على شاطئ الذكريات
وقفت على
شاطئ الذكريات
نصبت خيمتي على الرمال
أحتمى بها من وهج
لايُبقى ولايذر
استعدت صور حياتى
منذ ميلادي
حتى اللحظة
مابين فرحة وحزن عشت
أطياف الرضى تحلق حولي
وسعير الشكوى
يتناثر من حولي
وُلدت لأبوين كريمين
جاهدا في تربيتى
وتلقيني مبادئ الخلق القويم
لم يدخرا وسعاً في ذلك
جدي لأمى كان عالماً مجاهداً
رفض الإنحناء للسلطان
والأكل على موائد أصحاب النفوذ
كان هذا أول درس
تعلمته في حياتى
أن أعتز بكرامتي
وأن لا أنحني لظالم
ثم كان الدرس الثاني
حيث صودرت
أموالنا بغير حق
وسُجن والدى
بغير ذنب جناه
إلا وقوفه فى وجه الطغاة
وقوله كلمة الحق
فى زمن تكالب فيه الناس
على المغانم
والتزلف للسلطان
بكل وسيلة
تعلمت من هذا الدرس
أن أغلى شيئ فى
الحياة هو
الحرية
فإذا خسرها الإنسان
خسر كل شيئ
تعلمت قيمة الصمود
وقيمة الدفاع عن الرأي
واحترام الرأى الآخر
كانت أمى رحمها الله تشجعنى
وتمنحني من عطفها وحكمتها الكثير
جعلتنى رب الأسرة
حين غياب أبي
منحتنى حب العلم
والمثابرة على التعلم
وكان الدرس الثالث
عندما التحقت بالخدمة العسكرية
جنديا في جيش بلادى
و ضحيت بعمري فى
حرب الأعداء
وقهرنا العدو لأول مرة
ومن هذا تعلمت قيمة
الجهاد فى سبيل الله
وأن الأعداء يخشون المواجهة
متى صدقت النية
وانعقد العزم
ثم كانت رحلة الغربة بعد
أن ضاقت بي السبل
في بلدي
وفيها عرفت قيمة بلدي
تعلمت
الكثير والكثير مما
كنت أجهل
تعلمت الصبر فى طلب الرزق
والتعامل مع من يختلفون عنا
فى التكوين النفسي
والحضاري
آليت على نفسي
أن أكون سفيراً لوطني
أرفع راياته
ومن وحى الغربة
تنامت ملكة الشعر والكتابة
وأصبحت عادة شبه يومية
أمارسها لأحطم كل العوائق أمامي
في سبيل النجاح
والأن وسفينة الرحيل توشك على الرسو
فى موانئ الحياة
أقف متفكراً فيما مضى
من العمر
أنظر إلى السلبيات
والإيجابيات
بنظرة صارمةلعلى أفيد أحداً من بعدي
وأسجد لله شكرا
على نعمه ظاهرة وباطنة
التى حباني بها
أشعر بالراحة والرضى
أحلق فى سماء الذكريات
وأبحر في أعماق
النفس
لأستخلص امنها الثمار
لعلي أصل إليها
لعلي