الخرافة الأولى
عندما يسدل الليل ستاره
وتصدح أوتار القيثارة
أشعر بالهم
بالحزن
بالمرارة
أيا هذا الليل الجامح
لم نعد شرارة
ولم تعد للقضية عبارة
لقد خذلنا الشهداء
باسم الحضارة
لم نعد دولة
بل أصبحنا امارة
فأجزنا المحارم في المساجد
وهتكنا الأعراض
وقتلنا بداخلنا
شيئا يسمى الكرامة
وشرعنا قوانين الذل والعار
وأعدمنا الشهامة
وأقمنا جسور الجهل
وأعدمنا السلام في رمز الحمامة
الخرافة الثانية
تلك القصائد موطني
والكلمات جوازات سفري
لمدن حبلى بالشهادة
أتجاوز كل الطقوس
وأقتل آخر طقس للسيادة
أكسر كل التقاليد
وأعلنها ثورة وابادة
أقطع شرايني
وأمزق أسطورة حياتي
ما دام رعاتنا ينعمون بالغباء
ويتبجحون بالبلادة
الخرافة الثالثة
على أبواب السور العتيق
تنتحر آخر القصائد
وتعتقل الكلمات
وتعلن الأشعار الحداد
وفي احدى ساحات المدينة القديمة
يشنق آخر انسان
من سلالة الرجال
وعلى شفتيه رسمت
ابتسامة ساخرة