منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد فتحي المقداد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد فتحي المقداد


المدينة : بصرى الشام - سوريا
عدد المساهمات : 73
معدل النشاط : 113
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه I_icon_minitimeالثلاثاء 24 أغسطس - 14:58

هو مالك بن الريب بن حوط من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم،
ولد في أول دولة بني أمية ونشأ في بـــادية بني تميم بالبصرة بالعراق

كان مالك بن الريب جميلاً لبّاساً وشجاعاً وفتاكاً لا ينام إلا متوشحاً سيفه،، وكان يقطع الطريق مع ثلاثة نفرٍ من المقريبن له فطلبهم مروان بن الحكم وكان عاملا على المدينة (661-669م) فهربوا الى فارس.

سيرة حياته:

لما ولى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خرسان (56هـ) لقيَ سعيدٌ مالكاً في طريقه فاستصلحه واستتابه ثم اصحبه معه وأجرى عليه في كل شهر خمسمائة دينار،، وترك مالك أهله وراءه في فارس.


وفي عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله ، مرض مرضاً شديداً ،

وقيل: كانت ولاية سعيد على خرسان أقل من عام،، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب،، ولم يسر سعيدٌ عن خرسان إلا قليلاً حتى مرض مالك وأشرف على الموت فخلفه وترك عنده مُرّةَ الكاتب ورجلا أخر،، فكانت وفاة مالك بن الريب في خرسان سنة 56 هـ في إبّان شبابه

فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه. . . هذا قول.
وهناك قول آخر، أن حية قد دخلت خفه، فوجدها فيه، بعد أن لبسه، فعرف أن منيته قد أتت،
وقول ثالث، أن أحداً قد وضع الحية في خفه،

شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني
وهناك قول آخر، أن حية قد دخلت خفه، فوجدها فيه، بعد أن لبسه، فعرف أن منيته قد أتت،
وقول ثالث، أن أحداً قد وضع الحية في خفه.

الاستاذ محمد المقداد الرائع: التقاطاتك جميلة واهتمامك أجمل فمزيدا من هذه الروائع، وللاستاذ الكبير فائز الحداد، ما اقتطعته من تعقيبك هو المشهور عن الظرف التي قيلت فيه القصيدة، ومن هنا شكك بعض النقاد في صحة هذا السبب وربما نسبتها، وأنا أميل إلى هذا التشكيك، أنت وأنا وكثيرون نعرف ما هي لدغة الحية، ففي حياتنا من الحيات الكثير لا سيما " حية الرمل" وأكيد رمل أو تراب الغضا في ذلك الزمن غير ترابنا ورمالنا،قل لي بربك رجل ملدوغ ويموت بعد قليل ربما ثواني يستطيع أن يقول هذا البيان المعجز "هو بيا حال" والآن بدأت أميل إلى قولك أنه كان مريضا فهذا ممكن قبوله لأنه أقرب للمنطق لما في القصيدة من قوة سبك وبراعة صياغة........ تحياتي




مالك بن الريب يرثي نفس
( البحر الطويل )


أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً = بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا
فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه = وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت = بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا = مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى = وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا
وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما = أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي = بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ = تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا = جَزى اللَّهُ عُمَراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن = وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي = سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي = لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد = إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا
فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً = بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا
وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً = يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما = عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا
وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي = بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا
وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي = وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد = سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ = إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا
يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ = يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ = عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ = يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي = وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ = يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا= بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ = وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا = لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي = وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما = مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما = فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت = سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى = ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى = وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ = وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ = تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا
وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا = بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ = تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما = تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم = وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني = وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ = إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ = لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا = رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا
إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا = بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها = يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا
وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى = بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا
إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ = وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ = كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي = عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا
عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ = تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا
رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت = قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن = بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا
وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها = سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا
وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً = بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا
بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها = مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا
غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ = يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا
تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا = أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا
أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى = بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني = بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ = ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي = وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه I_icon_minitimeالثلاثاء 24 أغسطس - 20:01

أخي وأستاذي الفاضل محمد فتحي مقداد دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
ورمضان مبارك سعيد
مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عالي خنفر
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد عالي خنفر


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 41
معدل النشاط : 50
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه I_icon_minitimeالإثنين 30 أغسطس - 3:43

محمد فتحي المقداد كتب:

قصيد مالك بن الريب يرثي نفسه( البحر الطويل )

1 - أََلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً = بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا
2 - فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه = وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
3 - وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت = بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا
4 - لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا = مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا
5 - أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى = وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا
6 - وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما = أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا
7 - دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي = بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
8 - أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ = تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
9 - أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا = جَزى اللَّهُ عُمَراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
10 - إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن = وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا
11 - تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي = سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
12 - لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي = لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
13 - فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد = إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا
14 - فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً = بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا
15 - وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً = يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا
16 - وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما = عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا
17 - وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي = بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا
18 - وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي = وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا
19 - تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد = سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
20 - وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ = إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا
21 - يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ = يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
22 - وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ = عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
23 - صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ = يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
24 - وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي = وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
25 - أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ = يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
26 - فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا= بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
27 - أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ = وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
28 - وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا = لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا
29 - وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي = وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
30 - وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما = مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
31 - خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما = فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
32 - وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت = سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
33 - وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى = ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
34 - وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى = وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
35 - فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ = وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
36 - وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ = تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا
37 - وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا = بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
38 - بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ = تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
39 - وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما = تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
40 - وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم = وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
41 - يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني = وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
42 - غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ = إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
43 - وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ = لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
44 - فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا = رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا
45 - إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا = بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
46 - رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها = يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا
47 - وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى = بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا
48 - إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ = وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا
49 - فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ = كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
50 - إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي = عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا
51 - عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ = تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا
52 - رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت = قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
53 - فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن = بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا
54 - وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها = سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا
55 - وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً = بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا
56 - بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها = مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا
57 - غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ = يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا
58 - تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا = أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا
59 - أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى = بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
60 - وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني = بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
61 - وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ = ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا
62 - فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي = وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
*******
أشكر الأستاذ الأديب محمد فتحي المقداد على حسن اختيارك، لهذه القصيدة العربية، وهي تدل على جودة وسلامة ذوقك، وعلى مدى إسهامك في الإفادة، لقراء ومتصفحي هذ المنتدى، فشكرا...
يطيب لي أن أدعو القراء والمتصفحين الكرام، ممن يرغب في الدربة، على امتلاك الأدوار الإيقاعية، وكيفية اشتغالها، حسب الطريقة الرقمية الجديدة، المشار إليها، في باب النقد، ضمن أبواب هذ المنتدى، أدعوهم إلى البدء بهذه القصيدة، واتخاذها نموذجا، في تقطيع جميع أشطرها:124شطرا، وجميع أبياتها:62 بيتا، بطريقة رقمية، لتحديد عدد أدوارها الإيقاعية، وأن يعملوا على اكتشاف العدد الحقيقي لأدوارها، وسأعمل من جهتي، في البداية، على تقطيع البيت الأول منها على أن يتمم الإحوة والأخوات التقطيع الرقمي لمجموع أشطر وأبيات القصيدة، كل حسب رغبته، ويدون ملاحظاته الشخصية، وبعد ذلك يمكن أن نبحث عن الاستنتاجات العامة المتوصل إليها، بصفة جماعية...
التقطيع الرقمي للبيت الأول:
1- ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
1121 * 2212 ** 11212 *2212
يوجد في هذا البيت 4 أدوار إيقاعية، 2 في كل شطر، ويمكن تركيزهما في دورين اثنين:2، وهما على النحو التالي: الدور1: [11212]، الدور2:[2212].
في انتظار بقية تقطيع القصيدة رقميا على هذا المنوال..
مع تحياتي ومودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فتحي المقداد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد فتحي المقداد


المدينة : بصرى الشام - سوريا
عدد المساهمات : 73
معدل النشاط : 113
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه I_icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 0:20

الأستاذ سعيد المحمودي
كل عام ونت بخير
يسعدني مرورك الراقي
وبعون الله سأنشط في التفاعل
مع دواوين الثقافة ..
لك تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فتحي المقداد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد فتحي المقداد


المدينة : بصرى الشام - سوريا
عدد المساهمات : 73
معدل النشاط : 113
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
الموقع : dawawin.forum.st

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه I_icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 0:22

الأستاذ محمد خنفر
كل عام وأنت بخير
مرورك الراقي على القصيدة
أعطاني دفعة قزية للأمام
وإضافتك المتميزة بتعليم الهواة
الأدوار العروضية , وهو المهم لكل
من يريد أن يتعلم صنعة الشعر
لك تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مالك يا حمامة ؟
»  قولى مالك يا طير
» قصيدة
» تكريم الأستاذ مالك بنونة
» كتاب شروط النهضة مالك بن نبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: نفحات شعرية (بإدارة عزيز الخطابي) :: إبداعات شعرية-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية