بهيُّ سلامي لقلبٍ تهادى ،على طُرُقاتِ السناءِ النّدي، يُسابقُ خيْلَ الرياح و يسعى، حثيثا، حثيثا لفجر المنى. يُداعب نسمةَ صبحٍ، بِواحاتِ حُلمٍ ذوات الشذى ، على نغماتِ الهزار و نايٍ شجا، فلا ليلُ يُرهِبُه أوْ مجاهلهُ ،و لا زمجراتُ الرعود،و لا ضجّةٌ من عُواء الذِّئابِ إذا كَسَّرت ظهرَ صمتٍ ، تقُدُّ السُّكون بِرجعِ الصَّدى.
و كلُّ ازدراءٍ و سخرية ، لِمَنْ في دُروب اللئام على الخبثِ يمضي، مُراءٍ شديد النفاق عقيمِ الجدا. أنانيُّ دأبٍ، عدائيُّ طبعٍ،كمثل الحراب تَنكُّرُهُ. يجول بأقنعةٍ مُبْهَماتٍ،ولكنّ مفعولها مُذهلٌ، لِقَلْبِ الحقائقِ أو طمسها، و سحْرِ العيون و سلبِ النُّهى.
و حَرُّ الملام و شيءٌ من الْبُغضِ حتّى. لمنْ قد هوى في ظلام الضلالِ ، سقيمِ الخلاق شديد الأذى، يُذيق النفوس الرزايا، يُكبِّدُها قهرَ ذُلٍّ مريرٍ كلفحِ اللظى. و صاحب كِبْرٍ و صاحب غدرٍ، و صاحب جهلٍ عديم الرؤى.