( مرثية أبٍ مكلوم، إلى روح " إيلان " الطفل السوري الغريق )
قبورٌ عائمة
أغــــارَ الْفَــــرْقُ و انْعـــــدم الرجـاء*****و غال الخلـــــقَ منْ يَـــــدِه البـــــلاء
و تاه العـــــقل في رمضـــاء شــــرق*****و رجَّ الفكـــــرَ في غــــــربٍ هبــــاء
و ضــــلّ السَّعْــــيُ في أغـــوار بحر*****و جـــوف البــــرِّ مضطـــــرم جفـــاء
هَوَتْ جُـرُمُ السّمـــاء علـــيَّ جَمْعـــــا*****فهـــــزّ مشاعـــــري هـــــزّاً رِثـــــاء
فهــــا كبدي على الأمـــواج تطفـــــو*****و هــــــا أملـــي ألــمَّ بــــه انطفــــــاء
جَلَـدْتَ حنائنـــي يا ابْنــي بصَمْـــــتٍ*****و خــــارت حيلتــــي و خبـــا الــعزاء
و هاجتْ حسرتـي و وجيـــف قلبــي*****و أَقحَـــم في الدُّجى فِكْري الخــــــواء
أفيضــي بالنـــدى عَيْنــي و زيـــدي*****إذا يُجـــــدي إلـــى القلــــب البكــــــاء
و إنْ تفْنـــي منابعــــــكَ الليالـــــــي*****تُــزَوِّدُ نَهْلَـــــها بِرِضَــــى الدِّمــــــــاءُ
رَجَعْــــتُ بِوَحْشَـةٍ مـن بعــــد أُنْــسٍ*****و خـطّ تعاستــــي الْــــحرّى قضـــــاء
جنـى الإجحـاف مضيعتـي و أمضى*****و قــدَّ حشاشتـــي بجــــوىً عفــــــاءُ
هجـــرتُ مَراتِعا نكثـــتْ عهـــودي*****لِعهــــدِ مفـــــازةٍ غَدُهــــــــا الرخــــاء
و لُــذْتُ بِغُرْبَـــةٍ خـــــوْفَ المنايـــا*****فــأشْعــــل غُربتـــــي قهـــــرا فنـــــاء
فيـــــا شمـــــس المبادئ يـــــا منارا*****أليس لِوَهْجِـــــكِ المُدْمَـــــى شِفــــــاء
و يــــا عيـنَ السمـــــاء إليك أشكــو*****ضـــرى البلْــــوى و ما حـذف الشقاء
و قيْــــظَ تسلُّـــــطٍ يَقُــــــدُّ ظهــــري*****يُلـــــوِّح بالشَّتـــــات كمـــــا يشـــــاء
فهل يُطْـــوَى كتـــاب الحزن يومـــا*****و يُبهــــــــجُ بالسنا أفقي الصفــــــاء
تهــــاب جوارحــي يومــا عقيـــمــا*****يجيـشُ بوطــــأة الأرمـــــاس مـــــاء
عبد الحق بنسالم
03/09/2015