الآلام والأحزان لا تكاد تنتهي يوما بعد يوم والجروح في ازدياد ، أملك بعضا من قطراتها ، فلا العمل الذليل يغنيني بثماره ولا بني الإنسان يريح ، وأما كلام الناس فلا تزال صداه في أذناي .
ما العمل ..؟ عساي كنت أدري؟ فلا الخير في الناس دائم ولا شره منقطع ، أحزن ...أصنع أبعد من ذلك ، البكاء حتى يبتل قلبي بالدموع ، أأجن ..؟؟ أأموت ..؟ماذا عسايا أفعل ؟ عملي سجني والبيت أسوار قضبانه من حديد ، أحاول النجاة ، لكن لا جدوى . أتأمل ، فأتضجر ممن هو موجود بحولي ، فلا أجد غير عبث هؤلاء واستغلالهم .
أتساءل ، هل حقا محتاج إليهم إلى هذه الدرجة ؟ أفعلا أنا ملزم بالعمل في ظل هذه الأوقات الحرجة ؟ هل العالم يتجاهلني ؟ هل يتجاهل مصيري ؟ أيحاولون إبعادي عن مهامي ؟ هل يتغاضون عن غاياتي لقضاء أغراضهم على حسابي ؟ .
لماذا هذه العدالة العمياء في أذهان هؤلاء ؟ لما كل هذا الإستغلال الطاغي للإنسان ؟ لما كل هذا ؟ لما توجد حريتي مقيدة في أحضان هؤلاء ، هل أنا آلة خرساء مكتوب في جبينها التعب والشقاء ؟ ليتني كنت أدري الجواب ! ليتني كنت أعرف ..!!
العالم كله شر ، شره يزداد يوما بعد يوم ، غيبت المحبة والحنان ، وصارت الشراسة تاج هؤلاء ،الإنسان همجي بطبعه ، وكل من بحولي ، الإنسان حيوان ناطق فعلا أشياء أخرى ...لايعرف معنى الشفقة ، معنى العطف والحنان ، ولا حتى معنى الحياة ، الإنسان شرير بطبعه ، ينمو فيه الشر بهدوء ولا يدري . العالم عندي نار وقودها من بحولي ، من شرهم لا ينسى ،من سجنهم قابع في ذاكرتي .
صارت أيامي في خطر ، أأطلب النجاة ..؟ لكن ممن ..؟ من حارسي في السجن ..؟ لا أثق بأي منهم ، كلهم أشرار ، كلهم في خدمة الحارس ؟ فما العمل ؟ أأطلبها من والداي ؟ أسوأ من الموت وأبعد عن الصواب .
لما كل هذا ؟ هل أنا مجنون ، ليتني كنت أعرف . أرى العالم وكل من يحيطون بي ظالمين ، خاطفين لأهم جزء في حياتي ، وفي حياة كل إنسان ، الحرية .
فالحرية كنز يتمناه الجميع في أوقاتهم الصعبة ، تماما كما يحدث معي هذه الأيام . صارت حريتي سجني ، وصارت جدران الغرفة أسوارا من الفولاذ والحديد ، وضاعت بعض الأماني .
ضاعت أحلام المتعة والفرح وأشياء أخرى بضربة خطفت جناحي حريتي البيضاء في رمشة عين لا ترى ، بأيادي من تحايلوا على رايتي البيضاء .
[right]