[center]ومْــــضٌ مـــنَ الشّـــوْق
أقــوَتْ رُبــوعُ الحـمــى فالغَـيْـثُ لـمْ يَـسِـمِ = = = وجَــفَّ نَـبْـعُ الهَـــوَى والقَــلبُ لَــمْ يَهـــمِ
وغاضَ فـيْضُ الحِجَا منْ فــرْطِ ذهْــلـــــتِهِ = = = يُـغْــضي بـطرْفٍ ويَسْـتـرْضي بمُـنـكَــتِــمِ
واللــيْلُ قـدْ ألهَــبَ النّجْــــوى بــوَطــأتِـــهِ = = = واسْـتجْــلبَ الرّشــدُ مِــنّي عَـازبَ النّـــدَمِ
تَـجْــثو الجَـوارحُ والوَرقـــاءُ منْ وَلَـــــــهٍ = = = والنـــورُ سَـــلّ السَّــنَا منْ كَـفِّ مُنْــهَـزمِ
يُــلوي غــدَاةَ انْـــبَـرَى بالأفـقِ يَــرْقـــــبُهُ = = = نجْــمٌ عَـــــلا مُـشْـرقاً يَــرْقى منَ الظـلَــمِ
حَتّــى سَــمَا فــسَـنا نُــوراً أبَـــــــادَ بـــــهِ = = = بَاري الـــوَرَى بَـــدَداً ليْـــل الدّجَى البَهـمِ
فبتّ وسْط الدّجَـى تَهْـمي المَـدَامــعُ فــــي = = = وَمْـضٍ منَ الشّـوْق ذي وَبْـلٍ منَ الألَــــمِ
شوْقاً إلى سَــيِّــدٍ في خُــلْـــقِـــــــــــهِ أرَجٌ = = = فـــي سَــمْــتِــهِ بَـلجٌ، مُـسْتَـجْــمِـعُ الكَلِـمِ
مُـحَـمّـدٌ سَــيِّـدُ السّـــــادَاتِ أرْسَــــــــــــلهُ = = = بالذكْــرِ هَـــدْياً يُــزَكِّـــي أفضَــلَ الأمَــــمِ
رَبّ كَـــريمٌ أقـــامَ الكَــوْنَ يَـــــأمُــــــــــرُهُ = = = بالكَــافِ والنّـــــــونِ إبْــدَاعاً منَ العَـــدمِ
ثمّ اصْطفَى منْ ذرَى الأشْرَافِ مُـذ خُلِـقُـوا = = = مكْـنُـــونَ دُرّ بِـهَا مُــسْـتَـخلَصَ الشّــيَـــمِ
أوْحَى لــــهُ بكِــتَابِ النّـــورِ يَــحْـمِــــــــلهُ = = = رُوحٌ أمـــيـــنٌ تَـــــلا فــي ليْــلةِ السَّــــلَمِ
اِقـــرَأ بـهِ خالِــقَ الإنْــسَانِ منْ عَــــــلَــقٍ = = = وَكَــاشفَ السِّـــرِّ بَــيْـنَ الرّق والقــــــــلَمِ
مَفـــــاتحُ العِـــلمِ للمُـــخْـــتارِ بَــيَّــنَــــــها = = = تَـجْـري عَـلى سُـنَــنِ الآيَـــاتِ مـــنْ قِــدَمِ
مــنْ بَــعْثِ آدَمَ، والأسْــمَاءُ فـصّـــــــــلهَا = = = وحْـياً تَــوَالَى اكْــتِـمَالاً نحْـــــوَ مُـخْـتَـتَــمِ
فغَادَرَ الكَهْـفَ يَطــوي الأرْضَ مُـرْتَـــجفاً = = = يَا ثِــقْـــلَــها آيَــة التّـوْحيدِ مــنْ عِـــــظــمِ!
حُـــمِّـلتَ قــــــوْلاً ثــقــــيلاً زادَهُ ثِـــقَـــلاً = = = ظـلـمُ القــريبِ ومَــنْ لجّـــوا منَ الصَّــمَـمِ
أرَاكَ تَصْـدَعُ بالأمْــرِ الــــذِي خَــشَــــعَتْ = = = ذَرّ الظهُــــورِ لــــهُ في صُـــلبِــــهَا العَــتِـمِ
والقـوْمُ مـنْ بَـيْنِ صَاغٍ ثَـــابَ راشِــــــدُهُ = = = صِـدْقَ الهُـدَى ورضَى الرّحْــمانِ مُـغْــتَـنِـمِ
ومُـنْـكِـرٍ باسِـطٍ كَــفّ الأذَى سَــــفــــــهاً = = = ونَاظِــرٍ فجْــــرَهَا فـــي الرّيْـبِ مُــضْـطــرِمِ
واسْـتَـنْـفــرُوا هِمَماً عَيّـتْ بمَا خَـــذلــتْ = = = عَــزْماً وغَـــرَّرَ مــنْ مَالٍ ومِــــــنْ رَحِـــــمِ
خِـصَامُ لُــــدٍّ تُــمَارِي الدِّيـــنَ في لَجَـــجٍ = = = وأوْغَــلُوا فـي صُــنُوفِ البَـــغْــيِ والنِّـقَــــمِ
فاسْـتحْدثَ القوْمُ أمْراً غَـيْرَ مَا وَهِــــمُوا = = = وَأطبَــقُوا دَهَـشاً مِنهُــــمْ يَـــــــداً بــــــــــفمِ
لمّا انْـجَلى منْـكَ صَـوْتُ الحَقّ مُـحْــتدِماً = = = ليَـظهَــرَنْ أمْـــرُهَا أوْ خُــــضْــتُهَا بــــــدَمي
فلا اليَـمِــــينُ تُحَابيهَا الشّـمُــوسُ رِضًى = = = ولا اليَــــــسَارُ تَــــنِي مِــنْ غــرّةِ الجُـــــرُمِ
بـذا المَـدَى تسْجُـــدُ الأفــلاكُ خاشِـعَـــــة = = = وَيَــنْــهَـلُ الدّهْــــرُ مِـنـــها آيَـــــةَ الحِـــكَــمِ
بكَ الخِــتامُ صَـفَا المِـسْكُ النّــدِيّ بـــــــهِ = = = والغَـيْـثُ يَـــهْمِي شَذىً مـنْ صَــفـوَةِ الدِّيَــمِ
أحْـيَـى بكَ اللهُ أرْواحاً فأنْـــــشَــــــــــرَهَا = = = نَــشْــرَ العِـــــظامِ يُـــسَـــوّيهَا مـــنَ الرِّمَــمِ
يَـوْمَ اسْــتَعَادَ الزمَانُ الغُـــرّ هَــيْأتَــــــــهُ = = = وَاسْـتُــكْـمِـلَ الدِّيــنُ خَـتْـماً سابِــغَ النِّعَـــــمِ
أصْلحْـتَـــها بالهُـــدَى دُنْــيَا أقـــمْتَ لَـهَا = = = بَــيْـن الأنامِ أصُـــولَ العَــــدْلِ والقِــــيَـــــــمِ
إخْــوانُـكَ المُــؤمِـنونَ اسْتـشْفعُوا رغَـباً = = = غَــيْـباً ومَـــدّوا وصَــالاً غــــيْـــــرَ مُنْـفصِـمِ
نـرْجُـو جِــوَاراً ونَــخْــشَى مَا يُــبَاعِـــدُنَا = = = مـنْ زَلّـــةٍ ويَـــلُوثُ القــلْبَ مــنْ سَــقَــــــمِ
نهْــفـو إلى نَــفحَــةٍ منْ رَوْحِ رَحْـمَـــــتِهِ = = = والعَــيْنُ تَــرْعَى بلهْــفٍ خَـيْرَ مُـبْـــتَـسَـــــمِ
هَـذي السِّنُــونَ عَـلى بُعْدِ المَدى غَـبَـرَتْ = = = كَــأنّــهَا سِـــنَــة مـــــنْ سَـــكْــرَةِ الحُـــــلُـمِ
كَأنّــكُمْ بَـيْـــننَا والصَّــحْــبُ كُــــلّـــــــهُمُ = = = تَــوَقــفَ الدّهْـــرُ وَالأفــــلاكُ لــمْ تَــــــــــرِمِ
صَـلّى عَــليْــكَ إلَــهِــي مَا جَـرَى فــلَــكٌ = = = وَاسْتَــــأنَـسَتْ نَــجْــمَة بالأشْــهُــبِ الرّجُـــمِ
ومَا غَـفَـتْ بثَــرَاهَا أنْفــــسٌ نَـــصَـبَـــتْ = = = شَـوْقاً إلـــى عَـــلّـةٍ منْ حَــوْضِكَ الـثـَّــجِــمِ
فالشّـــكْــرُ يَعْــتَامُــنَا وَالبِـشْـرُ يَـغْــمُرُنا = = = وَالحَـمْـدُ قــدْ عَــلّــنَا مِــنْ وِرْدِهِ الشّــــــبِـــمِ
مصطفى بوعزة[/center]