الوجوه مشدودة نحو التلفاز بشكل غريب.يأكلون بشراهة..كذلك يدخون..ويتحدثون.لست أعرف،بم يشعر انسان يجلس ثلاث ساعات لايفكر،لا يقرأ،وبلا حياة!ثم ساعتين من الصراخ والانجداب نحو صورة تتحرك بملايين مشاعر التوثر ودهشة مزيفة،وخسارة الزمن!
وحده ينظر إلي باستغراب! لأني وحدي،لا أعبأ بالتلفاز.
تشدني وتحيرني نظراتهم التائهة،وأحلامهم الميسية والرونالدية كخلاص لضياعهم.
إنهم يصفقون ويصيحون،ياللعجب!
وحدي لا أنظر إلى التلفاز..هي ورائي،وسحناتهم البئيسة أمامي،أتمعن فيها بلا خوف،ولا خجل..فقط الكراسي تنظر نحوي بحنق وتجبر وريبة! هل تريد أن تقبض روحي؟ قلت..ودنقل يشد على أذني ويصيح:
إن الطوابير التي تمر..
في استعراض عيد الفطر والجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا
وحدي.أتكئ على قلمي،ومدادي ينسكب حزنا،وشوقي أسمعه يستهزئ: يا أمة ضحكت من أمرها الأمم.