وصلت حافلة الخط رقم (32) إلى موقفها كالعادة, فتح السائق الباب. وإذا بفتية صغار يرقصون فوق الرصيف ويصيحون:واه العسل ... واه العسل ...لم يتردد السائق...قفز من الحافلة...بينما ركض الأطفال في كل الاتجاهات...تعقب أضعفهم وأسقطه على الأرض , ثم انهال عليه ضربا بملء كفه. لكن سرعان ما تحلق المارة , وإذا بيد خشنة تهوي على الرجل الكهل بقوة وتسقطه صريعا . كثر الصخب واللغط ثم سيق المتعاركون إلى المخفر . وبعد أخد ورد توصل الجميع إلى الصلح ليقفل المحضر بالتراضي بين الخصوم ... منذ ذلك اليوم غادر السائق معزوز الحي وترك الاشتغال بحافلة الخط رقم (32) إلى الأبد...لكن في اليوم التالي عادت الحافلة وعلى مثنها رجل وسيم , وما إن توقفت , حتى تجمهر الفتية الصغار ومعهم طفل جسمه مكسو بالضمادات ... بدأوا يقفزون ويرددون : واه العسل...واه العسل...نظر إليهم الشاب مستغربا ...ابتسم ابتسامة عريضة , ثم انطلق في اتجاه المحطة الموالية...