بعض الصدور ضاقت بها الحياة وشحت معها فهامت في الأرض باحثة عن حضن يلم شتاتها معذورة وبعض الصدور اكتفت من مافي كنفها لكن مازالت تشتهيه فتهيم باحثة عن شخص يحتضنها لا لافتقادها حضنا بل لزيادة بهجتها وهذه صدور لا عذر لها ولا تملك إلا الإنسحاب يوم تعثر عما يفوق تطلعاتها أرى الكلمات والحروف تشيع جثمانها رأيت قلوبا تنصب نفسها حكما على ما يجب أن تتمناه قلوب أخرى رأيت أحاسيسا تتلاشى في غير محلها ومن بحاجتها مقفولة في وجهه الأبواب رأيت شفاه الصمت وهي تدمي قلوبا حملت لها كل الحب رأيت مشاعرا حقيقية ماتت ودفنت على الأرصفة ومشاعرا مزيفة صنعت منها جواهر ورصعت بها التيجان رأيت روحا مكسورة كلما لملمت شتاتها عصفت بها رياح خريف الحب وبعثرتها من جديد تمشي مكسورة الخاطر جريحة الفؤاد مغتصبة فرحتها منهمرة دموعها نال منها الشوق والخيبة والتعب تلتفت حولها مستنكرة باحثة عن يد تمسكها تسترجيها وتسترضيها وأناملا تلامس الخدود التي نالت منها نار الدموع تغمض عيونها التي استحالت حمرة وتقربها وتحضنها لتقاسمها حملها الشقي لكنها كلما رفعت عيونها وبحثث رجعت وأنزلتها سابحة في دموعها فلا يوجد إلا فراغ من حولها وكأن كل المشاعر ماتت وكأن الطيبة قد انقرضت وكأن كلمات الحب التي سمعتها ماهي إلا أشواك فرشت في طريقها لتمشي عليها حافية القدمين وحيدة هذه الروح أعرفها وتعرفني أعيشها وتعيشني امتزج شموخها بانكسارها وعن الفرحة حادت وغيرت مسارها ورحلت مسيرة لا مخيرة إحساس هادم حين ترحل ولا أحد يمسك بيدك ولا أحد يفرق معه وجودك من عدمه حتى انه لا أحد يراك أو يشعر بك وتكتشف أنك أهنت قدرك وأنك لم تصبح حتى جزءا من ذكريات من انكسر لأجلهم خاطرك فتعز نفسك عنهم وتقسم أن تقفل قلبك وتصونه وتلملم شتاتك وتبدأ من جديد وأنت مصمم على الإحساس بذرة من قلبك وتصون كرامتك بالباقي وتضطر لتأخذ في حياتك اخر قرار