اذكر انني في غابر الازمان كنت حبلى، وكانت تنمو في احشاء ذاكرتي كلمات متدفقة، تزف نفسها وقت خروجها الى الحياة والى النور لتكون جملا وجملا وقد تكون معبرة شفافة رنانة ، وقد يكون العكس تطول وتطول حتى تصبح اوراقا متراكمة قد تذهب في مهب الريح او تنتظرها سلة المهملات او تجد لها منفذا تركن اليه وتعشش فيه حتى تكبر وتكبر ثم تخرج الى الوجود داعية الى السخط او الرضا ، الى الراحة او الشقاء ، الى الطمانينة او الاضطراب... جئت من غابر الازمان ، وكنت حبلى ، وليتني حبلى تحس بما تحس به باقي نساء العالم، ليتني حبلى بروح ادمية تمنحني الحركة والحياة ، تمنحني السعادة والابتسامة، تمنحني كل ما هو جميل دون مقابل، ليتني انتظر ابتسامة صادقة ورؤية معبرة ولمسة خجولة... ليتني ما رايت الانياب تبتسم، ليتني مافرشت اشواك الورود الحريرية ، ليتني ما تذوقت العلقم الحلو، تعلقم جسدي تعلقمت افكاري،اختنقت صرخت قاومت ،هبت رياح السموم ، بدات العاصفةوهاج الموج ، غاص جسدي وغاصت افكاري ، تحلل دمي من تشبع العلقم، استفقت على ارض مبللة دافئة، واشعة باهتة اللون، وزقزقة عصفور جريح على غصن زيتون هشيم تذروه الرياح بما اشتهت ودون رقابة. وجدت افكاري مشتتةتعاني العزلة والانقسام، وقعت اسيرةجماجم قراصنةوجدت هناك منذ الاف السنين منذ الازل ، بكيت صليت توسلت تضرعت استخرت واوقعت نفسي في الخطيئة،بكيت واستغفرت ، انغمست معها في عالم الاحلام، حيث تنعدم الروح والوعي ، تاهت نفسي في شوارع متلالئة ، ابهرت بالانوارالمضيئة المظلمة ،تذوقت خمر حاناتها تذوقت العسل المر، احتضنت الجنة وانا في النار، رايت شجرة ادم وحواء،اكلت التفاحة ورايت الافعى، اصبحت من المغضوب عليهم، طلبت العفو، ونزلت الارض تالمت لاصطدامي بالواقع، فاستفقت من حلمي الكبير البئيس، اجهضت حلمي ،فلم اعد حبلى.