يا موطنـــا للمنـــى و المطمــــح الراقــي****قلبـــي ضنـــاه الجفــا يشكوك أشواقـي
فارت هموم الأسـى في الروح و اشتعلت****تسقي ضلوعي جوى لمْ يَسْلُ عن باق
هذي الأماني هوت لا غيــث يُسعفهــــا****مِن حرّ لهـــفِ الصّدى قد خانهـا الساقي
ماتت شُموعي خبت ضنـَّتْ ببسمتهـــــا****زادت لنفســـي شجــــا يجتــث أوراقــي
حلــمٌ بعيــدٌ غـــدا الإبحــــارُ يـــــا زمنـي****إلى مــروج السنــــا منْ خـــوف إغـــراق
تلك الأماني التي كــم هَدْهَدَتْ وسنـي****شطّت و ما خفّفـت من شـوق مشتـــاق
ما عــاد يذكـو الشذى من سحر أغنيـــة****أو بسمـــــة جادهـــــا بـــــدرٌ لأحــــداق
أو يختفي الهـــم و الأحزان فــي سمــر****أو ينهــض العـــزم طــــودا بعــد إخفــــاق
هذي المآسي دَوَتْ كالوُرق فـــي طــلل****مــــا لاح مـن سنــــدٍ مــــا لاح مــن راق
فاضت دموع الضنى الجيّاش و انهملـــت****علـى الخـــدود جـــرت حنَّـــتْ بتريــــاق
فيا عُيون السنـــــا جودي بنهـــر سَنــــاً****حتــى تُنيــــر الأمــاني ليــــلَ أعماقــي
حتــى يلين الشــذى لِعِطْـــفِ نرْجِسِـــه****و تبعــث الـــروح فـي فجـــــرٍ بإشـــراق