قلب أبي
لغــيرِ الله ما أحــــنيتُ هامــــا
لغــيرِ الحـــبِ لمْ أكتــبْ كلاما
وما في القلبِ إلا نبــضُ شوقٍ
على دربِ المنى يمضى لزاما
رضيتُ بما يظــنُ الناسُ وهماً
وأســعدُ ما أكــونُ إذا تنـــــامي
حروفي منْ رحيق ِالنورِ أجنى
وشعري كمْ بطيفِ الحسنِ هاما
مســـيري للأمـــــامِ بلا رجوعٍ
وقلبـــي في الربي العـــليا أقاما
تؤرقــني همــومُ النـــــفسِ حيناً
وحيــناَ للـــعلا أمــــــضى إماما
وكمْ أُوذيـــتُ من إلـــفٍ قريــبٍ
وكم ْلاقــيتُ في دربـــــي اتهاما
وبعــضُ النــاسٍ يحــــسدني لأني
أغذُ الســيرَ في دربِ النـــــشامى
وكمْ عانيـــتُ من قومي جُـــحودا
وكمْ واجهـــتُ في الدنـــيا ســهاما
بقلــبي غُصــةٌ من فرطِ جــــــهلي
ولــولا الله أرخــــــــيتُ الزمـاما
تجـــرعتُ الهـــمومَ ولسـتُ أشكو
وكــمْ بددتُ في أفـــــــــقي ظلاما
علِمـــتُ النــاسَ بعضــــهمُ جهولٌ
وبعــضُ الخـــلقِ في الدنيا تسامى
أعيـــشُ على رجـــــاءٍ ليس يخبو
وأحـــفظُ ود أصــــــحابي القدامى
وأعفو عن جـــهولٍ لــــيس يدرى
إلام العـــفو يا قلـــــــــــــبي إلاما؟
وما أشــــكو من الدنـــــــــيا ولكن
ألوم الظــــالمــــينَ ومن تعـــــامى
وأشـــدو كالــــطيورِ وفي ضلوعي
رفيـــفُ النـــورِ يمنـــــحني سلاما
إلهـــي فامـــــنحْ الملــــــتاعَ حُـــبا
فإن القـــلبَ قدْ أضـــــــحى حُطاما
إذا مـــا دقَ يطــــعُنه رفـــــــيــــقٌ
فيـــَــبقى في ثيـــــــــابِ الهم ِعاما
أقاومُ ما استــــــطعتُ ولا أبـــــالى
وأصـــمدُ رغـــمَ إيـــحاءِ النــدامى
شــــعوري لا يعــكرُه جـــــــــهولٌ
ولو لاقــــيتُ من غِـــرٍ صـِـــــداما
وأنثــــرُ بين أشــــــــعاري زهورا
ولا أُبـــدى إلي دهــــــري سـِــقاما
وأعـــلمُ أن رزقــــي ســـوفَ يـأتي
ولو كـان الفـــــناءُ له قــــَـــــــواما
وعمــــري لــــــــــيس يُنقصه عدوٌ
فــكمْ واجــــهتُ في عــمري حُساما
ســـأحــيا في ســلامٍ طـــولَ عمري
وأُبقـــى بين أضــلاعي غـــــــراما
سأمــضى ما حيـيتُ أصوغُ شعري
ولســتُ ألـــومُ مـنْ أغْـــــفى ونـاما
عبد القادر الحسيني