رأيت الناس تمشي بلا مرآة
تمشي رويدا نحو النهاية
فقلت لمرآتي التي تصاحبني
كم تبقى لي من زماني
شعري كتبته رسما وحروفا
على دفتر النسيان...
رسمت شعائر الناس
رسمت لحظات الغفران
ولكن بلا بداية...
وجدنا نهلل بلا حواس
نبتسم للوسواس الخناس
نجوب شوارع بلا هداية...
سألت نفسي يوما...
سؤالي كسر مرآتي
نزف صوتي
كلماتي تناثرت واندثرت
بل سجنت بلا أوزان
زماني نشيد حزين
منشطر يهدي...
عميت مقلته
أغلق سمعه
بثر صوته
صار بلا معنى ولا وطن...
صار لوحة رديئة، بذيئة لا تعبر عن شكلي
صار عودا نحيفا تدروه الرياح
وأنا أقبع في مكاني
وأسأل عن زماني
وأبتسم لرداءة ألواني
رأيتكم تزحفون نحو النهاية
انظروا إلى أسمائكم...
إنها حروف أبجدية
تنزلق من شفاهكم بلا معنى
روتين مارد، بارد، زاحف
نحو الانكسار...
رأيتكم فرأيت فيكم حنينا
إلى الصفاء ولون العبر
رأيتكم فرأيت فيكم رنينا
يهتف لمعانقة الألوان
زمانكم ولى كزماني...
وتبقى قطرة الندى
تشغل الأفق، تراقص الأفكار
تذوي في وجهك يا ولدي
في وجوهكم يا أبنائي
فرجع سؤالي مرة أخرى
يصرخ، وينجب مليون سؤال
ترى ما وقع الشعر فيكم؟
ما صوت الرجاء في سمائكم؟
ما نور الشمعة في فضائكم؟
ما سر النور في ليلكم؟
وينمو السؤال، وتهتز الأوصال
وتبدو الحقيقة من مدفنها
وترجع المرآة لكمالها...
بك يا ولدي، بكم يا أبناء السؤال
العفو لكم مني
وأنتظر عفوكم
لترسموا شعري على أفواهكم
لأن الزمان زمانكم وليس زماني
إليكم أزف البشرى
فأهدوا بشراي لكل مكان
بشراي قبس من نور في قلوبكم
يحيى وينسج أحلامي
فيك يا ولدي فيكم يا أبناء السؤال
رمز حكاياتي ووصفة دوائي
أرجو ألا يغيب عنكم السؤال
وأرجو أن ينشد الفيروز
لحن الأمس وترانيم الصباح
في صمت ليس كصمت القبور
بل بصمت يحيي أبجدية الأسماء
لترتوي روحي الراقدة...
ونصبح من سلالة البشر
[center]