الحسن فرتيني عضو متميز
المدينة : العرائش عدد المساهمات : 98 معدل النشاط : 181 تاريخ التسجيل : 14/07/2012 الموقع : www.da-wawin.com
| موضوع: الخطاب السبت 1 سبتمبر - 17:05 | |
| [size=18 ]تكلم ولم يقل شيئا، فاهتزت القاعة بالتصفيق. تكلم ثانية، ونبرة الصوت دوت في تلك القاعة الصامتة، كان الصمت يشبه صمت القبور. أناس مختلفون، قابعون ينظرون في دهشة. كلما تعالى التصفيق، كلما زادته حيوية ونشاطا. رفع يده إلى السماء ثم وضعها على صدره وهو يتحدث عن الماضي وينتقل إلى الحاضر ويثني على المستقبل. شحبت الوجوه، وهناك من النساء من أدرفت دموعا . ربما كان للخطاب تأثيرا على الجموع. بدأ بتحريك اليد ورسم ابتسامة عريضة على وجهه، ينظر تارة إلى اليسار وأخرى إلى اليمين وكأن ما يقول ينفصل بين ذات اليسار وذات اليمين. اهتزت القاعة بالضحك ومرة أخرى بالتصفيق. سكت هنيهة ليرتب الأفكار . بدت عبقرية الكلمات تصطف لترسم نصا فضفاضا تتلوه حركات اليد والوجه والأكتاف. سمعت صيحة تشبه الزغاريد من وسط الجمع، كانت لامرأة في ربيعها الرابع. دهش من تجاوب هذه الأجساد معه فتفنن في الخطاب. تذكر حركات هيتلر عندما كان يخاطب الشعب الآري بنظراته وحركاته وسكناته التي كانت في الغالب تتبع سيمفونيات فاكنر. تحدث عن كل شيء ولم يقل أي شيء في كل شيء سوى عبارات مزدحمة جميلة. أخذته النشوة بالانتصار، فوقف لإتمام كلامه، وقفت القاعة وهي جامدة كصخور لم تتآكل. العيون تبصر، والعقول مذهولة تنتظر النهاية. دخل إلى القاعة رجل يرتدي زيا رسميا، انحنى عليه وهمس في أذنه. رد عليه بعنف:" تبا لكم ولأخطائكم". خرج مهرولا والأيادي مرفوعة تودعه. كان خطأ تقنيا. كانت القاعة المبرمجة للخطاب تشبه إلى حد كبير تلك التي كان يصول ويجول فيها بعباراته. حيث كانت مخصصة للمصابين بالصمم. [/size] | |
|
سعيد محمودي المدير العام
المدينة : الدار البيضاء عدد المساهمات : 7236 معدل النشاط : 12091 تاريخ التسجيل : 08/12/2009 الموقع : www.da-wawin.com
| موضوع: رد: الخطاب الثلاثاء 4 سبتمبر - 12:58 | |
| أخي الفاضل الاستاذ الحسن فرتيني كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير | |
|
الحسن ولدالمسكين مراقب
المدينة : الدار اللبيضاء عدد المساهمات : 1506 معدل النشاط : 2781 تاريخ التسجيل : 25/02/2011 العمر : 52 الموقع : www.da-wawin.com
| موضوع: رد: الخطاب الخميس 6 سبتمبر - 11:10 | |
| أخي الفاضل الحسن فرتيني لقد اصبت بخطابك هذا .فذاك هو ماعليه الحال الان تقبل تحيتي وتقديري | |
|