منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 توبوا الى الله مائة مرة في اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتيحة رشاد
مراقبة
مراقبة
فتيحة رشاد


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 3218
معدل النشاط : 3895
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
العمر : 61
الموقع : www.da-wawin.com
توبوا الى الله مائة مرة في اليوم 1711
توبوا الى الله مائة مرة في اليوم Oouu2110

توبوا الى الله مائة مرة في اليوم Empty
مُساهمةموضوع: توبوا الى الله مائة مرة في اليوم   توبوا الى الله مائة مرة في اليوم I_icon_minitimeالسبت 28 أغسطس - 11:36

الحمد لله العزيز الوهاب ، غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، بفضله يفتح للمستغفرين الأبواب، وبرحمته ييسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) .
أما بعد .. فتح الباب ، فإذا بصبي يخرج من البيت مسرعاً ، وهو يستغيث ويبكي، وإذا بأمه تجري خلفه ، فلما ابتعد أغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت .
وقف الصبي وفكر ، إلى أين يذهب؟ .. لم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ، ولا من يؤيه غير والدته .. فرجع مكسور القلب حزيناً ، لكنه وجد الباب مغلقاً .. فتوسد عتبة الباب ، ووضع خده على التراب ونام .. مضت اللحظات ، وتحرك قلب الأم .. فلما فتحت الباب ورأته على هذه الحال انتفض قلبها ، فرمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي ، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك ، والشفقة عليك ، وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت البيت.
هل تظنون أيها الأحبة أن هذه الأم أرحم بولدها من رحمة الله بنا ، وحبه الخير لنا ، وقبوله لتوباتنا؟
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) ، (وإن الله بكم لرؤوف رحيم) ، (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً) .
أيها الأحبة .. سبب طرح هذا الموضوع ، ما يشكو منه كثير من الناس والشباب خصوصاً: أنا لا أصلي ، أنا مدمن ، أنا عندي بعض المنكرات: فواحش ، سماع محرم ، نظر محرم ..... الخ قد أحاطت بي الذنوب ، وأثقلتني عن السير إلى الله علام الغيوب ، فكيف أتوب؟ وإذا تبت ماذا أعمل حتى لا أعود؟
حال هؤلاء ، كالغريق ينتظر من يأخذ بيده، وكالتائه يبحث عن طريقه ، ويلتمس بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور.
ونحن نقول لهؤلاء الإخوة ، كلنا كذلك .
وإذا كنت يا أخي تظن أن الحديث عن التوبة إنما هو لأصحاب الكبائر والموبقات ، تاركي الصلوات ، متعاطي الجرائم والفواحش والمخدرات، وأن الشاب المهتدي والمستقيم خارج هذه الدائرة ، إذا كنت تظن ذلك ، فأنت أول المطالبين بالتوبة من هذه الحيلة الشيطانية .
التوبة فريضة كل مسلم ، ولهذا خاطب الله تعالى الصحابة في المدينة ، بعد تضحياتهم ، وهجرتهم في الله ، وجهادهم في سبيل الله ، فقال: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) .
وهاهو سيد التائبين وإمام المستغفرين  ، يقول كما في صحيح مسلم عن الأغر بن يسار : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّة" .
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغفور . رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .
إخوتي في الله .. كيف نتوب؟ وماذا نعمل بعد أن نتوب؟ هذا ما سنتحدث عنه بإذن الله هذه الليلة ، في هذه المحاضرة ((برامج عملية للتائبين)) .
وحديثنا عن هذه البرامج سيكون على قسمين :
القسم الأول: برامج عملية للتائبين ، (كيف نتوب؟) .
القسم الثاني: برامج عملية لمن تاب ، كيف يثبت على التوبة .
أولاً) برامج عملية للتائبين (كيف نتوب؟) :
هل التوبة تحتاج إلى فقه وتعليم وبرامج ووسائل؟
هل التوبة أن نأتي بالشاب ونقول له: أطلق لحيتك ، وقصر ثوبك والحمد لله .. أم أن الأمر كما قال ابن القيم: ((وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا)) .
إذن التوبة تحتاج إلى فقه وتعليم وتحقيق للشروط حتى تكون عبادة مقبولة بتوفر شروطها المعروفة .. وهي أيضاً تحتاج إلى مجاهدة وأسلحة وبرامج تعين بإذن الله على الانتصار على الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وبالتالي التوبة والرجوع إلى الله .
سأبدأ الكلام الآن ببرنامج عام للتوبة العامة من أي ذنب .. ثم أذكر بعد هذا البرنامج عدة برامج خاصة نحتاجها في التوبة من بعض المنكرات المشهورة ، كترك الصلاة، والمسكرات والمخدرات والدخان، والزنا والفواحش، والربا ، وغيرها .
ولنبدأ الآن ببرنامج التوبة العام الذي نحتاجه للتوبة من أي ذنب .
1) تعبد الله تعالى بأسمائه وصفاته : (أساس التوبة)
وهذا الامر هو روح التوحيد والإيمان ، أن تعرف الله بأسمائه وصفاته لا معرفة نظرية فقط ، بل معرفة قلب خاشع محب معظم لربه جل وعلا ، وهذه المعرفة لها عدة مشاهد يشهدها القلب ، اكتفي بذكر ثلاثة مشاهد منها:
أ- مشهد الإطلاع والإجلال: إجلال الله تبارك وتعالى أن تعصيه وهو يراك ويسمعك .
عندما تغلق على نفسك الباب .. تذكر بأن الباب الذي بينك وبين الله لا يغلق أبداً .
(ألم يعلم بأن الله يرى) .. (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) .
استشعر عظمة الله ورقابته .. واستحي من الملائكة الذين سخرهم الله لحفظك؛ فهم يرونك ويسمعونك في كل حال. واستحي من الملكين الذين لا يفارقانك، يسجلان حسناتكس وسيئاتك .
ب- مشهد المحبة: هل تحب الله؟ اترك معصيته محبة له ، فإن المحب لمن يحب مطيع .
ج- مشهد الغضب: استحضار غضبه وانتقامه فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم أمام غضبه شيء 0
وتأمل ما أعده الله من أنواعا العذاب في القبر والقيامة والنار (بول ونمام ، قاطع رحم ، خمر ، زنا ، ربا) .
2) جاهد نفسك ، واصبر عن المعصية .
فإن قلت كما يقول بعض الشباب: صعب ما أقدر أن تعودت على ذا الشي .
فأقول لك: لا بد أن تصبر، وتذكر أن الصبر في الدنيا أهون من العذاب في الآخرة.
( قصة الكلب ) .
3) استشعار ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم:
ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها ، وقد صح عن النبي  أنه قال: (لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن) .
قال بعض الصحابة: ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه .
4) استشعار العوض : وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها (وأما من خاف مقام ربه) .
5) تدبر القرآن والعمل به : فهو روح القلوب وشفاؤها من جميع الشهوات والشبهات .
6) سد الذرائع والطرق الموصلة للمنكر (رفقة ، وحدة ، مجلات ، أفلام ، انترنت).
كلنا ضعفاء أمام الشهوات إلا من عصم الله تعالى، ولكن مشكلة الكثير منا: أنه يضع الفريسة بجوار الوحش، والنار بجوار البنزين؛ بل يصب بنفسه الزيت على النار ثم يصرخ مستغيثا أدركوني. أغيثوني!!
7) البيئة الصالحة المعينة ( قوي بنفسه ) ، ( الذئب من الغنم القاصية ) .
حديث قاتل المائة .. فنقول: فر من رفيق السوء ، غيّر رقم هاتفك، وغيّر منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه .
استحضار نعم الله عليك ( صحة ، أمن ، مال ، طعام شراب ، أهل ) .
( هل من خالق ) ، ( أخذ الله سمعكم ) ، ( أصبح ماؤكم ) .
في القيامة ( ألم أوتِك مالاً ... ، ألم أصحَّ لك جسمك ، ألم أذرْك ترأس وتربع .
من منا زار المستشفيات ، فكر في أهل البلاء .
- في قناة المجد ، التقيت بالأخ عبد الله با نعمة ، ولعل الكثير منكم شاهد قصة الأخ عبد الله .. شاب مشلول لا يتحرك منه إلا رقبته فقط ، لم يممنعه الشلل والإعاقة الشديدة من الاستقامة على امر الله ، والدعوة إلى الله ، عندما سألته عما يتمناه ، هل يتمنى أن تعود له صحته ليجمع المال ، أوليتلذذ بالمحرمات ، أو ليتعاطى المسكرات والمخدرات ، أو ليتمتع بالسهرات والزنا والفواحش المحرمة؟
لا ، ذكر لي ثلاث أماني : سجدة ، مصحف ، ضم أم .
كم منا يا إخوان ممن يتمتع بالصحة ، ويرفل في ثياب العافية ، وهو مقيم على معصية الله تعالى .
- ثم كان لي لقاء آخر سيعرض قريباً بإذن الله مع أخينا أحمد الشهري .. شاب عجيب ... .
عبد الله .. كيف تعصي الله وإحسانه إليك على مدى الأنفاس ، أعطاك السمع والبصر والفؤاد ، وأرسل إليك رسوله ، وأنزل إليك كتابه ، وأعانك بمدد من جنده الكرام ، يثبتوك ويحرسونك ويحاربون عدوك ، ويطردونه عنك ، وأنت تأبى إلا أن تقف مع عدوك ضد ربك وملائكته .
أمرك الله بشكره ليكرمك ، فكفرت نعمته .. وأمرك بذكره ليذكرك فنسيت ذكره .
أمرك بسؤاله ليعطيك ، فما سألته .. دعاك إلى بابه فما وقفت عليه ولا طرقته .. ثم فتح لك الباب فما ولجته .
ومع هذا فلم يؤيسك من رحمته ، بل قال : متى جئتني قبلتك ، إن أتيتني ليلاً ، قبلتك ، وإن أتيتني نهاراً قبلتك وإن تقربت مني شبراً تقربت منك ذراعاً ، وإن تقربت مني ذراعاً تقربت منك باعاً ، وإن مشيت إلي هرولت إليك . ولو لقيتني بقراب الأرض خطاياً ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ، أتيتك بقرابها مغفرة ، وبلغت ذنوبك عنان السماء , ثم استغفرتني غفرت لك , ومن أعظم مني جوداً وكرماً ؟
عبادي يبارزونني بالعظائم ، وأنا أكلؤكم على فرشهم .
إني والجن والانس في نبأ عظيم : أخلق ويعبد غير ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلي .
أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهل كرامتي ، وأهل معصيتي لا أُقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أُحب التوابين ، وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا إلي ، فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب ، لأطهرهم من المعايب .
9) اتباع السيئة بالحسنة .. (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً) .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ . رواه الترمذيوقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
إن فعل المحرمات لا يسوغ ترك الطاعات : فإذا ابتلي العبد ببعض المحرمات ، فإن ذلك لا يسوغ له ترك الصلاة مثلاً ، لان الشيطان يأتي لبعض الناس ، ويقول له: كيف تصلي أمام الناس ، وأنت مبتلى بكذا وكذا ، أنت منافق؟ فيترك هذا المسكين الصلاةأو يتهاون في أدائها أو في غيرها من الأوامر .
وقد قرر أهل العلم قاعدة ، (إن ترك الأوامر أعظم من ارتكاب المناهي) .
قال سهل بن عبدالله - رحمه الله -: " ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي؛ لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها، فتاب عليه، وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد، فلم يتب عليه " .
فلهذا نقول: متى ما ابتلاك الشيطان بشيء من السيئات ، فادمغه بسيل من الحسنات من الصلاة والدعاء والذكر والصدقة وغيرها من الأعمال ، كما قال الله: (إن الحسنات يذهبن السيئات) .
وتأملوا أحبتي في الله في قصة هذه المرأة ، والتي جاءت في الصحيحين عن أبي هريرة  أن النبي  قال:" بينما كلب يُطيف برَكيَّة (أي بئر) كاد يقتله العطش؛ إذ رأته بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها (أي خفها) واستقت له به، فسقته إياه، فَغُفر لها به " .
انظروا يا إخواني ، ما الذي قام بقلب هذه المرأة الزانية ، من الرحمة ، مع عدم الآلة التي تسقي بها الماء، وعدم وجود المعين على السقي، وعدم وجود من ترائيه بعملها ، فغَرَّرَت المرأة الضعيفة بنفسها في نزول البئر، وملأت الماء في خفها، ولم تعبأ بتعرضه للتلف، ثم حملت الخف بفمها وهو ملآن ، ثم تواضعت لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه، فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكوراً .
قال ابن القيم: فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء، فَغُفر لها .
وقد روى الترمذي والنسائي بسند حسن قصة أبي اليَسَر كعبِ بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه وأصل القصة في الصحيحين .
كان هذا الصحابي يبيع التمر في المدينة ، فجاءته امرأة حسناء جميلة تشتري منه التمر ، وكان زوجها قد خرج غازياً في سبيل الله ، فوسوس له الشيطان وزين له الوقوع بالمرأة ، فقال لها: إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْهُ . فدخلت معه في البيت ، فأخذ يقبلها ، ويباشرها دون أن يصل إلى الجماع .نعم لقد وقع هذا الصحابي في هذه المعصية في موطن من مواطن الضعف ، فما الذي حدث؟ضاقت به الدنيا ، وعظم به الأمر ، فذهب أولاً إلى أَبي بَكْرٍ ، وأخبره بما وقع له ، فقال أبو بكر: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، لكن أبا اليسر لم يصبر ، فذهب إلى عمر ، فقال له عمر: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، لكنه لم يصبر حتى أتى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَر ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ: أَخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ .في هذه اللحظة ، تقطع قلب أبي اليسر ، حَتَّى إنه تَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ إِلَّا تِلْكَ السَّاعَةَ ، بل إنه ظَنَّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ .ثم أَطْرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا ، وأنزل رأسه إلى صدره ، حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ (وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ ، إن الحسنات يذهبن السيئات ، ذلك ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) .. قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبي اليسر ، ففرح بها فرحاً شديداً .. ثم قَالَ بعض الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً قَالَ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً .
وهذا التكفير الْمُطْلَق للسيئات ، حَمَلَه الْجُمْهُور عَلَى الْمُقَيَّد بالصغائر ، كما فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: "الصَّلَاة إِلَى الصَّلَاة كَفَّارَة لِمَا بَيْنَهُمَا مَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِر " ، فالكبائر لا بد فيها من التوبة .
وإذا تأملنا بعض الأحاديث، يمكن أن نستفيد فائدة مهمة ، وهي أنه متى ما وقع الإنسان في سيئة شُرِع له أن يدفعها بحسنة من جنس السيئة التي عملها .
ويدل على هذا ، حديث أبي هُرَيْرَةَ المتفق عليه عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ" .
وفي قصة تخلف كعب بن مالك لما أقعدته الدنيا والأموال عن الخروج مع رسول الله  في تبوك ، قال فِي آخِرِ حَدِيثِهِ" إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" . متفق عليه
10) تذكر الموت والدار الآخرة ، الموت فجأة ، سوء الخاتمة، (لولا أخرتني) ، (رب ارجعون) .
سوء الخاتمة: تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت على تلك المعصية .
وسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك .
تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو .
تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة .
اخل بنفسك ، وتفكر في حالك ، وقل: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟.. أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟
11) زيارة القبور . كما هي سنته  ( تذكركم الآخرة ) ، إذا تسلط عليك الشيطان ، وهيج نفسك الأمارة بالسوء ، فافزع إلى المقابر ، وقف بتلك المنازل ، وتذكر أنك يوما ستسكن في هذه القبور. وستكون وحدك؛ لا أحد معك سوى عملك؛ فإما أن يكون عملا صالحا يؤنسك وينير قبرك، ويجعله روضة من رياض الجنة؛ وإما أن يكون عملا سيئا تشتد معه ظلمة قبرك. ويضيق به قبرك عليك. ويكون حفرة من حفر النار.
12) تذكر القيامة وأهوال الآخرة . في القرآن ، الأحاديث ، كتب الرقائق، المحاضرات.
13) الدعاء والانكسار بين يدي الله .. ولو كنت مذنباً ، بل ولو كنت على المعصية .
14) إذا تبت ثم رجعت فلا تيأس ، لا تترك التوبة أبداً ، لا تقل إني أتوب ثم أعود فلا أمل في التوبة ، بل تب وجاهد نفسك حتى يكون الشيطان هو المدحور .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ [ثُمَّ عَادَ ثلاث مرات وهو يذنب ويستغفر حتى قال الله:] اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، وفي لفظ: قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ . متفق عليه .
وهنا أنبه إلى أمر هام جداً ، وهو أن بعض الناس يظن أن هذا الحديث يهون من شأن الذنوب ، أو يعطي شيكاً مفتوحاً للمعصية .
وهذا فهم خاطيء ، فشؤم المعصية وخطرها أمر لا ينكر ، إنما المقصود من الحديث أن يبادر من ابتلي ووقع في الذنب إلى التوبة ، ولا ييأس .
حتى تفهم هذا الحديث تذكر أمرين:
1- أنك لا تأمن أن يسبقك الأجل ، وينزل بك الموت قبل أن تتوب .
2- أنك لا تأمن أيضاً أن تدمن الذنب ، فيطبع الله على قلبك ، فلا ينبعث للتوبة .
===============================================
انتقل بكم الآن إلى البرامج الخاصة للتوبة من بعض الذنوب والمنكرات .
هذه البرامج يستفيد منها من وقع في الذنب، ونستفيد منها نحن في دعوة المذنبين .
1) التوبة من التخلف عن صلاة الفجر:
من الظواهر الخطيرة التي شاعت في مجتمعات المسلمين ، ظاهرة التكاسل عن أداء الصلاة ، والتكاسل عن صلاة الفجر في المسجد ، أوتأخيرها بعد خروج وقتها .. وإنك لترى المسجد في الحي المزدحم يمتلئ في الصلوات كلها حتى إذا جئته صلاة الفجر ألفيته شبه خاو ليس فيه إلا القليل من المصلين .
كيف نتوب من هذا الذنب العظيم؟ ما هي الوسائل المعينة على المحافظة على صلاة الفجر؟
1. لعل أول خطوة في طريق العلاج استشعار أهمية هذه الصلاة وإدراك قيمتها، وخطورة التخلف عنها .
فمن فضائل صلاة الفجر الثابتة في الأحاديث الصحيحة : أنها تعدل قيام الليل ، وأن من صلاها في جماعة فهو في ذمة الله وحفظه، وأن من صلاها والعصر دخل الجنة، وأنها حجاب عن النار، ولن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .
أما خطورة التخلف عنها ، فقد ذهب عدد من أهل العلم أن من ترك صلاة واحدة عمداً حتى يخرج وقتها فقد كفر .. كما جاء في فتوى سماحة شيخنا العلامة ابن باز في من يتعمد ضبط المنبه على وقت العمل السابعة أو الثامنة ولا يصلي الفجر إلا في هذا الوقت .
2. التبكير بالنوم والابتعاد عن السهر ، ولهذا ثبت عنه  أنه كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها .. ويتأكد وجوب هذا الأمر في حق من يعرف من نفسه أنه لن يستيقظ للصلاة إذا تأخر في النوم .
3. أن يستعين بالقيلولة في النهار ، فإنها تعينه ، وتجعل نومه في الليل معتدلاً ومتوازناً .
4. عدم الإسراف في الأكل والشرب ، فإن امتلاء البطن بالطعام مدعاة إلى الكسل والاستغراق في النوم .
5. الحرص على أذكار النوم ، ودعاء الله في الوتر أن يوفقك للقيام لصلاة الفجر .
6. عدم الانفراد في النوم ، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وحده .
7. الاستعانة بالأقارب والإخوان وأهل البيت .. الزوج يوصي زوجته ، والأولاد يستعينون بأبيهم، والصديق يستعين بصديقه .. وهذا الأمر من التعاون على البر والتقوى ، والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه .
هنا تجربة لطيفة لأحد الشباب، كان نومه من العيار الثقيل، وكان لوحده في البيت، فقام بربط رجله بحبل، ودلّى الحبل مع النافذة، وأوصى أحد رفاقه إذا ذهب لصلاة الفجر، أن يجر الحبل حتى يوقظه من النوم .
8. الاستعانة بالمنبهات والآلات والأجهزة الحديثة ، وهي ميسورة بحمد الله .
وضع الساعة بعيداً عن رأسه، لأن بعض الناس يضعها قريباً من رأسه فإذا دقت أسكتها وواصل النوم .
9. ألا يضبط المنبه على وقت متقدم عن وقت الصلاة كثيراً ، إذا علم من نفسه أنه إذا قام في هذا الوقت قال لنفسه : لا يزال معي وقت طويل ، فلأرقد قليلاً ، وكل أعلم بسياسة نفسه .
10. الهمة عند الاستيقاظ ، بحيث يهب من أول مرة ، ولا يجعل القيام على مراحل ، لأن هذا الاستيقاظ المرحلي فاشل في الغالب .
11. إضاءة المصابيح والأنوار عند الاستيقاظ ، فإن لها تأثيراً في طرد النعاس .
12. ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة ، وبه تنحل عقدة من عُقد الشيطان .
13. نضح الماء في وجه النائم ، كما جاء في الحديث من مدح الرجل الذي يقوم من الليل ليصلي ، ويوقظ زوجته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، وكذلك المرأة .
فنضح الماء وسيلة شرعية ومنشطة، لكن يكون برفق وحكمة .
2) التوبة من النظر المحرم : (مباشرة أو الفضائيات والمجلات)
1. مراقبة الله تعالى واستحضار اطلاعه وعلمه الذي وسع كل شئ ومعيته لعبده :
كان وهب بن الورد يقول خف الله على قدر قدرته عليك واستحي منه على قدر قربه منك وقال له رجل :عظني فقال له اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك.
وسئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال :بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره .
وكان الإمام أحمد ينشد :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب
2. أن تستشعر أضرار وأخطار النظر المحرم، ومنها:
1- أنه من أسباب فساد القلب ، فالعين مرآة القلب ، وكل ما تراه بعينك يصب في قلبك.
2- تعلق القلب بالصور ودوام حسرته وعذابه :
قال الأصمعي : رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها فقالت لي :يا هذا ما شأنك قلت :وما عليك من النظر فأنشأت تقول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
3- أنه يتدرج بالعبد إلى أن يقع في فاحشة الزنا : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ...)
3. أن تستشعر فضل وثمرات غض البصر، ومنها :
أنه أنه امتثال لأمر الله / أنه من أسباب دخول الجنة / وحلاوة الإيمان ولذته / ونور القلب
4. الاستعانة بالله تعالى والتضرع إليه بالدعاء :
ومن ذلك الدعاء المشهور : اللهم طهر قلبي من النفاق و عملي من الرياء و لساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وروي حديثاً لكنه ضعيف.
5. سد الذرائع والابتعاد عن مواطن الفتنة :
1- أماكن الاختلاط كالأسواق والمستشفيات ومدن الألعاب والشواطيء .
2- الجلوس أمام شاشات التلفاز وشبكات الإنترنت .
3- المجلات والصحف الماجنة التي تتخذ صور النساء وسيلة لرواجها : فتاة الغلاف ، اللقاءات مع الفنانات ، ركن التعارف ، عروض الأزياء ، بل وحتى الإعلانات التجارية عن سلع لا تمت للمرأة بأي صلة .
6. تجديد التوبة دائماً:
قال شيخ الإسلام : وفى هذه السورة ذكر آية النور بعد غض البصر وحفظ الفرج وأمره بالتوبة مما لابد منه أن يدرك ابن آدم من ذلك .
3) التوبة من الفواحش (الزنا، وعمل قوم لوط) :
ما الفرق بينك وبين البهائم؟ لا تظن أن الفرق بينك وبينها في قوتك أو في عظم جسمك أو جمالك أو مالك .. لا ، الفرق هو العقل .
من حكمة الله تعالى أنه جعل للعبد عقلاً تعقل به أمر الله ، وجعل لك في المقابل شهوة تتوقد في نفسك ، ليعلم من يقدم عقله على شهوته فينجح ويلتحق بالرفيق الأعلى، ومن يقدم شهوته على عقله فيسقط ويلتحق بالبهائم .
ماذا نقول لمن أسرته شهوته فوضعها في الحرام، في زنا أو شذوذ أو عمل قوم لوط .
1) الخوف من الله تعالى ومراقبتُه في السرِ والعلنِ : نقول كلمة يسيرة لكنها عظيمة: اتق الله .
ولهذا جاء في الصحيحين في قصة الثلاثة الذين أَوَوْا إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ .. فَقَالُوا : إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ .. قال أحدهم : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ عَنْهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ... )) الحديث .
تأمل هذا الرجل .. قد أوشكَ على مقارفةِ الفاحشةِ ، ولم يبقَ بينَه وبينَها إلا شيءٌ يسيرٌ ، ولكن الإيمانَ في قلبهِ تيقظَ بكلمةِ : اتق الله .. فانتبه وانتصرَ بإيمانه على الشهوةِ .
2) حسم مادة الشهوة وتضييق مجاريها : مثاله ( قطع العلف عن الدابة الجموح وعن الكلب الضارى لإضعاف قوتهما ) .
• نوع وكمية الغذاء المثير للشهوة .
• العلاج النبوي ( الصوم ) : " ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " .
هل جربت الصيام بقصد العفة عن الحرام؟ جرب وستجد أثره على قلبك .
3) قطع الأسباب المهيجة للشهوة : مثاله ( تغييب اللحم عن الكلب والشعير عن البهيمة لئلا تتحرك قوتهما له عند المشاهدة )
• ومن هذه الأسباب : 1]الفكر في الشهوات 2] النظر المحرم 3] الغناء .
4) التسلي عن الشهوة بجنسها من المباحات : مثاله (إعطاء البهيمة من الغذاء ما يميل اليه طبعها بحسب الحاجة لتبقى معه القوة فتطيع صاحبهما ولا تغلب باعطائها الزيادة)
الزواج : حديث (يا معشر الشباب ... )
5) الصبر والمجاهدة : كما تقدم .
6) أن تتذكر ما أعد اللهُ تعالى للحافظين فروجهم والحافظات من النعيم المقيم .
ومن ذلك النعيمْ التلذذُ بالحورِ العين ، الكواعبُ الأترابُ ، اللواتي ملئن حسناً وجمالاً .
7) التفكر في المفاسد الدنيوية من الشهوة المحرمة .. فإن الله تعالى يبتلي أصحابَ الشهواتِ بالأمراضِ الفتاكةِ ، والأوبئةِ المهلكةِ ، كالإيدز ، إضافة إلى الأمراضِ النفسيةِ والعقليةِ والقلقِ والاضطرابِ والغمِ والهمِ .
ومن المفاسد الدنيوية أيضاً : الخزي والعار في الدنيا عليه وأهله .. السجن .
أن تتذكرَ ما أعدَّ اللهُ تعالى لأهلِ الشهواتِ المحرمةِ من زنىً ولواطٍ أو غيرِها من العذابِ والنكالِ الأليم في البرزخ ، أو في الآخرة :
1- عذاب البرزخ : التنور الذي يعذب فيه الزناة والزواني .
في البخاري أن رسولَ الله  قال : (( إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ... حتى قال : فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا فلما سأل عنهم الملائكةَ ، قالوا : وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي)) .
فهل تودُ أيها الشابُ أن تكونَ منهم ؟ !!
2- عذاب النار: (فأما من طغى .. الجحيم هي المأوى) .. (ولا يزنون ومن يفعل ذلك..)
9) علاج لطيف ، يقدمه لنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عندما يقول: إذا أُعجب أحدكم بامرأة فليذكر مناتنها 0
إذن هذا العلاج هو : التفكر في مقابح الصورة التى تدعوه نفسه اليها .. وخاصة إذا كان الطرف الثاني يشترك غيره معه فيه .
كما قيل : سأترك وصلكم شرفا وعزا لخسة سائر الشركاء فيه
إذ كثر الذباب على طعام رفعت يدى ونفسى تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب يلغن فيه
10) اسأل نفسك هذه الأسئلة:
هل الجنس هو الغاية في نظرك الشخصي؟
هل للشهوة حد؟ متى ستقضي على الشهوة في نظرك؟
11) الدعاء والانكسار بين يدي الله .
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) .. وليكن مثلك يوسفُ عليه السلام عندما قال: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (.
12) أن تتذكرَ أيها الشابُ أنكَ مُستهدفٌ بالمخططاتِ اليهوديةِ والصليبيةِ لإفسادِك والقضاءِ على دينِك ، بنشرِ الخلاعةِ والإباحيةِ ، وإشاعةِ الفواحشِ والمنكراتِ، يقولُ أحدُ أقطابِ المستعمرين: كأسٌ وغانيةٌ تفعلانِ في تحطيمِ الأمةِ المحمديةِ أكثرَ مما يفعلهُ ألفُ مِدْفعٍ.
4) التوبة من الربا:
الكبيرة العظيمة ، التي اختص الله صاحبها بحرب الله ورسوله، لكنه سبحانه استثنى التائبين،
كما قال تعالى: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله} .. وقال (وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) .
إذن ليس هناك كفارة خاصة لمن وقع في الربا، عدا التوبة والاستغفار والانتهاء عن التعامل بالربا، فالانتهاء والتوبة تجب ما سبق إن شاء الله .. لكن كيف ينتهي؟
أهل الربا إما مقرض (الذي يأخذالفوائد) ، أو مقترض (الذي يدفع الفوائد)
1]بالنسبة للمقرض: يجب عليه الإسراع في الانتهاء عن الربا .
- أما ما سبق أخذه من الفوائد الربويَّة فهو معفو عنه وليس عليه أن يغرمه ، كما قال تعالى:(فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله } .
- وأما ما يحصل من الفوائد بعد التوبة فلا يحل له، وعليه أن يتصدَّق به في وجه البر .
2]بالنسبة للمقترض، فعليه أن يعيد رأس المال الذي اقترضه دون زيادة وينصح من أقرضه.
فإن لم يتمكن من ذلك ، فإنه يردّ المبلغ مع الزيادة مع التوبة إلى الله عزّ وجل .
وأما ما اشتراه المقترض أو أنشأه من الأمور أو التجارات المباحة ، فإنه يجوز له أن يعمل فيه ويكسب ، وعليه أن يُكثر من الصدقات لتطهير ماله ونفسه من الحرام .
ذكر الفقهاء عدة خيارات للتخلص مما تبقى من القرض الربوي:
أولا: إذا أمكن سداد ما تبقى من القرض دفعة واحدة مبكرة مقابل إسقاط ما بقي من الفوائد فهو واجب، ولو أن تقترض قرضاً آخر بدون فوائد، أوتبيع ما لا تحتاج إليه من ممتلكاتك.
ثانيا: يمكنك شراء أسهم بالأجل، ثم تسليم هذه الأسهم للبنك سداداً لما تبقى من القرض، ويبقى في ذمتك ثمن الأسهم، وهو دين مشروع لأنه ناتج عن بيع .
ثالثا: إذا تعذرت كل الخيارات ، فأنت في حكم المضطر، ولا تكلف إلا وسعك .
5) التوبة من إدمان المواقع السيئة على الانترنت:
إنها صورة محزنة لشاب يمضي ليله ونهاره أمام هذه المواقع السيئة التي تبث السموم وتفسد الاخلاق، وتحول الشاب إلى مخلوق شهواني بهيمي في مسلاخ بشري .
1- استصحاب مراقبة الله عز وجل واستشعار اطلاعه على العبد في حركاته وسكناته, ودعائه بصدق وإخلاص أن يجنبه أسباب الفتنة والشر !
2- عدم استخدام الانترنت أساساً إلا لهدف وحاجة معينة, كبحث علمي, أو قراءة لمقالة, أو متابعة لأخبار , أو مشاركة في منتدى خيّر أو نحوها .
3- عدم فتح الرسائل المجهولة المصدر لأنّ أغلبها إما إباحية ، أو حاملة لفيروسات مدّمرة للجهاز, أو دعاية مُضيّعة للوقت والمال والجهد .
4- اجتناب استخدام (النت) قدر الإمكان في أوقات الخلوة ؛ لأنّ الشيطان سيجدها فرصة للوسوسة وتهييج الشهوة.
5- وضع الجهاز في مكان عام في البيت, كالصالة, أو غرفة الطعام .. وعدم إغلاق الأبواب .. أو وضع الجهاز بجهة معاكسة لباب الحجرة بحيث يكون المتصفح قد جعل الباب خلف ظهره, ممّا يجعله بعيد التفكير عن تصفح مواقع إباحية حياء من الداخل .
6- اجتناب التصفح حال الشعور بالشهوة ، فإنّ بعض الشباب تثور شهوته فيدخل لموقع عادي، فلا يلبث أن يتنقل إلى موقع إباحي موهماً نفسه أنه انساق إليه – قدراً – لا قصداً .
7- الحذر عند استخدام محركات البحث مثل (قوقل) وغيره في البحث الذي يشتمل على صور أو مواقع جنسية .
8- إذا تبت تخلص فوراً من أي بروكسيات أو برامج تخطي الحجب ، وامسحها نهائياً .
9- تجربة ذكرها أحد الفضلاء: أن يضع الشاب افتتاحية الشاشة وبصورة مكبرة تملأ الشاشة : آية قرأنية أو حديث من أحاديث الوعيد, أو صورة مقبرة, أو جملة مؤثرة مثل: (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك).. وتغيير الافتتاحية كل فترة لئلا يتبلد الإحساس.
6) التوبة من الدخان:
هل من مدخن يريد أن يعيش حياة طيبة، ويتنفس الهواء النقي، ويحافظ على صحته وفلبه ورئتيه الرقيقتين من أن يدخلها هذا السم الأسود .
عجيب حال إخواننا المدخنين!! كيف يأخذ العاقل علبة مكتوب عليها تحذير رسمي: التدخين سبب رئيسي للوفاة .. (يعني لا تموت، وهو يقول إلا بموت) .
ماذا نقول لهذا الأخ المدخن الذي يحرق صحته وماله، ويؤذي أهله وعياله، وقبل ذلك يغضب ربه .
1. اقنع نفسك : سجل مبررات إقلاعك عن التدخين على ورقة ورتبها بحسب الأولويات... قد يكون من بينها بالتأكيد المخاطر الصحية والأمراض ، والرائحة الكريهة، الأثر السلبي على الزوجة والاولاد، توفير المال، وقبل هذه المبررات كلها إرضاء الله والإخلاص في ترك المعصية لوجه الله ..
اكتب هذه المبررات في ورقة ، واحتفظ بها معك دائماً .
2. توكل على الله واستعن بالله، وأكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله .
3. حدد ساعة الصفر (متى ستقلع) واحرص على الالتزام بهذا التوقيت كبداية جديدة.
4. أثبتت التجارب أن الإقلاع الفوري أكثر نجاحاً من التدريجي .
5. جدد محيطك وحياتك، وغيّر الأماكن والأوقات التي كنت تمارس خلالها التدخين .
6. أبلغ عائلتك وأصدقائك وزملائك في العمل عن هذه الخطوة واطلب منهم الدعم والتشجيع .
7. تخلص من الأدوات : من الولاعات وطفايات السجائر وأعواد الثقاب وبالتأكيد لاتترك أثر لعلبة سجائر في محيطك، واستمتع برائحة المنزل النظيف وملابسك النظيفة.
8. قلل من المشروبات التي اعتدت تناولها مع التدخين كالشاي، وفي المقابل أكثر من الفواكه والخضروات .
9. ممارسة الرياضة: وهي طريقة ممتازة لتنشيط الدورة الدموية وطرد النيكوتين من الجسم، وتقليل حدة التوتر .
10. اشغل يدك : إذا شعرت بالرغبة في تناول السيجارة اشغل يدك، احمل قلم، اكتب رسالة، مارس هوايتك المفضلة ولاتستجب لرغبتك .
11. استعمل الوسائل المساعدة للإقلاع ، مثل: السواك، السبحة، العلك المخصص للمدخنين .
12. زيارة عيادات مكافحة التدخين، والاستعانة بالطرق الحديثة ، ومن آخرها جهاز الملامس الكهربائي ، وهو جهاز فعال ومفيد للغاية .
13. استشعار التحدي : (أنك تسهم بشكل غير مباشر في قتل إخوانك في فلسطين)
اكبر مصنع للدخان فى العالم شركة فيليب موريس ، وهذه الشركة تتبرع بـ 12% من ارباحها لاسرائيل .. عدد المسلمين المدخنين فى العالم 400مليون .. وبالتالى : المبلغ الذى يدفعه المسلمون المدخنون لاسرائيل يومياً قرابة عشرة ملايين دولار.
14. إذا فشلت في الإقلاع فلا تيأس، البعض ينجح بعد المحاولة الرابعة أو ربما أقل أو أكثر.. ومع كل محاولة ستزداد فرص النجاح .
7) التوبة من المسكرات والمخدرات:
هذه السموم التي أفسدت عقول الكثير من شبابنا .. الإحصائيات تبين ازدياد عدد المدمنين .. القضية خطيرة جداً .. 15% من المدمنين يموتون خلال ثلاث سنوات من الإدمان .
20% منهم ينتهي بهم المطاف إلى السجن .. فمن لهؤلاء؟
هل يكفي أن نفتح مستشفى الأمل لعلاج المدمنين وتنتهي القضية؟
الجواب ، لا ، المستشفى لا يكفي لأمرين .
أولاً ) أن المستشفى إمكانياته محدودة، بل حتى أكون صريحاً أقول: على الرغم من الجهود المشكورة التي يبذلها العاملون في المستشفى، فهو في الواقع ليس بحجم الظاهرة والعدد الهائل للمدمنين في مدينة مليونية كمدينة الرياض .. وكلنا أمل في المسؤولين في وزارة الصحة أن يسارعوا إلى توسيع وتحسين وضع المستشفى .
ثانياً) أن بناء المستشفيات ، لا يمثل سوى 25% من حل المشكلة كما يشير إليه كبار الباحثين وأطباء علاج الإدمان في العالم، ويبقى ثلاثة أرباع الحل بيد المريض، والأسرة، والمدرسة والمسجد والجهات الأمنية والمجتمع كله.
لن أكرر ما قلته من خطوات علاجية في الإقلاع عن الدخان ، لكني أضيف :
1. يمكن المدمن الاستعانة بمستشفى الأمل، سواء بالتنويم في المستشفى ، أو عن طريق العيادات الخارجية ومراجعة الطبيب .
2. لا بد من معرفة السبب والدافع لتعاطي المخدرات ، وعلاج هذا السبب: مشاكل نفسية، مشاكل عائلية، رفقة سيئة، سفر للخارج، فراغ، ... الخ .
3. ضع في حسابك أنك بعد الإقلاع عن المسكر أو المخدر، ستتعرض لأعراض انسحابية بسبب فقد الجسم للمادة، وهذه الأعراض قد تكون شديدة حسب المادة، فعليك بالصبر (وخلك قدها) واستعن بالله، وكلها أيام بإذن الله ، ويتعود جسمك على الحالة الجديدة .
4. يحتاج المدمن إلى جرعة إيمانية قوية ، وإنعاش للقلب، وملازمة أهل الخير ومجالسهم .
5. أكرر .. احذر الانتكاسة، بالرجوع إلى زملائك السابقين ، كما يحدث لبعض المتعافين، يخرج ن المستشفى ، فيمر في الشارع الذي يسكن فيه زملاؤه، فيذهب لهم مباشرة لا شعورياً ، كالسحر.
6. كن حازماً في مواصلة العلاج والإقلاع .. الفطام البدني عن المخدرات يحتاج إلى أيام، لكن الفطام النفسي يحتاج إلى شهور .
7. ليس بالضرورة أن يكون العلاج برضى المريض ، بل يمكن أن يكون قسرياً، وهذا الأمر فيه نظام علاجي مطبق الآن، يمكن أن تستفيد منه الأسر بالتنسيق مع إدارات مكافحة المخدرات.
تجربة شاب: يقدمها نصيحة لكل مدمن
أدمنت الحشيش قرابة التسع سنوات ، وكنت أدخن بشراهة ..كنا نعتقد بأننا فاهمين الحياة (وعارفين الكفت) ، ونعتقد بأننا أسعد الناس .. لكن في الحقيقة كنا غافلين و( طفشانين ) الى آخر درجه .
ثم يقول: أكيد أنه مرت بك قصص ومشاكل في هذا الطريق ... فكم من أناس تعرفهم ماتوا أثناء التعاطي، وكم من أناس تعرفهم من اللذين قبض عليهم وهم الآن في السجون ....و أنا و أنت ستر الله علينا، وأعطانا الفرصة لنتعظ بغيرنا، فلا تضيع الفرصة ، وعجل بالتوبة.
حينما قررت ترك الحشيش قررت أولاً تغيير الشلة الفاسدة، والبحث عن أناس متدينين، لم أكن أعرف أي شخص متدين .. فذهبت إلى الأرصفة في الشوارع أبحث عن المطاوعة، وبالفعل وجدت شاب ملتزم جزاه الله خيراً كان دائما يجلس في ذاك الرصيف وينصحنا، وحينما أخبرته بأنني عازم على التوبة احتضنني من شده الفرح ، وقال لي: أبشر بالخير .
أما الحشيش فإني تركته بعلاج وهو : دموع الليل .. فلقد وجدت سعادة وحلاوة في العبادة والقرب من الله ،أنستني الحشيش و الشلل الفاسدة .
ثم يقول: يا أخي ربك كريم ... لماذا لا تشكوا اليه حالك؟ .. ابك بين يديه ، وبلل سجادتك بالدموع، وسترى النتيجة بإذن الله .
التوبة من الغناء:
1) لا بد أولاً من الاقتناع بأن الغناء محرم، كما هو مذهب الجماهير والأئمة الأربعة، خلافاً لمن شذ عنهم، ومن نظر في آثار الغناء وإفساد القلب وتحريك الكوامن والصد عن ذكر الله، علم أن الآراء التي تبيحه هي اجتهادات خاطئة لا تبيح الحرام .
2) استحي من الله الذي متعك بالسمع وحرم غيرك من إخواننا الصم، وأنت تسمع الحرام.
3) تذكر سوء الخاتمة، وأن الله قد يقبض روحك على الغناء ، أو يحول الله بينك وبين لا إله إلا الله بسبب استيلاء الغناء على قلبك، كما وقع لبعض الشباب الذين ماتوا وهو يغنون.
4) المبادرة إتلاف هذه الوسائل سواء كانت الآلات موسيقية أو أشرطة كاسيت أو فيديو أو اسطوانات او غيرها .. هذا دليل الصدق في التوبة وبالتالي التوفيق .
قصة: أذكر أننا كنا طلاب في المرحلة الثانوية وكان معنا شاب مدمن على سماع الأغاني، فنصحه بعض الشباب وكأنه تأثر ، وترك الغناء لكن لا زالت أشرطة الغناء في بيته، فلما كان الأسبوع التالي، جاء الشاب وجيبه مليء بالأشرطة.
قالوا الشباب وش فيك يا فلان؟ .. قال: أبغى أعوض الأيام اللي فاتت ما سمعت فيها أغاني.
5) البديل النافع: استماع اجمل وافضل الكلام القرآن الكريم .. ثم المحاضرات النافعة، الادعية والاناشيد .
فإذا أحسست برغبة ملحة في سماع الأغاني ، فسارع بفتح أقرب مصحف وأقرأ منه، أو استمع له من المسجل، فإن أبت نفسك استمع إلى شريط أناشيد .
6) الاشتغال بالتسبيح والذكر، فهو حصن من الشيطان، وهو ينسي التائب الاصوات والالحان.
7) قراءة الكتب: فالكتاب هو خير جليس في وقت الفراغ الذي قد يكون سبباً لسماع الغناء.
9) التوبة من العادة السرية :
هل هي من الكبائر؟ قطعاً لا .. العادة السيئة من صغائر الذنوب .. لماذا أقول هذا؟
لئلا تعطيها أكبر من قدرها فتيأس .. فيقول لك الشيطان إنك عملتها فأنت ما فيك خير، واترك الصحبة الصالحة وأعمال الخير ومجالس الخير .
ولكني في المقابل أحذرك من إدمان هذه العادة، لا تتهاونْ بها ، فهي البوابةُ لما بعدَها .. وإذا استمر العبد عليها وأدمنها وأصر عليها فهي مظنة الهلاك، كما قال النبي  : ((إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)) رواه أحمد وصححه الالباني .
وفي رواية النَّسَائِيِّ وَابْن مَاجَهْ " أَنَّ النَّبِيّ  قَالَ: يَا عَائِشَة إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوب فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّه طَالِبًا " .
إذن ماذا نعمل لنتخلص من هذه العادة؟
1. العزيمة الصادقة و القوية في تركها وعدم الفتور واليأس .
2. الدعاء بأن يعينك الله على التخلص منها :
ومن هذه الأدعية : ( اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) .
( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك) .
( اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) .
3. تذكر مراقبة الله تعالى في كل وقت و خاصة عند فعلها فإنك لا تتجرأ أن تفعلها
أمام طفل صغير أو حيوان حقير فكيف تفعلها أمام العلي الكبير .
4. معرفة أضرار هذه العادة، وهي كثيرة ، ومن أهمها :
-1 العجز الجنسي وسرعة القذف و فساد الاستمتاع .
-2إنهاك لقوى الجسم وخاصة الأجهزة العصبية والعضلية ، والآم الظهر والمفاصل والركبتين والرعشة وضعف البصر . -3 الشتات الذهني وضعف الذاكرة .
5. الزواج المبكر : كما حث عليه النبي صلى الله عليه و سلم .
6. قطع وسائل إثارة الشهوة : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) .
والمعلوم أن السبب الرئيسي لتحريك الشهوة هو ما يُـعرض عبر الشاشات والمواقع والمنتديات من صور وأفلام ومقاطع إباحية أو حتى ما يسبق الجماع كالتقبيل والضم والمداعبة ..فالعاقل من يقطع هذه الأمور من أصلها .
7. تذكر الموت والقبر وجهنم .. ما هو شعورك لو نزل بك الموت وأنت تمارسها .
8. استحضار هول الوقوف بين يدي الله، وشهادة الجوارح على العاصي، كما قال تعالى : (( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )) .
9. البعد عن الاستغراق في التفكير في الشهوات ومحاولة طرد الشيطان والأفكار بتغير الفكرة بسرعة .
10. تجنب بعض العادات التي ربما تثير الشهوة ، مثل: لبس السراويل الضيقة ، النوم على البطن ، عبث اليد بالفرج بقصد أو بغير قصد ، امتلاء البطن بالأكل و الشرب .
11. عدم اليأس أو استعجال الشفاء ، حيث أن البداية صعبة وقد لا تنجح، ولكن بالمجاهدة والتماس عون الله تعالى تستطيع التغلب عليها .
ثانياً) برامج عملية للتائبين (بعد التوبة) :
1. احمد الله على أن وفقك الله للتوبة ، وأكثر من الدعاء أن يثبتك الله تعالى عليها .
2. عليك بالصدق والإخلاص في التوبة .. واتهم توبتك بالخلل والتقصير ولا تغتر بها .
3. ابدأ بتغيير سلوكك مع أهلك منذ أول لحظة من الهداية ، ليعرف الناس أثر الاستقامة عليك.
كن صاحب بداية جادة ، وذا همة عالية .. غير حياتك، وارفع همتك، اعلم أن ذنوبك العظيمة ليست مانعاً من أن تكون رجلاً عظيماً بعد الهداية .. ماذا كان عمر قبل الهداية وماذا أصبح بعدها .
4. قد يسخر بعض الناس منك (أقارب، زملاء المدرسة، أصدقاء في الحي) فاثبت ولا تلتفت إليهم .
5. قد تجد صعوبة في بداية ترك الذنوب ، ولكن (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً( .
6. تخلص من جميع بقايا الماضي : صور ـ دش ـ مجلات ـ أرقام ـ جوال - مقاطع فديو .
7. ابتعد عن رفقاء السوء، واهجر مجالسهم، وامسح أرقامهم ، وأزل كل ما يذكرك بهم.
8. هل أدعوهم؟ لا تدعُهم، بكن لا تدَعْهم .. كيف؟ .. ولا تدعُ رفاقك السابقين إلا بعد وقت من الاستقامة والثبات ,وأن يكون معك من تثق به من الصالحين عندما تذهب إليهم .
9. املأ فراغك بالأمور الجادة (حلقة تحفيظ ـ برامج تربوية ـ طلب العلم ) .. أو المباحات (لعب ـ تمارين ـ سباحة ـ عمل وظيفي) .
10. من المهم جداً ، الانضمام إلى صحبة صالحة مناسبة لك ، تعينك وتثبتك .
اعلم أن مجتمع الصالحين ليس (معصوماً) بل فيهم (الناقص ، والجيد والردئ والطيب)

الصفحة 1 من 1 صفحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توبوا الى الله مائة مرة في اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» توبوا الى الله باريكم
» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
» سبحااااااان الله صحتنا في صلاتنا الله يثبتنا
» الدروس المستفادة من إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم
» ما الذى أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم...؟!!!!!!!!!!!!؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتديات العامة :: المنتدى اللإسلامي-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية