أجل، هكذا أصبح يشدني شيء ما ينبعث هكذا من أي شيء، إلى شيء ما آخر.

أنا لم أعد أعرف كيف أعرف غير ما فقدت مني في الطريق إلي و إلى حقيقتي العارية.

أنا أعرف أني لا أعرف غير أني أدون الكلمات هاهنا و الآن دون معرفة مسبقة بما أدون... أجل أعرف يا "أنا" أنها كلمات لربما سيظهر عند اللقاء الأول بها أنها لا تعني شيء أو لربما تعني لاشيء.

هذا هو إذا..، إنه اللاشيء الذي لا أعرف من أين يأتي لكنه يأتي، لربما من لاشيء آخر هو أيضا يأتي من لاشيء آخري خارجي.. و هكذا يتناسل و يكثر.

هذا الحضور خارجي لم أعد أعرف كيف أقرأه...

أهو الخارجي خارجي أم الخارجي غير خارجي؟

مادام الخارجي خارجيٌ و خارجي، لما يقتحمني بالشكل هذا هكذا من كل اتجاه و من كل شيء؟

لما صار الحضور هذا تقيل الظل في قافية الوجود المشترك؟

لما أصبح وجوده قصرا و غصبا لا يطاق و لا يطاق؟

لما صرت في كل مرة أحاول النظر خارجي، لا أرى غير الركاكة و الرتابة في صياغة قافية حضور الآخرين غيري ؟

لكني أنا أيضا لم أعد أعرفني إلا مصادفة... أأنا الداخلي داخلي أم الخارجي داخلي و خارجي؟

لكن غيرنا، أنا و أنا القريب مني لكن ليس لدرجة التطابق الأليف، لم أعد أعرفه لا و لا أسمعه..، لم أعد أسمع منه غير خلل في إنشاد مطلع قصيدة وجوده.

...، هكذا، لا يسعني إلا أن أطرح السؤال المحير و المحرج في نفس الآن، و الذي وقعه يتعب القلب و الذاكرة. من أين يأتي كل هذا الحضور الذي لا أعرف ما اسميه حتى الآن؟

إنه يخترق بياض صفحة حضوري الغير منتهي من التأليف، و يفض صفوة و انسجام الألوان.. ألواني، هكذا بكل ما أوتي من غياب اللباقة و الأناقة... أنه اسم رغم ما يظهر عليه من بساطة الحضور، لم أتمكن بعد من استدراج اللغة إلي و إلى مكان ما خارجي.. لأتمكن من تشكيل اسم يليق بعجرفته و وقاحته..، إنه يرفض أن يبوح لك و لي باسم يمكن أن يليق بتسميته، هو الذي يسكنك و يسكنني حد التعب، حد الغثيان، حد الهوس.. و يسكننا حتى دون استئذان ضروري للحضور.

إنك يا "أنا" تشكو مما تشكو منه دون أن تعرف، إنك لا تعرفه لأنه لم يفصح لك بعد عن اسمه، لأنك أيضا لم تفرض عليه نفسك و سؤالك بكل ما تملك من جرأة و إلحاح.

أفرضه هكذا و ليكن ما يكن..، أنا أعرف أنك يا "أنا" تعرف بشكل ما لا أستوعبه حتى أنا، أن " موتك " يلازمك أكثر مما ألازمك أنا.

بح باسمك أخيرا و أبدا، أو انصرف حتى و إن كنت ستأخذني معك.. انصرف.. انصرف