لفضيلة الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
غدا يتحدث الرطب
حروف الشعر تنتــــحب فـــلا فـــــكر ولا أدب
وأوزانــــــــي معـــــــلقة فــــلا زحف ولا خبب
ذوت أغصــان روضــتنا فــــلا تيـن ولا عـــنب
كأن الأرض ما استمعـت إلى ما قالـت الســـحب
تعـــفر وجـــه خـيمتنـــــا وما شدت لـها الطــنب
عجــــبت لأمــــر أمتنـــا يقاتل دونــها الـــطرب
ملابـــسها مـرقـــعــــــــة وبحر جـــراحها لجب
وفي أفــكارها خـــــــــلل على الإيمـــان ينسحب
وبعـــض رجالــها بقــــر ولكن ما لــهم قــــــتب
أرى حربا فــــوا أسفـــــا سيوف رجالنا خشـــب
أرى الأخــــطار محدقــة وفي أفــواهها لـــهــب
تحدثـــنـا بلــهجتـــــهـــــا وفيها الخوف والرهب
وأمتنـــا يخـدرها الهــوى المكشوف واللـــعـــــب
أسائـــل أمتـــــي وعلـــى لساني الملح والقصـب
لماذا كلـــــــما طلـــــــبوا يلبى عندنا الطلـــــــب
فنــأكل كـلما أكـــلــــــــوا ونشرب كلما شـربــوا
ونـــفرح كلــما فرحـــــوا ونغضب كلما غضبوا
وننزل كلمــا نزلــــــــــوا ونركب كلما ركبــــوا
ونسكت كلــــما سكتـــــوا ونصخب كلما صخبوا
ونرفض كلــما رفضــــوا ونرغب كلما رغبــوا
أقول لأمـــة قعــــــــــدت وجيش عــدوها يثـــب
إذا داســـوا كـرامتنــــــــا فماذا يـــنفع الذهـــــب
وماذا ينــفع التلفـــــــــيق والتضلـــيل والكــــذب
إذا جـــفت منابـــــــعنا فـــــماذا تنفع القــــــرب
وكيف؟ تكن من مطــر بيوت سقفـــها خــــــرب
أسائل بعض من قرءوا وأسأل بعض من كــتبوا
لماذا أمتي احـــــترقت فمنها النار والحطــــــب
حماها يستباح ولـــــــم تجرد سيفــها العـــــرب
ألا يا أمتي انتفـــــضي فإن الـكــون يرتقــــــب
ولا تخشي ظلام اللــيل إن الحـــــر يحــــســـب
فلولا الليل ما رقــصت على أهدابنا الــــــشهب
إلا يا جـــــذع نخلتنــــا غدا يتحدث الرطــــــب