منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

  رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد المجيد الدهبي
مشرف الرواية
مشرف الرواية
عبد المجيد الدهبي


المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 247
معدل النشاط : 349
تاريخ التسجيل : 07/01/2011
العمر : 54
الموقع : www.da-wawin.com

 رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) Empty
مُساهمةموضوع: رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)    رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) I_icon_minitimeالإثنين 31 يناير - 15:34

كان البحر أمامي في عمقه يأمرني بالعبور، كي أدخل تفاصيله وأقتحم أمواجه العاتية، لكني لم أكن أرغب في مواجهته رغم أن دعواه لي كانت لا تنتهي وكنت عن دعواه شاردا هائما خائفا، فقد كنت أعرف مسبقا شكل هزيمتي، لكن السكوت الخافت السحري كان يغري بالمغامرة والتحدي، يدفعني كي أدخل عرسه الدفين لعلي أحظى بموت شريف أدفع به لعنة هذا الزمان الأسود، خلعت معطفي الصوفي في حركة سريعة ، ورميت حذائي القديم بكل قوتي نحو الفضاء الفاضح، ثم جريت كالأبله ألعن سجن الخوف، كانت خطواتي في صراع مع الموج، حين بدأت أشق حدوده...
لا أبالي بكل الأصوات المنبعثة، كانت هزيجا خانقا مملا يرسم ألوان معارك خيالية تافهة، المسافة أمامي مازالت تدعوني، تغريني بالاستمرار.. تأمرني أحيانا بعدم التوقفـ، ، بالسير نحو حتف لا يدرك أحد شكله، هكذا أوشكت على الموت، كانت رائحته مثل الياسمين، لونه ليس كالألوان، غريب ، أسود قاتم، بياض ناصع، أحمر براق، فما أجمل أن تموت كما تشاء، وأن تختار اللحظة التي تموت فيها، وبالشكل الذي ترضاه، أعرف جيدا أن هذا الزمان لم يترك لنا حق الاختيار، حتى حقنا في الذهاب، في الغياب، وفي الموت، حين يدفعك إلى الشارع العريض كي تتشرد، وتمتصك لعنة الفراغ والبطالة، وتلهو بك وسائل الإعلام والأحزاب الصفراء.
كم مرة فكرت في أمر انتحاري، كنت أراه المخرج الوحيد من جحيم هذا العالم البائس، فقد قال لي بعض الأصدقاء وهم يرون تلك الحيرة وهي تكبر يوما بعد يوم في قلبي:
- علاش ما تحرق؟ فهو أيضا انتحار، كنت أضحك فأخبرهم بأني لا أريد انتحارا يعقبه سجن وألف سؤال، ووراءه إعلانات وإشهارات، أريد انتحارا باردا ومنسيا داخل ذاته.. وديعا في وداعه.. رطبا شيقا في لقائه....
كان الانتحار الذي أريده هو شكل الحياة الحقيقي النابع من إرادة حرة بعيدة عن كل تزوير أو قيد.
لا زال البحر أمامي والمسافة لا زالت أبعد مما ظننت، لا أدري كيف توقفت أو متى تسلل الخوف إلى قلبي في لحظة زئبقية، لا أدري كيف تمت هذه الخيانة، تسلل الخوف في لحظة توحد فيها كل شيء، توحد الموت و الحياة، توحد الرضا والسخط، توحدت كل المتناقضات، فالتفتت ورائي، كانت المسافة التي قطعتها تشعرني بالضعف، وكأن المسافات تمتص بعضها، أو تدغم بعضها في بعض، أحسست وقتها بجبني وقلة حيليتي، فتوقفت وأخذت أبحث عن معطفي و حذائي و في نيتي العودة من حيث بدأت.

كتبت هذا الفصل/ الوجه بتصرف
إلى اللقاء في الفصل/الوجه الثاني



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بودلاعة
مشرف القصيدة النثرية
مشرف القصيدة النثرية
محمد بودلاعة


المدينة : قلعة السراغنة
عدد المساهمات : 468
معدل النشاط : 603
تاريخ التسجيل : 17/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

 رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)    رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) I_icon_minitimeالإثنين 31 يناير - 18:41

وجهك لن ينسى

لأنه حفر في القلوب وجوها منسية

إستمتعت أخي عبد المجيد الدهبي بقراءة الوجه الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

 رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)    رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) I_icon_minitimeالأربعاء 2 فبراير - 2:35

شكرا لك اخى العزيز عبد المجيد الدهبي لقدابدعت وتميزت ودام تميزك لنا ولمنتدانا الغالى تحياتي لك أخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohamed-lui
عضو فعال
عضو فعال
mohamed-lui


المدينة : marrakech
عدد المساهمات : 678
معدل النشاط : 850
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
الموقع : www.da-wawin.com

 رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)    رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) I_icon_minitimeالثلاثاء 15 مارس - 12:55

تعلم يامعلمي أني كثير النسيان ، روايتك لا زالت معي ، لكني في كل مرة أفتحها كأنها المرة الأولى ، إنما يتضح لي أنها المرة المائة ، صراحة رواية تستحق القراءة ، أطالبك بالمزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمينة اغتامي
عضو فعال
عضو فعال
أمينة اغتامي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 512
معدل النشاط : 640
تاريخ التسجيل : 06/11/2012
الموقع : www.da-wawin.com

 رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)    رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك) I_icon_minitimeالإثنين 31 ديسمبر - 19:23

عبد المجيد الدهبي كتب:
كان البحر أمامي في عمقه يأمرني بالعبور، كي أدخل تفاصيله وأقتحم أمواجه العاتية، لكني لم أكن أرغب في مواجهته رغم أن دعواه لي كانت لا تنتهي وكنت عن دعواه شاردا هائما خائفا، فقد كنت أعرف مسبقا شكل هزيمتي، لكن السكوت الخافت السحري كان يغري بالمغامرة والتحدي، يدفعني كي أدخل عرسه الدفين لعلي أحظى بموت شريف أدفع به لعنة هذا الزمان الأسود، خلعت معطفي الصوفي في حركة سريعة ، ورميت حذائي القديم بكل قوتي نحو الفضاء الفاضح، ثم جريت كالأبله ألعن سجن الخوف، كانت خطواتي في صراع مع الموج، حين بدأت أشق حدوده...
لا أبالي بكل الأصوات المنبعثة، كانت هزيجا خانقا مملا يرسم ألوان معارك خيالية تافهة، المسافة أمامي مازالت تدعوني، تغريني بالاستمرار.. تأمرني أحيانا بعدم التوقفـ، ، بالسير نحو حتف لا يدرك أحد شكله، هكذا أوشكت على الموت، كانت رائحته مثل الياسمين، لونه ليس كالألوان، غريب ، أسود قاتم، بياض ناصع، أحمر براق، فما أجمل أن تموت كما تشاء، وأن تختار اللحظة التي تموت فيها، وبالشكل الذي ترضاه، أعرف جيدا أن هذا الزمان لم يترك لنا حق الاختيار، حتى حقنا في الذهاب، في الغياب، وفي الموت، حين يدفعك إلى الشارع العريض كي تتشرد، وتمتصك لعنة الفراغ والبطالة، وتلهو بك وسائل الإعلام والأحزاب الصفراء.
كم مرة فكرت في أمر انتحاري، كنت أراه المخرج الوحيد من جحيم هذا العالم البائس، فقد قال لي بعض الأصدقاء وهم يرون تلك الحيرة وهي تكبر يوما بعد يوم في قلبي:
- علاش ما تحرق؟ فهو أيضا انتحار، كنت أضحك فأخبرهم بأني لا أريد انتحارا يعقبه سجن وألف سؤال، ووراءه إعلانات وإشهارات، أريد انتحارا باردا ومنسيا داخل ذاته.. وديعا في وداعه.. رطبا شيقا في لقائه....
كان الانتحار الذي أريده هو شكل الحياة الحقيقي النابع من إرادة حرة بعيدة عن كل تزوير أو قيد.
لا زال البحر أمامي والمسافة لا زالت أبعد مما ظننت، لا أدري كيف توقفت أو متى تسلل الخوف إلى قلبي في لحظة زئبقية، لا أدري كيف تمت هذه الخيانة، تسلل الخوف في لحظة توحد فيها كل شيء، توحد الموت و الحياة، توحد الرضا والسخط، توحدت كل المتناقضات، فالتفتت ورائي، كانت المسافة التي قطعتها تشعرني بالضعف، وكأن المسافات تمتص بعضها، أو تدغم بعضها في بعض، أحسست وقتها بجبني وقلة حيليتي، فتوقفت وأخذت أبحث عن معطفي و حذائي و في نيتي العودة من حيث بدأت.

كتبت هذا الفصل/ الوجه بتصرف
إلى اللقاء في الفصل/الوجه الثاني



[b]الوجه الأول طبعني بشكل ملفت للإنتباه،استفزني شيء ما ،فخجلت من نفسي ربما ...لأنني فكرت يوما في نفس الشيء.....
سرد ممتع يغري بقراءة التتمة...
تحيتي لك أيها الكاتب المبدع
سنة سعيدة وكل عام وأنت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: خلجات سردية (بإدارة مولاي علي درار) :: الرواية-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية