كم عليك أن تموت
كم لديك من يخوت
كي سطوع
كم خفوت
ما قيمة الحياة
وكم عليك أن تجوع لتدرك ما الأمومة
ما الوسادة ما النعومة
الحانية
الجنة الثانية
الرؤومة
ليس ظلومة
ليست حكومة
فتش لك عن خصومة في فؤاد من سواد
وفتش عنه أخرى ينقلب إليك اليأس باردا وأنت كظيم
مهلا توقف
لا تخاطر
ليست معابر
تلك المراكب كالمقابر
كم عمرا لديك
وكم وجها لديك وما كل الدروب أقصر من ناظريك
إلى امد مسمى تعيش
والسماء عالية
وليس لديك ريش
جدث كلها الثياب
فتخفف
وابحث عن الدفء تحت الجفون بين البرودة والظنون
هنا فرث ودم صمت وفم لغم وطعم
عين الامومة لن تخون
فازرع فؤادك في العيون تأتيك الوديعة بالسكون
لست أدري كم عليك أن تموت كي تدرك الخطيئة في السكوت
أنت تتنفس قد يعني أنك غريق أيضا
فتش في فؤادك عن جبين
واخرج من ثيابك كالجنين
فكل ذي كبد سجين والعتق ثانية تحين
لكم طفق الميتم
.... المتيم في الظلام يحكي ويُعجزه الكلام أن الصمت مقتلة الغرام
فازرع دموعك في الركام وادفن فؤادك في الحنين
فما كل آتية تحين
ورب ساجية تطوف
تبكي وتسعفها الحتوف
في الصيف جعجعة
وصوف
والغيد تبحث عن فداء
والعيد يبحث عن خروف
الغر تخدعه السنين والخب تخدعه القطوف
وانا المقدد من ثيابك
تمضين وأطمع في إيابك
وتمكر الذكرى
وأكبر في غيابك
يا ليت مغتصب الطفولة قد أتى بك
والسين تسملها السنين
والجيم منتظر ببابك
كشر حالة
من طوابير البطالة
وتحكي الرؤوس عن العدالة
وتحكي الرموز عن الرسالة
لازلت أبحث عن جبين
والقلب يقسم لن يلين
والكبد المعتق بالجهالة
ينسى وتتبعه الألوف
لازلت أبحث عن ضلالة
والصوت يبحث عن حروف
العدل يبحث عن بسالة
والخوف يهزؤ بالصفوف

نص جميل منساب
يحمل ما يحمل من ألغام ومفاتيح
يدق قليلا حفيفا خفيفا
يدق طويلا
سمعتك أيها الخطابي
ورأيت آفاق حروفك