استكنت إلى الدعة حتى لاقيت ما لم يخطر على بال،نمت في ركن العجز فلم أستفق إلا وقد وجدت نفسي في لجج هاوية لا أسطيع الصعود منها،حتى الوصف قد استعصى علي،لم يتسن لي تصوير ما اختلج في القلب في تلك الأزمنة.كانت أشياء سوداء وكائنات عليها غبرة،أرهقت كياني بالإزعاج حين انبعاثها،عكرت سماء أملي،بألوانها،بأشكالها،بأصواتها..وددت لو لم تسكن دواخلي طوال هذه المدة.لا أدري كيف دخلت؟ من أين أتت؟كيف وُجِدَتْ؟..
وحين ابتعادي،سكن كل شيء كما الطيور حينما تحط مع غروب الشمس بعد رواحها،وكأن العواصف هدأت بعد طول هبوب وكأن الحرب وضعت أوزارها بعد طول سجال.
وفي هذا الخضم لاحت شمس البراءة لتخلصني بدموعها العذراء من غياهب الأحزان،من براثن هذه الكائنات التي لا ترحم،كانت منقذة فعلا،كانت تشدني من يدي بطفولتها وتهديني إلى الابتسامة،إلى الأمل،إلى البهجة والسرور