عدتُ من خلوتي أتفقد ما فعله الزمن في جزيرة تنهش فيها الكلاب الكلاب، ويصب فيها الواقف الزيت على القاعد والمستكين.
عدتُ، ليتني ما عدتٌ، لأجد الأحاسيس غير الأحاسيس، وأجد الأريج غير الأريج، وأجدك في زحمة بحثك عن "رجل" ذكر تفتقدين للحس الإنساني حين أهرقتِ عطرك فوق أرض بوار، وأحرقت فساتينك لتبدو أنوثتك مفتاحا للولوج.
لم تدققي النظر، بل لم تكوني تحملين جينات النبش في الممكن، ولم تكوني تحسنين القراءة، قراءة الذكورة التي لا تتقن غير السبي ديدنا لها.
عدتُ لأجدك منهمكة في الإفتخار بين صويحباتك بظل رجل، ليته كذلك، رجل يحمل عنك الكَلّ ويراعي حقوقك ويستر عريك. لم تكوني واضعة نصب عينيك ثقافة الإمتلاك، ولم تتخلص ذاتك بعدُ من محدودية ثقافتك هاته.
عدتُ لأجد البَونَ غدا شاسعا بيننا، تأسفتُ على عسل مراقٍ على صفحات اجتماعية كان عيارا جلب غباوتك، تأسفتُ على عطر مهرق لتجلبي به صيدا ثمينا، تأسفتُ على فساتين أحرقتيها بحثا عمن يستر عريك، وتأسفتٌ أشد الأسف على نظارة كانت بادية منك وجدتها تذوي كما تذوي زهرة الليلك حين تغادرها حبيبات الندى.
ليتني أطلتُ البقاء في خلوتي كي لا أرى نهاية عاشقة.