منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 القصاصون المغاربة الشباب ..إلى أين?

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان اشقرا
عضو جديد
عضو جديد
عثمان اشقرا


المدينة : خريبكة المغرب
عدد المساهمات : 13
معدل النشاط : 37
تاريخ التسجيل : 01/11/2012
الموقع : WWW.da.WAWIN.COM

القصاصون المغاربة الشباب ..إلى أين? Empty
مُساهمةموضوع: القصاصون المغاربة الشباب ..إلى أين?   القصاصون المغاربة الشباب ..إلى أين? I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر - 15:50


يبدو جليا لكل مهتم بالانتاج الأدبي والنقدي في المغرب، أن التعامل مع كتابة الأدباء الشباب. غالبا ما يتم بنوع من التحفظ، المؤطر بجملة من الأحكام المسبقة..ولعل هذا ما يجعل هذه الفئة من الكتاب، أكثر من غيرها مطالبة-بإلحاح-بفرض ذاتها إبداعيا، والبرهنة على جدارتها في الاندماج ضمن نسيج الإبداع الأدبي..ولعمري، فالزمن-وحده-كفيل بمنح التجربة الشابة صك الاستحقاق، الذي سيخول لها المساهمة-بفعالية-في تأثيث مشهدنا الأدبي، وذلك من خلال مده بدماء جديدة، هو في أمس الحاجة اليها حتى لا يصاب بالتصلب والجمود.
وفي رأينا أن الموقف من الأدباء الشباب يرتكز على عاملين أساسين:
1- الجدة: فكل جديد يتم التعامل معه بحذر، ولا يتأتى قبوله والاعتراف به إلا تدريجيا، وعبر مراحل، خاصة إذا كان ينطلق من تصور مغاير لما هو سائد في المجتمع من تصورات وقيم.
2- صراع الأجيال: وهو مظهر طبيعي لا يمكن القفز عليه في تاريخ الأدب، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن لكل جيل همومه وانشغالاته، ومن الطبيعي أن تتأثر وسائل تعبيره بهذه الانشغالات ونظرته اليها، والتي لا يمكن إلا أن تكون مغايرة لنظرة الأجيال السابقة، ولعل هذا ما دفع بعض النقاد الى اجتراح مصطلح الحساسية الجديدة ليعبروا به عن رؤيا الأجيال الجديدة.
تأسيسا على ما تقدم يحق لنا طرح السؤال التالي:- هل استطاعت-بالفعل-الكتابة القصصية عند الأدباء الشباب أن تبلور- من خلال إنتاجاتها الإبداعية- تصورا شاملا، يبرر لنا التعامل معها كرؤيا مغايرة، أو لنقل "حساسية جديدة" سواء على مستوى التيمات أو الأساليب؟ أم نحن أمام امتداد للتجارب السابقة بما لها وما عليها؟
وقبل الخوض في الإجابة على السؤال أعلاه، أعترف بصعوبة تحقيق ذلك بدقة متناهية، لسباب نذكر منها:
أ‌- إن التجربة لازالت في طور التكوين، أي لم تكتمل ملامحها بعد.
ب‌- صعوبة الإطلاع على كل ما أنتجته هذه الفئة المستهدفة من نصوص ( مشكل النشر).
ج- التداخل الواضح بين ممثلي هذه الفئة من الكتاب، حيث يصعب تصنيف الأسماء إذا ما اعتمدنا المقياس الزمني.
ودون أن نقف كثيرا عند إشكال التسمية الذي يحلو للكثيرين الخوض فيه، نظرا لما تتضمنه لفظة "الشباب" من إغراء يحفز على طرح جملة من التساؤلات، ففي رأينا أن ذلك يلهينا عن الهدف الذي نسعى اليه، هذا فضلا على ما يكتنفه تحديد التسمية من تعقيدات وإشكالات لا يسمح المجال للخوض فيها، لاعتبارات عدة منها:
1- إشكال التسمية كان دائما مطروحا، وسيبقى كذلك مع ظهور كل جيل جديد من الكتاب.
2- كثيرا ما يشغلنا الاهتمام بالتسمية ويلهينا عن الانكباب على عمق الإشكال.
3- تعدد الآراء واختلافها البين، إلى حدود التناقض حول التسمية.
ولكي نلامس تجربة القصاصين الشباب بالمغرب "جيل التسعينات" ارتأينا تركيز جهودنا على بعض القضايا دون غيرها، والتي بدت لن أكثر بروزا وذات معان دالة، ويمكن من خلالها تكوين تصور عام حول التجربة، لعل ذلك يسعفنا في الحكم عليها فيما إذا كانت بالفعل تقدم رؤيا جديدة انعكست على إبداعاتها القصصية ببصمات واضحة. وتوخيا للدقة اعتمدنا على كتاب "منارات" الذي يجمع بين دفتيه نصوصا مختارة لمجموعة كبيرة من هذه الفئة المستهدفة (38 قاصا وقاصة) هدفنا من ذلك، الاشتغال على نصوص يمكن للقارئ أن يعود إليها لأنها متوفرة في الأسواق ويسهل الحصول عليها.
- التيمات
من خلال قراءتنا المتأنية للنصوص التي تمثل نماذج متنوعة من إبداعات الجيل التسعيني، وبفضل عملية الاحصاء للتيمات، استنتجنا طغيان الموضوعات العاطفية والنفسية، ولا يخفى التكامل الجلي بين هذين النوعين من المواضيع، وقد سجلنا أن أكثر من نصف القصص يتخذ كموضوع العلاقات العاطفية أو الصراعات النفسية، وإذا ما توسلنا التأويل كتقنية في التحليل لفهم دلالة ذلك، استطعنا تبرير هذا التوجه بطبيعة الكتاب الذين ينتمون إلى مرحلة عمرية معينة "الشباب" والتي تتميز بانغماس الإنسان في ذاته محاولا التعرف عليها عبر الغوص في أعماقها، وقد يتضح الأمر أكثر إذا ما ربطنا ذلك بطبيعة الظروف الاجتماعية التي يعيشها هؤلاء الشباب وهي ظروف صعبة معيقة لاكتمال الذات وتحقيق أقل الرغبات إلحاحا، ولعل هذا ما يشجع الكاتب على الانسحاب من المجتمع والتقوقع حول الذات، أما إذا تجاوز الكاتب الشاب ذاته، فلن يجد سوى المرأة موضوعا مناسبا يوازي انشغالاته واهتماماته، ومن ثمة طغيان العلاقات العاطفية على تيمات القصص المدروسة.
- السارد:
إذا كان السرد عنصرا محوريا في عملية القص، فإن السارد الذي يحمل على عاتقه القيام بهذه العملية (السرد) لا يقل عنه أهمية، والسارد كتقنية شكلية يتأثر إلى حد بعيد، برؤيا الكاتب وسنه وثقافته، فالتيمات تبين لنا أن طبيعة المواضيع ألقت بظلالها على السارد، بمعنى أنه ما دام أن انشغالات الذات كانت مهيمنة كتيمات، فلا غرو أن يتوسل الكتاب الشباب "الأنا" كصيغة مفضلة في السرد، فالكشف عن الذات يتم في أقصى مستوياته بتوظيف ضمير المتكلم، وهكذا فغالبة القصص تستعمل (السارد/المتكلم) في السرد ولعل هذه التقنية تثير مجموعة من الملاحظات منها:
1- الحدود ليست واضحة بين السارد والكاتب.
2- سقوط الكتابة في الذاتية وما يترتب عن ذلك من بكائية وإغراق في السوداوية.
3- الافتقاد لرؤيا موضوعية، إذ يصبح العالم انعكاسا للذات.
- اللغة:
إذا كانت اللغة هي حجر الزاوية في الكتابة الإبداعية عامة، والقصصية خاصة، فإن التعامل معها جزء من الموقف الإبداعي ككل، بمعنى أن لغة الكاتب هي جزء من رؤياه وتصوره لفعل الكتابة، لهذا فاللغة الموظفة في القصة تشي بمدى "قصصية" الكاتب ودرجة وعيه بالحدود بين الأجناس الأدبية. بشكل عام فهناك بالقدر ذاته اختلافات جوهرية بين لغة كل جنس على حدة، والوعي بهذه الاختلافات هو ما ميز الكتاب المتمرسين عن أولئك الذين لا يزالون يناضلون من أجل إثبات ذواتهم في عالم الكتابة.
وفي رأينا أن اللغة في قصص الأدباء الشباب-بشكل عام- تأثرت الى حد بعيد بالبعد العمري لهذه الفئة وطبيعة التيمات التي سبق الاشارة اليها، لذا نجدها تغرق في الذاتية من خلل شعرنتها ولا تنفلت من هذه السمة إلا نصوص قليلة جدا، والتي توظف لغة سردية بامتياز، لا تشغل القارئ بجماليتها المفرطة، وإنما تؤدي وظيفتها في الكشف عن عالم المتخيل الذي يهدف الكاتب إلى تشكيله، وهكذا نلاحظ ميل أكثر القصص إلى اللغة الشعرية السادرة في زخرفتها وإيقاعيتها وكأنها هدف في ذاتها، وإذا ما حاولنا البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة تجلت لنا فيما يلي:
1- طغيان التيمات (عاطفية-نفسية).
2- طغيان السارد بصيغة المتكلم
3- حداثة عهد الكتاب بالكتابة القصصية.
4- هاجس التجريب الذي يهيمن على هذه الفئة من الكتاب.
5- عدم الإلمام بنظرية الأدب وخاصة الأجناس الأدبية والحدود فيما بينهما.
- اتجاهات الكتابة:
إن كل ما تقدم ييسر لنا، إلى حد ما، استخلاص اتجاهات الكتاب المستهدفين، إذ أنه من باب الوهم التعامل معهم جميعا ككتلة واحدة يجمعها اتجاه واحد، ومع اعترافنا بان نصا واحدا لا يكفي لتصنيف الكاتب في اتجاه بعيه فذلك لن يمنعنا من تصنيف النصوص ولعل ذلك لا يخلو من فائدة.
من خلال قراءتنا المتكررة والمتأنية للنصوص لاحظنا أن أغلبها يميل إلى الاتجاه الرومانسي، بما يعني ذلك من ميل إلى الذات والعاطفة على مستوى التيمات، والتداعيات على مستوى التعبير من خلال الكشف عما يعتمل في ذات الكاتب من هموم وانشغالات، وبالموازاة مع ذلك نلمس عند قلة من الكتاب انزياحا عن الاتجاه الرومانسي نحو الاتجاه الواقعي، ولعل هؤلاء ممن سبق وألمحنا إليهم باعتبارهم يوظفون لغة سردية تميل إلى الجملة الخبرية والوصفية، مبتعدين، قدر الامكان، عن الانشائية أو الإغراق في المحسنات اللفظية أو البلاغية.
كما تجدر بنا الإشارة إلى ما يمكن أن يسمى بالاتجاه العجائبي "الفانطاستيك" الذي لا يفتأ يعبر عن نفسه في عدد من النصوص بأشكال مختلفة وربما هذا ما منح لهذه الفئة من الكتاب نوعا من الغنى والتنوع، وجعلها تنفلت من النمطية والتكرار، مع ملاحظة لابد من ذكرها، مفادها أن هذا التوظيف للعجائبي، غالبا، ما يقترن بالذاتية الموغلة في الهموم والأحزان، ولعل هذا ما يضعف في كثير من الأحيان، من قيمة النصوص مما يحتم في رأينا الانتباه إلى ذلك بنوع من النظر النقدية، حتى يتسنى تجاوزه، أو الحد منه على الأقل.
ولا يسعنا، أخيرا إلا أن نشير إلى مجموعة من الخلاصات والملاحظات التي نراها ضرورية لتشخيص حالة القصة القصيرة الجديدة بالمغرب:
1- إن عدد كتاب القصة القصيرة في المغرب في ازدياد مضطرد.
2- إن هؤلاء الكتاب لا يمثلون فئة منسجمة، بل هي متنوعة ومتناقضة ونتاجها القصصي مختلف القيمة، يتأرجح بين الجودة والضعف.
3- إن تعاملها مع اللغة يختلف من قاص إلى آخر، ولو أن الغالبية العظمى تنساق الى التعامل معها بكثير من الذاتية والتعبيرية والرومانسية.
4- إن مجموعة من القصاصين وقعوا ضحية نظرية تقليدية للأدب تعتبر اللغة أهم ما في الكتابة الابداعية، رغم أنها ليست سوى عنصر كباقي العناصر.
5- إهمال الحكاية رغم أنها نسغ القصة، وذلك بدعوى الحداثة والتجريب، وفي رأينا أن ذلك يضعف القصة ويجعلها تتماهى مع الخاطرة والكتابة الحرة، وفي أحيان كثيرة مع قصيدة النثر.
6- إن عامل النشر يعد من أهم العوائق أمام الكتاب الشباب، فهو يحول دون إحداث التراكم المطلوب لإنضاج التجربة وتجاوز نقائصها.
7- عدم مواكبة النقد لكتابات الشباب لا يساعدها على وضوح الرؤيا وتجاوز أخطائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القصاصون المغاربة الشباب ..إلى أين?
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  إصدار جديد لجامعة المبدعين المغاربة
» الاصدار الثالث لجامعة المبدعين المغاربة
»  الفنان عبد العظيم الشناوي ضيف جامعة المبدعين المغاربة
» إصدار ديوان جماعي ( جامعة المبدعين المغاربة )
» اتحاد المبدعين المغاربة ينظم لقاء شعريا بمدينة تيفلت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: خلجات سردية (بإدارة مولاي علي درار) :: الدراسات النقدية الخاصة بالقصة-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية