واش غادي يرجع تاني؟
كان ياما كان
ف وقت قريب ماشي زمان
كان سعد عايش مع والديه ف أمان
ف بيت صغير ما يعرف لو جيران
ولا حتى آش موجود ورا الحيطان
مرّة مرّة كتجي الجدة
تحكي لو حجاية بعد الغدا
تحكي عل الغول و بو فردة
و كان سعد يتخيّل سبّاط الغول
كبير ومصنوع من الجلد لكحل
و مربوط ب سير غليض كيف لحبل
وصوتو كيف الرعد يهز الجبل
و واحد النهار...
كانت أم سعد كٌالسة تطرز قفطان
و بّاه مسنّد على عكّازو
يرسم لوحة فرسان
وسعد الصغير ب قلامو
يخطط عل الحيطان
يرسم طيور مربوطة ب خيطان
حتى تّسمع صوت رصاص يصمّك لودان
هرّس البيبان
زعزع لمكان
و أم سعد من خوفها عل الصغير
شدّات فمّو ب منديل راسها
وخبّاتو تحت السرير
قالت لو : يا ولدي، لا تزوّل لكمامة
لا تصرخ
ولا تخرج مهما يصير
ضل سعد مرعوب، يسمع
ما عارف آش كيوقع
يسمع غوات امّو وهي ترغب و تتضرّع
ويسمع بّاه وهوّا يتوجّع
وف لحضة تجمّد ف مكانو
موسّد لرض والسباط لكبير قريب من عيانو
تدكّر حكايات الجدة
عل الغول كبير الفردة
قال مع بالو: هادا سبّاط الغول لكبير
اكبر من راس سعد الصغير
آشنو جا يدير ؟
ضل سعد يترعش ويرقب
و غوات امّو و بّاه ف ودانو يتقب
و الشوف من كترة دموعو تضبّب
باغي يصرخ وصوتو محبوس ف فمّو
هادا الغول و ولادو
جايين ياكلو بّاه ومُّو
شدّوهم من رجليهم
وجرجرو كل واحد ف دمّو
وسعد المرعوب مكمّش
كيف الجنين ف كرش مّو
راح الصوت
و عمّ الصمت
وبقى سعد وحدو يفكّر
واش هادا هوّا الموت ؟
و كيف عامل الموت ؟
واش هوا لغوات و التّصرصير ؟
ولاّ الدم لغزير ؟
ولاّ سبّاط الغول لكبير ؟
بقوّة الصّدمة
غاب سعد وعليه تّغمى
حتّى لقى راسو فحجر جدّاتو تفيّق فيه
و دموعها سخونة تقطر عليه
بدا سعد الصغير يترعّد
و دموعو تسيل من عينيه
و الجدة تهدّن فيه
كان يتكلّم ب خوف شديد ويقول:
شفتو يا جدّة، سبّاط الغول
شفتو ب عينيّا
كان ياكل امّي و بويا
واش مشى بحالو
ولاّ غادي يرجع ليّا ؟
كلاهم يا جدّة و ما كلاني
واش حيت شافهم و ما شافني ؟
حيت امّي كانت تحت السرير مخبّياني
واش مشى بحالو ولاّ غادي يرجع تاني؟
واش مشى بحالو ولاّ غادي يرجع تاني؟
وغاب سعد على وعيو وهو يردّد :
واش غادي يرجع تاني؟
واش غادي يرجع تاني؟
واش غادي يرجع تاني؟
هادا سعد واحد من بين شلاّ سعود
و ف من يا ترى غادي يجي العود؟
نطلبو من الله الحب و السلام يعود
ــ سعاد فائز ــ
23 يوليو 2012