المدينة : الدار البضاءعدد المساهمات : 502معدل النشاط : 652تاريخ التسجيل : 23/07/2010الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 23 يوليو - 2:32
هذه الجدران الحمراء لطخته بحمرتها.. و كأنها عروس مخضبة بالحناء ترمي بأكفها لاحتضان أي غريب عن حمرتها و حتى من كان البياض قد عشش في دواخله.. كانت الشمس قد ابتعدت عن وسط السماء مقتربة من بوابة الغروب.. حينما وضع كرسيه العتيق المصنوع من الدوم.. و بجانبه عكازه الذي أكل ظهر الأرض نصفه الأسفل.. و اصفرت قبضته من كثرة معانقة يده المعروقة لها.. حمل العكاز.. و راح يرسم دائرة وهمية و ينطق بكلمات تخرج منغومة من حلقه الذي لا يزال يحتفظ ببعض من ذكريات الشباب.. الشمس لفحت سحنته السمراء و طاقيته المراكشية تزين بألوانها صلعته.. و ابتسامته المضيئة تخفي تلك التجاعيد التي تتقاطع على صفحة وجهه.. و تخفي أيضا الثمانين سنة التي يؤرخ لها سنة "اللي ما قرقب عليها سوارت الرباح دعيتو الله" "اللي هز يديه الله يهز علامو" هي مصطلحات كانت مقرونة باسمه أبا العربي تخرج متهكمة حاملة بعض الوعيد المازح.. كانت الأزلية و العنترية و سيف ذي اليزن و حديدان لحرامي و ... قصص تخرج من عروقه بتلقائية ولدها التكرار و الاعتياد هو هنا منذ أربعين سنة يستقبل الوجوه التي تحمل السيف في وجه الزمن.. و يمنح ابتسامته للوجوه البيضاء و الخصلات الشقراء و مختلف الألوان.. كان يقول بأن ساحة جامع لفنا مثل دلتا تلتقي عندها جميع الألوان.. كان يقولها و ابتسامته تأخذ أكبر حيز من وجهه.. كان يقول أيضا بأنه منذ صغره ترعرع هنا و شب بين نسمات هذه الساحة.. و يقتات من تلك الدراهم التي يحصدها جزاء حكاياته.. لا يريد لا بطاقة و لا "باضج" لدرجة أن أصبح جزءا من هذه الساحة.. مثل الكتبية و السمارين و القصابين و أركانة.. و لكن الآن و هو في هذه السن.. و هو ينظر بتلك العينين الغائرتين اللتين تنبئان عن ذكاء خبى بريقه و فطنة غابت زهورها.. لا يريد مد يده ابتغاء الصدقة.. يريد أن يبيع حكاياته و رواياته المليئة بالحكمة.. و لكن صوته أيضا خانه.. بدأت الشمس تغيب و أنوار جامع لفنا تشع لتتقوس على إثرها نظراته التي تفر منها الحسرة.. وابتسامته تزداد اتساعا تتقطر منها ومائض خيبة أمل.. لأنه يرى أن زمنه قد ولى وشبابه راح مع مجرى الحكايات.. و لن يحصل أبدا على أي معاش يريح جسده الذي التصقت أضلعه بهذه الساحة منذ أكثر من أربعين سنة.
فتيحة رشاد مراقبة
المدينة : الدار البيضاءعدد المساهمات : 3218معدل النشاط : 3895تاريخ التسجيل : 08/07/2010العمر : 60الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 23 يوليو - 11:46
اربعين سنة من الحكايات اربعين سنة الم واهات اربعين سنة يعيش من دون مبالات الزمن راح والعمر ولى وهاهو الان يحمل عمره ويحمل معه ثقل الايام دهب الشباب وجاء المشيب فهل لهؤلاء في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من نصيب
والله اخي انه لامر يحير العقول وهو حمل على كل مسؤول تحياتي لك ولاهتمامك
سعيد محمودي المدير العام
المدينة : الدار البيضاءعدد المساهمات : 7236معدل النشاط : 12091تاريخ التسجيل : 08/12/2009الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 23 يوليو - 18:57
أخي وأستادي الفاضل مصطفى لهروب
مرحبا بك أستاذي في منتداك
لن نمل من قصصك ولو بقيت معنا أربعين عاما تحكي لنا قصصك
أجمل التحيات
مصطفى لهروب مراقب عام سابق
المدينة : الدار البضاءعدد المساهمات : 502معدل النشاط : 652تاريخ التسجيل : 23/07/2010الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 23 يوليو - 23:25
الراقية فتيحة رشاد.. في عالمنا هذا هناك من يحترق لكي يظهر لنا قبسا من نور يضيء طريقنا الحالكة الكالحة.. وهناك من يضيع شبابه مع مجرى الحكايات كي يدخل بعض السعادة الى أفئدتنا المهترئة.. ولكن مهما حاولنا أن نعوضهم فلن نستطيع ذلك.. حاولت بهذا النص أن ألامس بعض الأشياء الواضحة على مقربة من مضع أقدامنا المختفية عن بعض العيون التي لا تريد أن تراها.. دام ألقك سيدتي
مصطفى لهروب مراقب عام سابق
المدينة : الدار البضاءعدد المساهمات : 502معدل النشاط : 652تاريخ التسجيل : 23/07/2010الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 23 يوليو - 23:31
المتميز سعيد محمودي.. شكرا لك على الترحاب الكريم وأتمنى ألا تمل قصصي وحكاياتي وأشعاري وأطال الله عمرك أيها البهي
عبد الرحمن الوادي مراقب ركن خلجات سردية
المدينة : خريبكةعدد المساهمات : 606معدل النشاط : 799تاريخ التسجيل : 23/05/2011الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الأربعاء 23 مايو - 14:35
جميل. خبى/خبا
مع تحياتي.
زايد التجاني عضو فعال
المدينة : ميدلت عدد المساهمات : 132معدل النشاط : 141تاريخ التسجيل : 29/11/2011الموقع : dawawin.forum.st
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الجمعة 1 يونيو - 21:59
القاص لهروب
هي نهاية موجعة فعلا لرجل أمضى حياته يسلي الناس ويملأ حياتهم بما لذ وطاب من الحكايات الجميلة ، وهي الحكايات التي كانت لها قيمة نفسية كبيرة خاصة وانه لم يظهر التلفاز واالفيديو وغيرذلك مما يروح عن النفس ويقدم الفرجة الممتعة..
نص أدبي جميل أسلوب سلس وأحداث مشوقة
فقط لم لم تقل : أربعون سنة من الحكايات ؟ لم النصب ؟
كل الود.
دنيا أحمد علي عضو نشيط
المدينة : القنيطرة عدد المساهمات : 65معدل النشاط : 104تاريخ التسجيل : 15/07/2012الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات السبت 21 يوليو - 18:30
القاص المتمكن
أخي مصطفى لهروب
احتيال جميل في رسم الدهشة بألوانها على محيانا
سرد محكم و دقة في انتقاء المفردات الراقية
التي من شأنها اضافة مسحة الذوق الرفيع
و الاحترافية العالية في السرد
راقني جدا أسلوبكـ
لاشكـ أنني سأتردد كثيرا لزيارة متصفحكـ
لعلي أرتقي ولو قليلا..
فمجاورة السعيد تجعل من التعيس سعيدا
مودة بيضاء
الحسن ولدالمسكين مراقب
المدينة : الدار اللبيضاء عدد المساهمات : 1506معدل النشاط : 2781تاريخ التسجيل : 25/02/2011العمر : 51الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: أربعين سنة من الحكايات الثلاثاء 24 يوليو - 14:55
الاخ الفاضل مصطفى لهروب موضوع في قمة الروعة طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق