يـــا من بطيبـــة قد سعى و تهجـــدا****بلِّــــــــغ سلامـــــي للحبيــــــب محمدا
و حنيـــــنَ قلــبٍ بالغـــرام مُحــرَّقا****في ســــرِّهِ ولـــعٌ حمـــى و تــــردّدا
قــد شفَّنــــي تـــوْقٌ لــــه و أذابنـي****فاهتــاج طرفـــي حِنَّــــةً و تسَهَّـــــدا
فلئن نـأى عنّي الـــمزار و روضـه****فخيالــــه بِهـــوى الفـــــؤاد تجســــدا
يَخبو الهُيامُ على البعــاد و لهفتــــي****تزيـد وقْــــدا فــي المـــدى وتشـــدُّدا
تُحيـي المنى فــي وحشتـــي أذكـاره****فيهـبُّ قلبـــي شاكــــرا و مُحمِّـــــدا
و يفوتنـــي قيـــضُ الأسـى متنائيـــا****حتـى إذا خِلْـــتُ اسْتكـــــان تَوَقّــــدا
فيسيــل دمعــي جاريــا مــن مقلتـي**** و يخِـرّ صبـري كالصريــع توجُّــدا
هـو سيدي هــو عزوتي هـو قدوتي****و هْو شفـــاءُ المُستغيـث من الصـدى
فــي وحْيِـــــه للعالميـــــن هِدايـــــة****في ظلهــــا سكـــنَ الورى و توحّــدا
برحابـــه تهنـــا القلــوب و ترتـوي****من طيـــب شهــــدٍ بالمواهب أسعــدا
طوبـى لمـــن بلــغ المقــام فقد عـلا****وكســــا المفـــازة حلّـــــةً و تقلّـــــدا
يــا رحمــة للنـاس فــاض ضيائهـــا****يــا هاديــــا بِيَــــدِ الإلـــــه مؤيَّـــــدا
يـا من لــه الحوض الرَّوِيُّ و غيثـــه****يــا مـن سمـا بــه جــاره و تمجّـــدا
أنت الـــذي دون الخلائـق شَخْصُــه****ملك الكمــال علــى الفخـار مُسَرْمـدا
سلْ لي الشفاعة و النجاة من اللظـى****و العيش في وســط الجنـان مُخلّــــدا
وَافَتْـكَ مــنْ عِنـــد المُهيمـنِ رِفعـــة****ما صـاح وُرقٌ بالشـــدا و تغــــرّدا