عرفت الساحة الثقافية حراكا؛ نتيجة لربيعها المزهر ؛ حيث الجمعيات الثقافية ؛ أصبحت تمارس أنشطتها؛ وفق مساحة حرية تطلعت إليها العديد من الفعاليات الإبداعية منذ أمد بعيد ؛ كما أصبح قانون تأسيس الجمعيات يعرف نوعا من الانفتاح واليسر في مسألة الحصول على وصل الاعتراف القانوني \ النهائي .
يسعدنا في موقع " منتديات دواوين الثقافية والأدبية "أن نقدم حوارا مميزا مع الفاعلة والناشطة الجمعوية شاعرة الماء . الشاعرة الفذة: ريحانة بشير ؛ حيث الماء يمثل كينونة حياتها باعتباره رقما أساسيا ؛ ومكونا من مكونات وجودها الإنساني .
سبب استضافتنا لها ؛ تأسيس جمعية " بيت المبدع " والتي أصبحت من خلال تشكيل مكتبها التنفيذي على رأس قيادته ؛ ومسؤولة عن تدبير شؤونه وفق منهج تشاركي .
في حوارنا معها نطرق باب البيت؛ مستأذنين الولوج إلى فنائه؛ لنستشف ما يؤثث فضاءه من قضايا وخبايا ؛ تخص الفكر والإبداع .
س : بداية كيف تبلورت فكرة تأسيس الجمعية ؟
ج : فكرة تأسيس جمعية بيت المبدع كانت رغبة بعض المبدعات الفاعلات اللواتي اتصلن بي وعرضن علي الفكرة كأنهن منحن لي حقيقة حلم، إذ بحكم تواجدي بعدة ملتقيات وطنية ودوام حضوري جعلني أأسس رؤية محددة للتوجه الذي أرتئيه لهذا البيت . ومن خلال التسمية نكون نؤسس للانفتاح على أبعاد أفقية تحيي حيوية التميز والإختلاف.ومن خلال أعضاء الجمعية الذين يتشكلون من نسيج مختلف سنتبادل الإضاءة والإشعاع .
س : " بيت المبدع" هل التسمية مقصودة للانفتاح على كل المبدعات والمبدعين في كل الأجناس الأدبية ؟
ج : نعم تسمية بيت المبدع تناسب الزمن ونشدان حداثة أخرى مرسومة على طريق الخلق والإبتكار بالبحث عن المهمل والمنسي والمختلف للإحتفاء به وبكل الأجناس الأدبية الفنية منها المسرح السينما الموسيقى الشعر الرواية القصة و الفن التشكيلي. لأن الكتابة بكل هذه الفنون هي الإنسان ونحن في بيت المبدع نبحث عن جنون ومجهول الفكرة لدى هذا الإنسان التي تغوينا بأسرارها لنحتفي بها ومعها.
س : هل تجميع ثلة من رؤساء جمعيات ثقافية؛ للانصهار في بوتقة " بيت المبدع" كان مقصودا ؟ ولم ؟
ج : نحن الان بصدد تشكيل الفروع الوطنية والتي وجدت إقبالا من الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي وكذا الدولي هناك اتصالات مع مبدعين مغاربة مقيمين بأوروبا وكندا والذين رأوا في أهدافنا ما يناسب تطلعاتهم الإبداعية المخترقة للحدود في أوسع مدى. وكذلك ننفتح على جمعيات محلية بمدينة الرباط وسلا بحكم اشتغالي مع عدة جمعيات أخرى كجمعية نجمة للفكر والإبداع كنائبة الرئيسة والمشرفة على الملف الثقافي وإشرافي كذلك على صالون سلا للشعر والزجل وجمعية سلا للشعر والزجل من خلال هذه الجمعيات ذات المنحى والرافد الواحد نتدارس الان إمكانية فيدرالية تضم هذه الجمعيات الثقافية لتسطير برنامج سنوي كل من خلال جمعيته حتى يتم التفاعل الذي ننشده بالحضور ودعم هذه البرامج والأنشطة.
س : ما هي المقاييس التي اعتمدت في اختيار أعضاء المكتب ؛ وما نسبة التمثيلية بالنسبة للجنسين ؟.
ج : أعضاء بيت المبدع تجانس يوقظ العمل الجمعوي الثقافي على حدود اللاّ مكان ؛لنخلق توجها حداثيا متطلعا لما سيكون كل حسب اختصاصه في التكامل .
يتكون البيت من شعراء و صحفيين و نقاد ومسرحيين سينمائيين وبذلك نكتمل في وجهة السفر كما تمثيلية النساء ببيت المبدع لاتعني شيئا أمام الجهد لتفعيل رؤيتنا المستقبلية والعمل على تحقيقها. فنحن أجزاء لا تتجزأ إلا لتذوب في الكلّ بعيدا على كل الطروحات الجاهزة والإيديولوجيات.
س : كيف ترى شاعرة الماء "ريحانة بشير" المغرمة بالكلمة حتى النخاع ؛ والناشطة والفاعلة في العديد من الجمعيات الثقافية ؛ نفسها وهي تتربع على كرسي رئاسة جمعية " بيت المبدع " ؟
ج : رئاسة بيت المبدع ستمكنني من تحقيق المقاربة التشاركية في العمل الجمعوي وذلك بإشراك الجميع في الأنشطة عبر ملفات يسهر عليها كل عضو حسب اختصاصه المعرفي وكيفية تدبيره لهذا الملف. إذ الرئاسة لم تعد سوى عملية تهدف لتنمية التقويم وتقييم رؤانا ومشاريعنا ضمن الكل .
س : هل تدبير شأن ثقافي على هذا المستوى؛ ليس له تأثير على مستوى إنتاج منجز إبداعي "ديوان شعري مثلا "أو غيره ؟
ج : علاقة ريحانة الشاعرة ببيت المبدع "الجمعية "علاقة الماء بالحياة والحياة بالماء . هي متنفس أحقق به مشروع الإكتمال المعرفي والأساسي من الذات في مواجهة الكتابة ؛ دم الكتابة النقي ؛ دم الإبداع النقي. هذا حلم أريد له التحقق. الغيرة على الكلمة والحس والذوق. وليس لأنشطتي بالجمعية أي تأثير. فعامل الزمن ندبّره بذكاء ومتى جاءت القصيدة ؛ جاء الطلق لا مناص من الولادة.
س : ما هو تصوركم المستقبلي كجمعية للوضع الثقافي ؟ وما هي القيمة المضافة التي تتوقون إلى بلوغها ؟
ج : الشأن الثقافي أوالوضع الثقافي حريق ورحيق يمتدّ بكل رعونة وبكل لذاذة ملامح غريبة وملامح مضيئة . سلام هو وهرج. كل الوشائج الرفيعة تنصت لأثر الزمن هو الذي سيقول في الراهن الثقافي ما سيقوله. ولكل هذا سنحرص ببيت المبدع على تحقيق أهدافنا بالإحتفاء بالكتابة المتميزة العميقة بالفن الراقي الذي يكون أثرا دالا على الطريق وخالدا بمبدعيه وتشظيهم واحتراقهم بدون محاباة . فالإبداع أبعد من حدود الوطن إلى عوالم أخرى عوالم الفكر الكوني.
س : هل لكم برامج أنشطة تودون أجرأتها على أرض الواقع ؟ ما طبيعتها ؟ ما نوعيتها ؟..
ج : نحن الآن بصدد تسطير برامج وشراكات مع مؤسسات وطنية رسمية ودولية وكذا برنامج سنوي وطني .
س : هل هناك تجاوب من قبل المثقفين والمهتمين بهذا النوع من الأنشطة وجمعيتكم ؟
ج : بالطبع. العديد من المثقفين(ات) والمبدعين(ات) والمهتمين (ات) بالشأن الثقافي أثنوا على إطارنا الجديد وأشادوا به ؛ ومنهم \هن؛ من أبدوا رغبة الانضمام إلى أسرة "بيت المبدع" .
س : مؤخرا تم تأسيس رابطة للنساء المبدعات. هل هذا الأمر فيه ضرب لجمعيتكم أم يدخل في إطار قانون الحريات العامة ؟
رابطة الكاتبات والتي تأسست تزامنا مع بيت المبدع هي إضافة للمشهد الثقافي النسوي وتكتل نثمنه خدمة للرقي بهذا المشهد . فكل ما يأتي مزهرا في ربانا سيزيد الحقل توهجا .
كلمة أخيرة شاعرتنا ورئيسة جمعية " بيت المبدع " .
الشكر الجزيل لك ولموقع "منتديات دواوين الثقافية والأدبية" حيث تواجد الأحبة على إتاحة هذه الفرصة لي للتعريف بمولودنا الجديد " بيت الشعر " وقضايا أخرى . ودمتم في خدمة الثقافة والإبداع.
أجرى الحوار : ذ عبد الكريم القيشوري