الغائبون اقتصاديا يغيبون سياسيا
تأت أشكال العنف الذي يعاني منه الشارع الليبي الآن كنتيجة لغياب الوعي وانخفاض الرفاهية الاقتصادية
.... لا شك إن العوز والفقر لا يوفر تربة صالحة تنمو فيها الديمقراطية , فصوت الناخب يزداد حرية _ بطبيعة الحال كلما زادت قدرته الاقتصادية _ وكما تقول بعض الأدبيات السياسية .
فان من لا يملك قوت يومه لا يملك صوته
........ورُب قائل سيقول ..... ما علاقة هذا بانتخابات ليبيا النزيهة .....؟
ولكنني أقول إن أصحاب القدرة المالية الجيدة في المجتمع سيكونون أكثر قدرة على امتلاك صناديق الانتخابات ..
أنا أيضا اربط بين الفقر ودرجة الوعي فكلما كان الوضع الاقتصادي للمجتمع حسنا وجيدا كان التعليم كذلك أما إذا كان الوضع الاقتصادي ممتاز كان التعليم راقيا وعاليا .....
وكلما كان التعليم اقل انتشارا وكانت الأمية حائلا دون انتشار الوعي والمعرفة اللذين يمثلان ركيزة أساسية للمشاركة السياسية.
إن الديمقراطية قد تكون هي المفتاح للتقدم وحل مشاكل الفقر وانخفاض مستوى المعيشة فالذين يسيطرون اقتصاديا يسيطرون سياسيا..... والغائبون اقتصاديا غائبون سياسيا .
وهذا ما جعل سابقا أجهزة السلطة تتخذه ذريعة لإجرآت غير ديمقراطية .....
إن الديمقراطية الصحيحة هي علاج للعنف لان المشاركة الديمقراطية تربط خلايا المجتمع ولا تفجرها بل إن الديمقراطية قد تساهم في علاج الخلل من توزيع ثروة المجتمع لان اقتراح سياسات أكثر عدلا سوف يكون مُناطا بالأغلبية التي تحكم وهي من وسط المجتمع .
الأهم : إن هناك تلازما بين الفساد وغياب الديمقراطية فليس من صالح الطبقات الفاسدة في المجتمع أن يتمتع أبناء البلاد بدرجه من الشفافية لان ذلك يفضح تصرفاتهم إن تداول السلطة عن طريق الانتخابات يساعد على تعرية الفساد (إن الديمقراطية في نهاية المطاف ليس شيئا نأكله بل شيئا نمارسه ).