أحيانا تنسج الروح من إحساسها سجنا وتبني من احلامها أسوارا له وتتيه فيه فتتجرع غربة وتعيش حيرة وظلاما وتضيق الدنيا مهما وسعت هناك أناس لم تخلق لتعيش أحلامها الوردية بل خلقت لتتجرع سم الأسى جرعة جرعة لتتحطم وسط قسوة أمواج الحياة مجاذفها ليرتطم رأسها بصخور الحرمان حتى تستيقظ وتستفيق وتعي أن حتى أبسط الأحلام لم تخلق لأجلها فتعود الروح الهائمة الجديدة العهد بالسعادة وهي مدرجة بدماء جراحها تحمل بين ثنيات شقاها نظرات مقربين انكسرت خواطرهم لأجلها وكلمات أناس جرحت شفاه صمتها فيجتمع تعب السنين وتعلو الوجه ابتسامة شاحبة تمتزج بدموع انكسار وخيبة حارقة لا تملك سوى السجود والبكاء بين يدي رب كريم طالما استنجدت رحمته فتقف متحاملة متمتمة بكلمات راجية يارب نور دربي يارب عوض صبري لا أحد يعلم ماذا تخبئ الأقدار من أسرار كما لا أحد يعلم ما يحمله هذا القلب من جراح وتعب وألم يقال أن لكل داء دواء لكن روحي تقول أنه لكل دواء أعراض جانبية أحيانا تكون أشد وطأة من الداء نفسه دائرة أوجاع حكم على الروح العيش بها والموت بها دون أمل بلا أحلام بعيدا عن تاريخ تموت فيه المأساة لتعيش الروح بسلام لأصبح مجرد امرأة تائهة خلقت في زمن لم يخلق لها لم تجد ولو ثابوتا يحتوي قلبها ويحميه من الإرتطام بصخرات الواقع المر أنا امرأة حتى حزني خذلني فعوض أن يحولني إلى كائن قاس ذاب من أساه وجلس بجانبي يبكي حاله عني لأني لم أجد في مقلي دموعا تبكيه ولا وجدت في جعبتي كلمات قد أكتبها لتشفيه فقد جفت قريحتي وماعادت الكلمات تكف وجعي ولا تضمد جراحي وتبقى حكايتي حكاية امرأة اسمها جراح وابتسامتها خيبات تقطن سجنا لا فرح فيه تعيش ليلا لا شموع تطرد سواده تتجرع سما لا ترياق له