تقلبت القلوب وأنت باق
وعَيّرَك المجاهر بالنفاق


فأجهشت السرائر منك طفلا
وأُخمدتِ المشاعر في المآقي


سبيل المجد دونك مستحيل
وغزة عن وصالك كالعراق


فعش في غربة الأسماء غرا
وأغمض ناظريك عن المُراق


فدونك ما تشاء سوى حياة
ودونك في المواجع ألف ساقي


تنازعني الجلود إلى حبيب
تقلبه المضاجع في الوثاق


تبلغني المراقد فيه شوقي
وأصحو بالمهانة في خناقي


يماطلني الولي عروس قلبي
ويسلمها الوصي إلى السحاق


أجيؤ لدى المعابر مستكينا
أوقع للحبيب على الطلاق


فعفوا يا وميض البرق إني
غريب في الأقارب والرفاق


تعددت المطارق ويح رأسي
وأتعبت المَصَارِعُ كل راق


كأن الجهر بالكفران عذر
وكأسك في الكؤوس بلا مذاق


يفرقنا الخلاف غثاء شعب
وأجمعت الملوك على الشقاق


سيأخذني إلى العلياء صدقي
وترفعني على الجوزاء ساقي


وأمضي للوفاء بلا جواد
وأسري للخليل بلا براق


وأفرغ في الفضائل ملء جهدي
وأرثي القاعدين عن المراقي


وأُعذر في هواك ولو قتيلا
وألقم غاصبيك ولو بصاقي


فلسطين الحبيبة لن تراعي
ستفديك المراكب بالتراقي


سفين في العباب يشق ليلا
صباح لا يفاوض في انبثاق


فمهلا يا دعاة السلم مهلا
فما بين العروبة من معاق


فنحن المالكون لما أردنا
ونحن القادرون على السباق

ولكن الخميس بلا صلاح
وأجمعت الملوك على الشقاق