اغتصاب
يارب ما الحمامة للهديل
يسحقها العناء
قد كانت قبل اليوم
تحضن لحن الغناء
تهيم نشوى في الافق
توقظ نجوم السماء
اليوم غابت يلفها الفناء
الروض الانيق
يدمره الصدى بالانين
يغمره الوقع الدامي
ويبكي الحنين
تعيد ما عصرت يد السائح الغريب
وما مزق السكين
هي غصة حمراء
تئن في وجع الصبايا
دكناء سوداء تروي الحكايا
كتبت بدمعها أسطرا ,
تعكسها المرايا
في انكسارها تنتر الشظايا
كالبرعم الفواح بالشدى
جاءته طاهرة بلا خطية ولا لظى
قالت له والحزن
يسكن اللسان وما روى
أمي تريد الطعام
فارحم جوعها وجوعي
أنا طفلة مسكينة
أعاني الحرمان وبؤسي
أعطف عليّ فالالم سكن بنفسي
تبسم الغريب وامتدت يداه
بالكعك لكفيها
لمع البريق من عينيها
تقربت منه لعله يحنو عليها
وبالعطف يدفئ جناحيها
لم تدري ان اللمسة البلهاء
تدمي مقلتيها
وان العطف بدأ من نهديها
وسرى حتى منكبيها
مضى بها الى الموكب البهيج
اللظى في الخفاء تستعير
مدنسٌ بخيوط الرذيلة
أغواها كما الشيطان ببسمة
ودمية جميلة
تضحك في وجوه بريئة
فأرداها يالف حيلة وحيلة
جريحة صريعة
تتخبط بدمائها الحمراء قتيلة
غصاتها تبكي الغريب
عيونها شاردة نحو المغيب
والمجرم جعل البسمة
من ثغرها تغيب
ومضى وفي كفيه لحما
أكله بثمن رخيص
بقلم احسان السباعي