الحساسية عبارة عن ردة فعل الجسم من خلال جهاز المناعة عند تعرضه لأجسام غريبة و مؤثرة،و دخولها من خلال الجهاز التنفسي أو الهضمي أو العينين، أو لمسها للجلد في بعض الأحيان.
تؤدي الأجسام الغريبة إلى تنشيط مراكز و خلايا متميزة، و تحفزها على إفراز مادة "الهيستامين" و التي إليها يعود مطلق الأعراض الحساسية مهما اختلفت مسبباتها أو تباين موقعها من جسم الإنسان.
تلعب الوراثة و العامل النفسي دورا أساسيا في ظهور الحساسية عند الأشخاص،كما أن الأطفال الذين يحرمون من الرضاعة الطبيعية غالبا ما يكونون عرضة للحساسية.
يمكن للحساسية أن تظهر في كل فترات السنة،و تصيب مختلف الأعمار لدى الجنسين و هي منتشرة في كل بقاع العالم.
1---أنواع الحساسية:::
****الحساسية الغذائية و الناتجة عن تأثر الجهاز الهضمي ببعض المواد الغذائية،كالبيض و السمك و الموز و الفول و غيرها، و تتلخص الأعراض في ظهور مغص شديد،و غثيان و إسهال.
****الحساسية الكيميائية و تظهر عندما يتعرض بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية،بمواد كميائية مثل المطاط،و مواد التنظيف،و مستحضرات التجميل،و بعض أنواع العطور،و تتلخص الأعراض الطبية في ظهور طفح و حكة، قد يصاحبه عطاس و احمرار في العينين، و في حالة إصابة الجهاز التنفسي يظهر ضيق في التنفس و سعال شديد،و خفقان في القلب و آلام في الصدر.
****الحساسية الدوائية ،خصوصا بعد تناول أقراص أو حقنة البينيسيلين ،أو الأسبرين ، وكذلك بعض اللقاحات و غيرها.
****حساسية الحشرات و لسعات النحل،و التعرض لشعر الحيوانات كالقطط و الكلاب و الأرانب،كما أن هناك حساسية لبعض الكائنات المجهرية المنزلية التي تعيش في الأغطية و السجاد.
****الحساسية الموسمية،و التي تظهر عادة عند التقلبات و التغيرات المناخية، و في أغلب الحالات عند حلول فصل الربيع،حيث يطلق عليها اِسم الحساسية الربيعية،و ذلك حين تتفتح الأزهار و تنتشر روائحها و لقاحاتها،و تتلخص الأعراض في احمرار العينين و الحكة و العطاس و الدمعان و السيلان و الصداع و نقص حاسة الشم، و أحيانا ظهور حالات الربو الشُّعَبي .
2---الوقاية:::
تتلخص الوقاية في تجنب الأجسام المسببة للحساسية عند الشخص ، وذلك بعد تحديدها من طرف الطبيب.
3---العلاج:::
أغلب طرق العلاج تخفف من شدة أعراض الحساسية،و قد تكون شافية تماما في بعض الحالات و تشمل،الابتعاد عن مسببات الحساسية -إن شخِّصت-،و الأدوية المهدئة كالأقراص المضادة للهستمين، و قطرات العين و الأنف و الأذن،و البخاخات الموسِّعة للشعب الرئوية،و الكورتيزون.
كما يجب التذكير بأهمية اللقاحات الخاصة، وبعض الفيتامينات مثل فيتامين "س" في علاج الحساسية.
4---من الأدب الطِّبي:::
داء مريـــبٌ شائــع****في القمع خِبٌّ ضالعُ
أضــراره مذهلــــة****لكــل غُبْـــنٍ صانــع
و الأصل حِسٌّ هائج****بالجسم سيف قاطع
أسبابــــــه كثيـــــرة****و الحيز منها شاسع
من بينهــا تلـــــوث****و الخلق فيه ضالــع
أعراضـــه كثيـــرة****ألوان طيــف جامـع
ربــو شديـــد،حكـــة****عيـــنٌ دَمِيٌّ دامــع
طفـحٌ بثورٌ و الزُّكــا****مُ هائـــج و قــارع
تشخيصُهـــا مُيسَّــر****مـــا عاقــهُ موانــع
يأتي العلاج شافيـــا****كالشهد حُلـوٌ رائــع
د. عبدالحق بنسالم