استيقظ الحاكم من نومه ذات صباح ، فلمح عبر نافذة القصر ، شخصا يحمل لافتة ، كتب عليها بخط عريض " ارحل " وهو يذرع باحة الميدان المقابل للقصر جيئة وذهابا ، ذعر الحاكم ونادى على كبير وزرائه ، الذي هرع مسرعا يلبي طلب سيده ، صرخ به الحاكم وهو يشير صاحب اللافتة :
- ماذا يفعل الرجل هناك
أطل الوزير من النافذة ..ثم قال :
- قد يكون أحمقا ، أو مجنونا ، لا عليك ياسيدي ، سنقوم باللازم .
أخرج الوزير هاتفه النقال ، وهاتف وزير الداخلية ، بعد حين جاء رجال الوقاية المدنية،فنقلوا الرجلا إلى مستشفى المجانين .
في اليوم الموالي ، فوجئ الحاكم بوجود عشرين شخصا يحملون لافتات ، كتب عليها بخط واضح : " ارحل أيها الحاكم " . نادى الحاكم على كبير الوزراء ، فأقبل يستحث الخطى ، وقد انقبض قلبه ، صرخ به الحاكم وهو يشير إلى حاملي اللافتات :
- ماهذا أيها الوزير ؟ يبدو أن عدوى المرض بدأت تتفشى ، افعل شيئا
- لا تخف يا سيدي ، سيتم التعامل مع الوضع بكل حزم ن ويتم حجز المرضى في معاقل خاصة
حتى يشفوا أو يقضوا
بعد أسبوع ، امتلأ الميدان عن آخره . جمع الحاكم الوزراء وكبار قادة الجيش والشرطة والدرك ، وطلب منهم محاصرة المرض الجديد والقضاء على العدوى بكل الوسائل المتاحة ، قال وزير الداخلية :
- سأتكفل بهذا الأمر
أبلى وزير الداخلية البلاء الحسن في القضاء على عدوى التظاهر مستعملا كل الوسائل المتوفرة ، فسقط قتلى وجرحى ، وأخلي الميدان ..
شعر الحاكم بالراحة والإطمئنان ، وأثنى على الحكومة والجيش .
بعد أسبوعين ، فوجئ الحاكم بكل أعضاء الحكومة وقادة الشرطة والجيش يدخلون عليه القصر وهم يحملون لافتة كتب عليها بخط عريض " ارحل أيها الحاكم "
صرخ الحاكم بأعلى صوته " يا إلهي انتقلت العدوى إلى الوزراء وقادة الجيش أيضا فمن يتكفل بعلاجهم ؟؟؟؟"
محمد محضار مارس