مسافر...
ودعت حقائبي
حتى لا أعود
تركتها تكسى غبارا
منحوتا بآهات النسيان
ودعت فيها
زغاريد النبوءة
وامتطيت صهوة البشارة
تركت ورائي دنيا الأسماء
ارتديت معطفي الخالد
ونظاراتي الوردية
وشحت صدري بوشاح العبارة
مسافر...
إلى زمن الآلهة الورقية
لا وجوه فيها ولا أشكال
سوى رموز من فوضى
مسافر
إلى وطن بلا أسوار
لا قيود فيه ولا سجال
أرسم بنشوتي
خرائطه الغريبة
أؤثث فيه الألواح القديمة
أطوي فيه مسافات الهيام
بين أزقة الغربة ونسيم المساء
لن أكون غريبا في ظلك
فأنت الشجرة التي تؤويني
مسافر...
إلى مزار الحلم الهادئ
أهدي الفرح الأبدي
وأزهو برحابة صدري
أسلمك نفسي، جسدي
لتحفري عليه نشوة احتراقي
أنت الحديقة التي أكتبها
بلا أشواك، بلا مرايا
دموع فرحي نهرها
وصوتي سيكون مشرقا
معانقا ألف لون
مسافر
بعشقي أحتضن الوجود
أرتشف معك فنجاننا المفقود
أكمل البدايات الناقصة
أهدي لك الشمس
وقطرات الندى
حتى لا تذبلي
لتعزفي لحنك المتقد
بيننا لن يعيش السؤال
بل بحرا متوهجا بالرسائل
مسافر...
مني إليك
في دنيا بلا ملامح
ندون فيها نظرتنا الأولى
نقطف فيها عسل الحروف
نمحو فيها زفير الزمن
تكون دنيانا وحيدة
وأقدارنا فريدة
مسافر...
إلى وجهي الآخر
تكونه أنت
نمزق فيه الصمت الخرافي
نصرخ ببوحنا الأوحد
بعبارات الشبق
وبسملة الإنتماء
مسافر...