منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طارق فايز العجاوى
عضو جديد
عضو جديد
طارق فايز العجاوى


المدينة : عمان
عدد المساهمات : 8
معدل النشاط : 41
تاريخ التسجيل : 11/11/2012
الموقع : دراسة ( اثر الخطابين الدينى والسياسى ) فى التاريخ الاسلامى بقلم / طارق فايز العجاوى جاء الاسلام بجملة من القيم النبيلة التى هدفها دون ادنى شك اسعاد بنى البشر وهى كثيرة وجليلة منها الاخاء والمساواة والمحبة والسلام والحرية بقيمها الثابتة والعدالة باشكالها وبالمجمل جميع قيم الاسلام هى مطلب لكافة امم الارض كيف لا وهى الرسالة التى جاءت للبشر كافة وجاءت وسطية فلا هى مادية بحتة ولا هى روحية بحتة فكانت النبراس للبشرية بقضها وقضيضها الطريق وكانت الرسالة الكاملة الشاملة التى تخلو من المثالب والعيوب - باعتبار المصدر - وهذا واضح لكل منعم للنظر سالكا لدرب الحق والحقيقة وهى قطعا الرسالة التى توافق الجبلة الانسانية السليمة والفطرة التى لم يطالها التلوث وهذه الحقائق اذعن امامها الاخر والدلائل كثيرة والشواهد ماثلة امامنا فالاسلام العقيدة والشريعة طال بالتنظيم كافة جوانب الحياة ولم يهمل حتى ادق التفاصيل بينما نجد الوضعى من الايدلوجيات تغص بالمثالب والعيوب وكان سقوطها حتمى لانها لا توافق الفطر السليمة فى النفس الانسانية بينما الاسلام بكل قيمه ومبادئه يوافق الفطر السليمة بكل ما حوت وبادق التفاصيل باعتبار المصدر وهو الخالق الذى يعلم ادق تفاصيل هذه النفس الانسانية ويعلم مكنوناتها وخفاياها لهذا كانت الموافقة تماما لتلك الجبلة والفطرة البشرية ودونه تنعدم القدرات فكثر اؤلئك المارقين الذين حاولوا تشويه تلك الحقائق الاسلامية ولكن دون جدوى فالعجز حليفهم والعيب رفيقهم والنقص شاهدهم وذهبت طروحاتهم ادراج الرياح وكانت فى مزبلة التاريخ شاهدا على عجزهم فما ينفع هو الماكث فانعم بالاسلام وبرسالته الانسانية بكل ما فيها الرسالة التى تكفل الخالق بحفظها وهذا بحد ذاته صيغة اعجازية فلم يطلها التحريف ولا التشويه رغم كل العاديات وذلك مصداقا لقوله تعالى ( نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) نعم ايها السادة تكفل الله بدستور هذه الامة - القران الكريم - وبالفعا كان الشاهد على ذلك على اعتبار ان التحريف والتشويه لم يطاله فبقى دستورنا المنزل من الله وهذا هو الاعجاز بعينه فعلا للاسلام سحر تلك الطاقة الخلاقة التى طالت الانسانية جمعاء وكان للحضارة الاسلامية ذلك الوهج التاريخى من قيم اصيلة ومتاءصلة ومن ممارسات نبيلة اذهلت البشرية جمعاء ولقد تاءصلت الاسرار الحقيقية لحضارة الاسلام فى تلك القيم الجليلة من محبة واخاء وسلام ومساواة واستطاعت هذه القيم ان تجد من يتمرس بها ومن يحققها ويجسدها بصورة واقعية فى التطبيق لا تقبل الجدل ولا الشك وفى الخلفاء الراشدين لنا اسوة حسنة بالفعل جسدوا قيم الاسلام ومبادىء الحق ولقد ادهشوا امم الارض قاطبة بقدرتهم الهائلة على تمثل قيم الاسلام وتجسيد نظريته على ارض الواقع وبصورة حقيقية فعمت وانتشرت قيم التسامح والحرية والعدل والحق فى ارجاء الارض كافة فكان الاسلام بكل ما حوى من قيم ومثل ومبادىء هو الانموذج الذى تسعى اليه الشعوب وتطالب فيه الامم وتناضل فى اثره طلبا للحرية وللمساواة والعدالة الاجتماعية فالحضارة الاسلامية قد ازدهرت مقاماتها ونمت على اساس هذه الخلفية التاريخية للمارسة الاسلامية الصادقة ولكن عندما انحسرت الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام وبداءت فى الانحسار - بمعنى التطبيق - بداءت مرحلة التراجع الحضارى وهى حكما عندما خباء وهج الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام ولمبادىء تشريعه العظيم الثر سرعان ما بداءت مرحلة الانحسار التاريخى للوهج الحضارى الاسلامىوبنحسار هذا الوهج انتشرت وعمت المظالم الاجتماعية وغابت الشورى بقيمها النبيلة الثرة فى الممارسة السياسية وطفى على السطح الاستبداد والقمع السياسى وغربت قيم الاجتهاد والعقل حتى بالفعل تشتت طاقات امة الاسلام وبداءت شمس الحضارة العربية الاسلامية بالغروب ولسان حالها يقول يسعون فى خفضى واطلب رفعهم شتان بين مرادهم ومرادى وانا اقول ايها السادة واطلق على هذه المرحلة - مرحلة الظلام - التى يؤرخ لها فى النصف الاول من القرن الثانى عشر الميلادى حيث عم الظلم وساد القهر وتراجعت قيم السلام والمودة والالفة التى نادى بها الاسلاموعلى اثر ذلك ظهر ان التراجع الحضارى والانحسار التاريخى للمد الثقافى الانسانى الاسلامى قد ترافق وتلازم بانحسار الحضور الحقيقى لحقوق الانسان التى كما اشرنا انفا تجسدت فى القيم الاسلامية وفى مبادىء الدين الحنيف حيث عمت قيم الظلم والاستغلال والتعصب والاستبداد فغابت الحضارة لغياب تلك الروح القيمية التى دعى اليها الاسلام وعمل من اجلها رسول الله عليه الصلاة والسلام وقادة المسلمين وافذاذهم الغر الميامين الواقع ان حركة التراجع الحضارى لمعت منذ اللحظة التاريخية التى ثار فيها نفر من المسلمين على ولاية عثمان بن عفان رضى الله عنه واشتعلت نار الفتنة بمقتله فدارت رحى الحروب والفتن وبداء التاريخ الاسلامى يسجل الماساة تلو الماساة وكثرت وعمت الفواجع على اثر ذلك ورغم هذه المحطات الماساوية فى تاريخنا الاسلامى نهض رجال عظماء حاولوا ان يعيدوا للرسالة الاسلامية القها ووهجها وان يعيدوا للمسلمين مفاخر وامجاد العطاء الاسلامى والروح الاسلامية الخلاقة امثال الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمعتصم والامين والمامون والقائمة تطول الذين حاولوا جاهدين ان يعطوا دفعة حيوية للممارسات الاسلامية الحقيقية الصادقة وفى خضم الصراع على السلطة ظهرت الى الوجود فرق سياسية ودينية متنازعة فانتقل المسلمون من حالة التجانس المطلق فى الفكر والعقيدة والمذهب الى حالة التنوع والتعدد والاختلاف ومن حالة التوافق التام الى حالة من الضياع والاصطراع فى مختلف وشتى المجالات الدينية والمذهبية والسياسية حيث سالت الدماء وازهقت الارواح ظلما وعدوانا وقهرا وبداءت تتلبد الغيوم الحالكة السواد لتخيم بظلالها القاتمة على عالم المسلمين حاجبة ذلك الاشعاع الحضارى للاسلام مغيبة بذلك قيم ومعانى الحرية والاخاء والانسانية السامية فعاشت الامة الاسلامية ولا سيما فى العصر العباسى الثانى عصر القهر والضعف والاستبداد السياسى وحالة غياب كامل لتلك القيم الحضارية وحقوق الانسان التى وهبها الله جلت قدرته للمسلمين والبشر وبداء الظلم يحل مكان العدل والقهر مكان الرحمة والتعصب مكان التسامح بمعنى غياب جليل للقيم التى نادى بها الاسلام الشاهد ان التاريخ يعلمنا ان اى حضارة تزدهر وتمتد وتثمر كلما تاصلت قيم المساواة والعدالة وحقوق الانسان بتشعباتها المختلفة والثابت ان اى حضارة خالطها التعصب والظلم والجهل والتسلط وغياب الحرية شمسها لا محالة غائبة وهذا يدلنا ويرشدنا الى ان حقوق الانسان التىتتمثل فى الحرية والديموقراطية والتسامح هى مقومات الوجود الحضارى لا ى حضارة عرفها التاريخ الانسانى لقد ثبت تاريخيا انه يمكن للارادات الانسانية الصادقة ان تلعب دورا جوهريا فى صنع الحضارة وهذايتطلب ايضا المحافظة على مقومات وجودها ولكن هذا التاريخ ايضا يؤكد ان المجتمعات الانسانية تنطوى على قوى اجتماعية وتاريخية هدفها وغايتها نيل ملذات الحياة وزخرفها وتضحى بالمبادىء والعقائد والقيم من اجل وضعية دنيوية تمتلك فيها المقدرة فتعيث فى الارض فسادا من ظلم وجور وفتكا ولكن هى المفاجاءة التاريخية ان ثلاثة من اهم عمالقة القيادة فى صدر الاسلام ومن اكثرهم صدقا وحمية للخير ومبادىء الاسلام بقيمه ومثله قد طالتهم يد الخيانة وتعرضوا للاغتيال السياسى فقد سقط الخليفة الثانى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه شهيدا راضيا مرضيا وقد وقع ضحية مؤامرة سياسية وذلك باعتقادى بسبب اقامته حق الله وتصديه للفساد والفاسدين ووقوفه فى وجه الطبقات الارستقراطية التى كانت تسعى وبكل السبل للوصول للحكم والسلطة ولقد قام باعمال من شانها ان تهدد مصالح شريحة من الفئات الاجتماعية التى هدفها الاستيلاء على السلطة ولقد اشتهر عن الفاروق تلك المقولة التى اعجزت الادبيات الانسانية على مر العصور وستبقى شاهدا على عظمة ديننا وعلى عدالته بكل ما حمل من قيم ومثل كرمت الانسان وصانت كرامته واحترمت انسانيته وهى التى تمثلت بقوله رضى الله عنه ( والله لو اننى استقبلت من امرى ما استدبرت لاخذت من الاغنياء فضل اموالهم ورددته الى الفقراء فلا يبقى هناك فقير او غنى ) وهى بحق من اعظم المقولات فى تاريخ الانسانية جمعاء ولقد اجمع الدارسين لتاريخ هذا الرجل العظيم رحمه الله ان هذه المقولة البت عليه اغنياء المسلمين وغير المسلمين الذين ارهبهم قول الفاروق وايضا صفاته والتى اجلها انه كان حازما صارما فى حبه للمساواة والعدالة كل هذه مجتمعة جعلت طبقة التجار والعسكريين التىاهدافها لا تخفى على احد ان تنقم على عمر وتخطط لتخلص منه واغتياله وهناك كثر من عمالقة حضارة الاسلام طالهم ما طال عمر نذكر منهم على بن ابى طالب رضى الله عنه والتىحقا تظهر ماسى الصراع بين الحق والباطل بين ارادة الاسلام المتمثلة فى طهارة الغاية وقيم الحب والخير والسلام الى غير ذلك من مزايا وارادة الحياة الدنيا المتمثلة فى الظلم والفساد حيث حمل على كاهله تركة ثقيلة جدا ودخل فى سلسلة من الصراعات التاريخية المدمرة صونا لحقوق المسلمين وحرياتهم انتهت باغتياله وكان هذا الاغتيال سبب خروج المسلمين من دائرة الشرعية التىتمثلت بالشورى والبيعة والحق الى دائرة اشبهها بالحكم العرفى البغيض الذى قطعا يجافى العدل وخلال هذه المرحلة الكل يعرف ما حدث من اراقة الدماء بلا ثمن ليس الا لمارب شخصيوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالفعل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - قطعا فى مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد فى ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية رفعت اهدافها فوق كل عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابو جعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله فى ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما قاله الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لو تعثرت ناقة فى العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة فى نفس هذا الرجل بحمله الاسلام فى قلبه وعقله بكل ما جاءت به هذه الرسالة من سمو فى القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهو يرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهو مسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية فى خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد فى التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة فى مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هو الفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما فى المقابل نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هو امير المؤمنين فان مات فهذا هو خليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع او بيعة لهوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالفعل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - قطعا فى مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد فى ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية رفعت اهدافها فوق كل عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابو جعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله فى ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما قاله الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لو تعثرت ناقة فى العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة فى نفس هذا الرجل بحمله الاسلام فى قلبه وعقله بكل ما جاءت به هذه الرسالة من سمو فى القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهو يرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهو مسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية فى خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد فى التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة فى مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هو الفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما فى المقابل نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هو امير المؤمنين فان مات فهذا هو خليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع او بيعة له اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا كل نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعرفها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام فى النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا كل نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعرفها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام فى النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين ة مقيتة وغايات دنيوية دنيئة ومصالح ضيقة التىفعلا حصدت جموع المسلمين والمؤمنين على مر المراحل التاريخية السابقة وذلك فى اتون حروب طاحنة من اجل السلطة وحروب مذهبية وحركات سياسية ازهقت فيها ارواح المسلمين وسلبت حقوقهم التى تمثلت فى كافة المبادىء والقيم والمثل النبيلة وبالجزم فما يمكن ان يكرسه الايمان يمكن اندثاره تحت تاثير ايمان ضعيف هزيل وهمم فاترة او ضعف الحماس الدينى وهذا فعلا المنطق بعينه فالواضح ان ما حدث تاريخيا لا نستطيع عبره ان نقارن بين عهدين لخليفتين امويين هما يزيد بن معاوية وعمر بن عبد العزيز فالشقاء كان فى عهد الاول بينما نعموا باعظم عطاءات الاسلام فى عهد الثانى فهو بحق الخليفة الراشدى الخامس على اعتبار اصالته الاسلامية ولا شك باجماع ارباب العلم ان كتاب الله وسنة نبيه هما دستورا لحقوق الانسان فى المجمل الا ان هناك فئة كانت ترفع شعارا قوامه ان كتاب الله هو دستور المسلمين ومع كل ذلك هذا لم يكن كافيا حتى يتم المحافظة على القيم وايضا العمل بالدستور القدسى فكتاب الله لا يحقق نفسه بنفسه وايضا السنة النبوية لا تجد طريقها بنفسها الى ساحات العمل وكل

على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى Empty
مُساهمةموضوع: على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى   على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى I_icon_minitimeالأربعاء 5 ديسمبر - 5:24

على ضفاف العمر بقلم // طارق فايز العجاوى
*** انكر بالمطلق متحول القيم
**** تذكر ان الاشياء تبدو عن بعد اصغر
*** قد يتراجع الثابت قصرا
**** ثق ان الحاضر فى حياة الامم اساسه التاريخ
*** ظنى ان المارق لا يترك اثرا
**** شتان ما بين النزاع والتنازع
*** تجنب العثار والزلل فى التخطيط
**** لولا العلة لما عرفنا القياس حكما
*** فى النقد ايضا ارى البناء والهدم
**** كل المساحات تقاس الا سعة الصدر
*** ارى بفساد التربية فساد التعليم
**** تذكر بان سمة الايام الاضداد
*** قد ينال الياءس المبتغى
**** التاءنى ينضج القرار
*** ما تهتم به هو انت
**** تجاهل كارهك
*** كثير التجارب بالحكم هو حليم
**** انكر وبشدة ظاهرة الذوبان الانسانى
*** فيض الابداع يظهر فى الشدائد
**** يقينى ان الفلسفة تعمق الايمان على عكس السائد
*** تخيل قد تكون العصمة فى العمى
**** الشدائد كاشفة النعم
*** السرائر دفينة الانفس
**** ظنى ان عائق الابداع هو المنصب
*** فهمك الحق للامور يجنبك اى اضطراب نفسى
**** الثبات على الامر مفتاح نجاحه
*** الحائر هو من لا درب له
**** قمة جهلك ان تطلب من العظيم القسم
*** الجاهل جاهر بصوته
**** الغباء ان تتعظ بنفسك
*** انكار الذات سنام العطاء
**** الاختزال فاق التلخيص
*** ابلغ الاجابات هى التى تكون دون سؤال
**** ظنى القناعة ابلغ الطرق لنيل السعادة
*** تذكر البناء شىء واعادة البناء شيئا اخر
**** تخيل قلبك فى قفص
*** لا ينكر الغيبى الا جاهل او قصير نظر
**** من صور عظمة الخالق ان لا نعلم ساعة الرحيل
*** الثقيل من كره الناس معاشرته
**** نعم قد يصاب القلب بالعمى
*** الضليل هو الذى اراد الضلال عمدا
**** التافه هو الذى يقع ضحية التغرير
*** قطعا بالواحد لا يكون التكاثر اعلم هذا
**** النفع العام ناتج عن النفع الذاتى
*** للدلالة على الاحمق ان يكون فيه شيئا من الحمق
**** الايمان بالنظرية يتوقف على برهانها
*** النفاق فيه نصرة الظالم
************بقلم //// طارق فايز العجاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى   على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى I_icon_minitimeالسبت 15 ديسمبر - 0:50

لقد تفننت اخي العزيز الدكتور طارق فايز العجاوي في رسم الصور والافكار
بريشة فنان مبدع متفوق وماهر
الوقوف على ضفاف حروفك متعة في حد ذاتها
لك جل تقديري واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على ضفاف العمر - طارق فايز العجاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طالت - طارق فايز العجاوى
» شغاف قلوبكم - الشاعر طارق فايز العجاوى
» الازمات وفن صناعتها - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى
» الازمات وفن صناعتها - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى
» حاورها - عميد الفكر / طارق فايز العجاوى - ( شاعرة الاقصى - ليلى جاد الله )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: القسم الإجتماعي :: المنتدى الإجتماعي-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية