مازلت كما ذلك الذي أصابه الخذر من أيدي فينوس .
مازلت كما ذلك الطير الذي ذبح على حين غرة .
أتلوح و حرارة الموت تسري في جسدي, لا أعرف أهي حلاوة أم حرارة أم خذر..
أمشي و لا أسير.. أنظر و لا أرى.. العتمة تنزل بثقلها على ناظري.. كل الوجوه التي أمامي لا أتذكر سحنتها.. تقاسيمها تبدو وتختفي.. تسطع وتخفت مثل منارة مهجورة..
لا تعرفين سيدتي ماذا فعل بي رضابك.. لا تعرفين ما صنع بدواخلي عبير شفتيك.. قزم أنا أصبحت أمام عملاقيك.. الأبجدية نسيتها بعد أن غرقت في ثقافة عينيك..
لم أكن أعرف أني أمي في الحب.. حتى اصطدم مركبي بحزيرتك المثقفة..
لم أكن أعرف أني ساذج حتى حنت على خذي أناملك الذكية
..
مجرد هباء أصبح.. حينما أجد نفسي محاصرا بما تملكين من مقدسات..
أصرح إذن وأنا الأمي الساذج, المجنون, الأبله, الغبي, المقرف, ال... أني أقدم الولاء لكل صغيرة فيك.. لكل كبيرة فيك.. لكل بارزة فيك.. لكل مختفية فيك.. لكل ما تعرفينه فيك ولكل ما تجهلينه فيك..
أعترف أيضا أني لا أستطيع الصمود أمام جبروتك، أنا الذي لا أملك من السلاح سوى نظرتي الساذجة.. ولا أملك من الدفاع سوى الاستكانة..
أسألك أن تشفقي على المتوله فيك.. وأن ترممي ما بقي صامدا في.. أخشى أن تحاولي فتصيبي ما بقي في على قيد الحياة...
منذ اللحظة سيدتي .. اسمحي لي أن أكون تلميذا في فصلك الفريد.. لا أريد أن أتعلم القراءة والكتابة.. فقد اكتشفت أن ما قرأته من حساب وعلوم وفنون وآداب وحقوق.. لايساوي صفحة واحدة في موسوعة أيامك، فقط أن أبقى أميا، وسأحب أن أبقى كذلك مادمت ستكونين مدرستي