانجاز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية