لُغَةُ القرآن جـادَ الرُّشْــدُ فاهـــا ****نسماتٍ فـاح بالمســك شذاهــا
في صفاءِ الدُّرِّ يزهو حرفهــــا****و فخارُ المَجْدِ شمسٌ لِعُلاهـــا
خِصْبَــةٌ فــازتْ بيُمْـنٍ و مُنـىً****و نَداءٍ طــاول النـــور و تاهــا
وبيــــانٍ مُعجــــــزٍ أظهــــرها****يتهادى نهرَ سحرٍ فـي رُباهـــا
رَدَّدَ الضادُ على غُصن الأسى****قصّة الهِجران يَحْكيها شِفاهــا
عن حروفٍ تنْثرُ الهَدْيَ و مـــا****فترت أو نطقت بالثغر آهــــا
قد رَموْها في غيابات الـــرّدى****و تواصوْا بالجفا عِنْدَ ثراهـــا
ما توارى الخير عن منهلهــا****بل رمى الجهل عقولا فطواهــا
غَنِيَـتْ عمّنْ تَوَلَّوْا فـــي غِنىً****ينفثون السُّمَّ يَبْغـــونَ فناهـــــا
فهيَ الليث إذا مـــا انتفضـت****رغم أنفٍ بالأذى يقفو خُطاهـا
وهي الأنـــوار في روعتهــا****عجز الإلهام عن سَبْرِ مداهــــا
و إذا ما فرَدَتْ أعشارهــــا****سافرت بالفكر في رحب جناها
عصـــمَ الله بحفظٍ جاههـــــا****ورعى الإبهارَ بَدرا في سماهـا
و سقى الحسَّاد من نهر الهدى****ربما قد يُلجِمُ الرُّشدُ عماهــــا