ملتقى العرائش الثاني يحتفي
بالمرأة المغربية المبدعة
كعادتها و كما عودتنا دائما استقبلتنا مدينة العرائش عروسة الشمال ( كما يحلو لي أن أسميها ), استقبلتنا بحضن الكرماء, استقبلتنا بطعم الحب و الإحترام و التقدير و بعطر الورد و الفل و الياسمين, لكن هذه المرة ليس من أجل الإحتفاء بالزجل و إنما من أجل الإحتفاء بالمرأة المغربية بمناسبة اليوم العالمي المخصص لها و ذلك يومي 16 و 17 مارس بقاعة المعهد الموسيقي و مركز الإستقبال, حيث قامت جمعية الفضاء المفتوح للتربية و التنمية و التواصل الثقافي بالعرائش بتنسيق مع النيابة الإقليمية لوزارة الشباب و الرياضة بنفس المدينة بتنظيم عرس متنوع شامل كامل لفائدة المرأة المغربية المبدعة لما قدمته و تقدمه من تضحيات و إنجازات تخدم الحقل الثقافي المغربي في جميع المجالات, حيث عرف هذا الملتقى تنظيما محكما محترفا عاليا ينم على خبرة و تجربة كبيرة لمنظميه و أخص بالذكر هنا عائلة الفنان عبد السلام السلطاني, أقول الفنان عبد السلام السلطاني و أسطر عليها بقلم أحمر و أنا على يقين أن الكل يشاطرني هذا الرأي و بدون أي تحفظ من أحد يذكر خاصة الذين حضروا و تتبعوا عن كثب جل فعاليات الملتقى الثاني للمرأة.
و قد كان برنامج هذا الإحتفاء متنوعا بتنوع فقراته, حيث ابتدأ بقراءة نصوص شعرية و زجلية للشواعر المحتفى بهن و اللواتي قدمن تقريبا من جل ربوع المملكة السعيدة, تلت هذه القراءات تكريم الأستاذة و الشاعرة و المناضلة فطومة الروداني التي نهنؤها بالمناسبة على هذا التكريم لما قدمته و تقدمه من عمل جبار لا على مستوى مهنتها كأستاذة و كشاعرة و كفاعلة جمعوية, ثم كمناضلة من خلال مواقفها و آراءها القوية و الصريحة التي كانت تجر عليها أحيانا مضايقات من جهات معينة لا داعي لذكرها في هذا المقال الإحتفالي. ثم جاء بعد ذلك حفل توقيع ديوان زجلي للزجالة أمينة الخياطي بمناسبة صدور مولودها الإبداعي البكر: اوشام الحروف, الذي خصص له الأستاذ محمد مرزاق قراءة نقدية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أكثر من رائعة حيث عرج بنا الأستاذ الناقد من خلال قراءته هاته على أراء شعراء و فلاسفة و مراجع التاريخ استأنس بها الأستاذ ليستدل و ليستشهد بها على أراءه أثناء قراءته الجميلة لديوان: اوشام الحروف, و بعد حفل التوقيع هذا كان الحضور الكريم على موعد مع حفلة شاي و مشروبات أقيمت على شرفه بنفس قاعة التكريم و الإحتفاء.
و بعد و جبة العشاء مباشرة بمركز الإستقبال كان الجميع بما فيهم الشعراء و الزجالين العظام الذين حجوا إلى مدينة العرائش تقريبا من جل أقاليم المملكة للتعبير عن مدى حبهم لأخواتهم و صديقاتهم الشاعرات الذين تقاسموا معهم جل لحظات الفرح و الحب و الإحترام و التقدير طوال السنوات الفارطة, أقول و بعد وجبة العشاء ابتدأ و استمر سمر الشعر و الزجل و الموسيقى الهادفة إلى غاية الخامسة صباحا بحيث من كثرة حلاوة و طيب عطر الأجواء لم نحس و لو للحظة بمرور الوقت إلى أن سمعنا صوت أذان الصبح معلنا عن دخول و قت الصلاة ومعلنا في الوقت نفسه عن نهاية هذا الإحتفاء الرائع و المنقطع النظير في جل أرجاء الوطن برمته أقول هذا و أنا أعي عن وعي ما أقول.
و في الصباح و بعد وجبة الفطور و زعت الشواهد التقديرية على جل المساهمين في إنجاح هذا الحفل البهيج بدون استثناء يذكر ضاربين جميعا موعدا للقاء في أقرب الأجال في أجواء أخوية ومؤثرة أدت إلى بكاء بعض الشواعر لرهافة حسهن و طيبوبة قلوبهن.
و في الأخير لا يسعنا جميعا إلا أن نشد بحرارة على أيدي كل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذا العرس الكبير و أخص بالذكر ثانية العائلة المحترمة للعائلة عبد السلام السلطاني كل باسمه. و أحسن ما يمكن أن أقوله لهم أنا شخصيا هو الله يجازيكم بألف خير.و الله يحفظكم و يخليكم ديما على خير يا رب.
بقلم حسن خيرة.