يومي 19 ـ 20ماي 2012
نظم الاتحاد المغربي للزجل بمدينة تيفلت يومي 19 ـ 20 ماي 2012 مهرجانه الوطني الأول للزجالين الشباب و ذلك تحت شعار : " شبابنا و الزجل ...رهان لترسيخ خصوصية هويتنا " ،فكان المهرجان بحق عرسا زجليا شبابيا بكل المقاييس ،و كانت مدينة تيفلت عروسا اعتلت هودج الحرف الراقي ،و قد زينها شبابها بدعم من الرموز الثقافية و الزجلية أجمل زينة ،هي مساحيق القصيدة بكل ألوان الطيف و أشكال الابداع البهي .
شباب بطعم الزجل و زجل بطعم الشباب حجوا إلى مهرجانهم الوطني الأول كي يعطوا بالدليل الابداعي أن القصيدة الزجلية الحداثية بألف خير ،جاءوا إلى عاصمة الزجل المغربي كي يربطوا الحاضر بالماضي ،حاضر القصيدة بتواجد خيرة الأسماء الشابة ،و الماضي بتواجد و حضور أسماء يشهد لها رصيدها و حضورها بالريادة " أحمد لمسيح ـ ادريس أمغار مسناوي ـ احميدة بلبالي ـ ادريس ابن العطار ـ محمد عزيز بنسعد ـ ادريس الزاوي ـ عبد الرحيم باطما ـ محمد الراشق ـ عزيز غالي ـ عبد الرحيم لقلع ـ أمينة الخياطي ـ مليكة أمصاد ـ الزجال الأمازيغي عبد الواحد ـ أحمد بنزها ـ علي مفتاح ـ محمد مومر " فكل هذه الأسماء استمعت و استمتعت و خلصت بأن الزجل المغربي من حقه أن يرفع رأسه في شموخ و أن يجهر بفخر و اعتزاز و يقول بالصوت العالي ،أن شباب الزجل هو حاضره و مستقبله ،يحملون هم القصيدة و يسكنهم قلق الإبداع ،يترجمونه عبر كتاباتهم بمعاجم و تصورات و إن اختلفت فيما بينهم لكن يوحدهم هم الحداثة الشعرية ،شباب علمنا كيف ننصت لنبض الشعر في وجهه العامي ،علمنا كيف هو السبيل إلى اقتسام متعة و لذة النص الزجلي بشيء من العشق الآسر ،كنت فرسانا و عرفتم كيف تذيبوا السبق العمري الذي يباعد بيننا ،فخر لنا جميعا أن شبابا من طينتكم الابداعية انتسابهم لحقل إبداعنا المشترك ،هنيئا لنا بكم و هنيئا للزجل بتواجد وجوها تستمد اشراقتها من برزخ الابداع المتوحد بالجمال .
فالمهرجان كان سبقا ثقافيا بكل المقاييس فمن التنظيم إلى التسيير مرورا بالتنشيط ثم التنظير ،كان من توقيع شباب عاهدوا الزجل على الإخلاص لرسالته ،سعاد ميلي " لمة لمحبة " يونس تهوش " ونيس ف حرقة لمعاني " وجهان لوجه واحد يختصر بتقاسيمه كل تلوينات الإبداع و هو | هي يرتمي في حضن جمال الكلمات ،عرفا بتسييرهما المتناغم كيف يسموان بنا و بكل فقرات المهرجان إلى علياء المتعة و الإمتاع ،فكانت الفقرة الأولى على موعد مع كلمة الاتحاد المغربي للزجل و التي ألقاها السيد الرئيس محمد مومر ،و قد كانت في مجملها كلمة عرفان و امتنان لرجلين اثنين ،و أما الأول فلولاه و لولا إصراره و دعمه ، لولا إيمانه بان مستقبل الزجل في شبابه لما كان هذا المهرجان إنه الأول في كل المبادرات التي قد تفيد معالي الزجل و سيدتي و مولاتي القصيدة ،الأول في تعليمنا دروس الانسانية و كذا دروس الانحناء للزجل كي يعبر بنا و به إلى ضفة الارتقاء ،إنه زجالنا الكبير ادريس أمغار مسناوي ،و أما الثاني فقد عرف كيف ينفذ إلى قلوبنا لما قدمه أولا للزجل المغربي ،ثم لإنسانيته التي لا حدود لها ،و لكل هذه الأشياء قال سي محمد مومر رئيس " اخترنا أن تحمل هذه الدورة اسمه " إنه الزجال المقتدر الخدوم " ادريس الزاوي " ،ثم كان الحضور بعد ذلك على موعد مع الزجل ،فكان للمنصة حق أن تحظى بشرف حملها لأجساد شبا عاهدوا الإبداعية الشعرية على أن يحملونها إلينا بكل صدق و بجمالية الإلقاء " الزجال عبد الحق بوشفر ـ الزجال أمين الراشق ـ الزجالة سعاد ميلي ـ الزجالة دليلة فخري " . و عبر تساؤل مشروع حمل توقيع الزجال المقتدر ادريس بن العطار و كذا صديقه في درب الكلمة الزجال الجميل عزيز غالي الذي صاحبه إيقاعيا في إيصال السؤال و أبعاده " الخاوة يا الخاوة ... واش باقي فينا ما يتداوى ؟ " أبى ادريس الحمري إلا أن يحتفي بادريس التيفلتي و يتقاسم معه و مع شباب المهرجان حرقة أسئلة الكتابة و ما تحمله إلينا من أجوبة ممكنة ،فكان الجواب عن سؤاله مرسوما على محيى كل الوجوه الحاضرة : " نعم أكيد ،بتواجد كل هذه الوجوه الشابة التي اختارت الزجل كمنفى إبداعي طوعي ،أو لنقل اختارها الزجل كمنفى قسري ، " نعم يا الخاوة بتواجد و حضور هذه الوجوه الشابة ،نعم أكيد مازال باقي فينا ما يتداوى " . ثم كان الحضور على موعد مع الفقرة الثانية من القراءات ،و هكذا استمتعنا بقصائد لكل من " الزجال ادريس فكري ـ الزجال يونس تهوش ـ الزجال عادل لطفي ـ الزجال أحمد السبتي " ،بحيث بلغت المتعة ذروتها و اللذة أقصى مداها ،فشباب الزجل في مهرجانهم الوطني كانوا بصدق القول و بشهادة الجميع مفخرة زجلنا المغربي ،هم "عكاز طريق الزجل " هم الرهان هم المستقبل هم البريق هم الأمل .
و جاءت لحظة الاحتفاء و التكريم الذي عكس بصدق مكانة المحتفى به عند أصدقائه و ذويه في القرابة الزجلية ،شهادات في حق المحتفى به ،و قد نسجت كلماتها من خيوط المحبة و صدق القول ،و مرة أخرى يطل علينا " كبير المقام " الزجال ادريس أمغار مسناوي بفيض إنسانيته و بكرم و سخاء نبله جوده و عطاءه ،فكانت شهادته في حق ادريس الزاوي الانسان و الزجال ،شهادة تقييمية لمواقف الرجل و لمبادئه التي ظلت تؤثت فضاء شخصيته على مسار حضورها الوازن و الفاعل في الحقل الزجلي المغربي ،ثم جاءت شهادة الزجال ادريس بن العطار ،لصدقها استطاعت أن تنفذ و تنسل إلى أقصى نقطة ضعف ادريس الزاوي الانسان ،فترجم تفاعله إلى دموع ،لم يستطع معها بعض الحاضرين أن يصد عدواها . و لمحمد عزيز بنسعد سلطته و سلطانه على كل متلقيه ،يعيد على الحضور ترتيب خارطة علاقته بالرجل ،يرسمها إلينا من خلال شهادة جاءت وفق مبدأ الانسان في علاقته أولا بإنسانيته ،ثم في علاقته بمواقفه التي كانت حسب الرؤية البنسعدية تقتفي أثر من استلهموا مواقفهم من الثبات الراسخ الذي لم و لن يتزحزح قيظ أنملة عن الرأي |الموقف ،شهادته أخرجت أيادينا التي كانت قد استعذبت حيادها و منفاها نحو قصور وظيفتها ،التحمت اليد باليد في تصفيق يستمد إيقاعاته من نبضات قلوب أغرقتها كلمات الشهادة في بحور التأثر . محمد شيكي و بأسلوبه الشعري الذي يغترف من الجمال ألوانا و من البهاء أشكالا ،و هو الذي يفرد للمحتفى به جناحا داخل قلبه ،كانت كلمته عنوانا لصداقة من الصدق تنحدر و إلى الوفاء تنتسب . و أبى الزجال عبد الرحيم باطما سليل بيت الفن و الزجل إلا أن يشاركنا فرحة الاحتفاء بادريس الزاوي ،فكانت شهادته في حجم المحتفى به ،نحتت للحاضرين تقاسيم إنسانيته الغارقة في طيبوبتها و نبلها .و شهادة أخرى حملت توقيع صديق الدراسة و رفيق درب الابداع الدكتور عبد الالاه الرابحي ،الذي سافر بنا و بالمكرم إلى مشارف ذاكرة طفولتهما المشاكسة و كذا اقتسامهما معا محبرة من طاولة كانت شاهدة على بزوغ أولى نزعتهما الأدبية و العلمية .و اما عائلة بن العيدي ممثلة في الشاعر الامازيغي عبد الواحد و زوجته الزجالة أمينة الخياطي ،كانت هدية الأول قصيدة أمازيغية كان لها الوقع الخاص على كل الحاضرين ،و أما الثانية فقد كانت قصيدة زجلية حملت أصدق مشاعر الإيخاء و التقدير لزجال استطاع ان يراكم بصدقه صداقات يطبعها الوفاء و التقدير المشترك . و نيابة عن كل الزجالين الشباب صوت يحمل في نبراته صدق القول و خجل العظماء ،إنه ادريس فكري صديق الزاوي ، و الذي جاءت كلمته تحمل كل عبارات التقدير و الاحترام لانسان كرس حياته المهنية و الادبية خدمة للحرف و للسلوك الإنساني .
و خلال حفل توزيع الهدايا يجب أن نعترف بصدق ما نحمله للزاوي الانسان من حب و تقدير أنه الزاوي نفسه كان خير هدية لزجلنا المغربي،و قد انبرى من وسط الجمع اسم له وزنه و حضوره بل وحده يختزل تاريخ الزجل المغربي ،إنه الرائد أحمد لمسيح الذي كان لحضوره وقعه الخاص ،و أضفى على مهرجان الشباب لمسة بسحر مميز ،و كانت كلمته قد أعطت الدليل أن الزجل المغربي بتواجد مثل هؤلاء الشباب لا خوف عليه و هم يزجلون .
و خلال اليوم الثاني من المهرجان الأول للزجالين الشباب ،كان الحضور على موعد مع ندوة علمية في موضوع : " الصورة النموذج في الزجل المغربي المعاصر .. ملاحظات في تجربة الشباب " و قد ألقاها باقتدار و تميز الناقد الشاب يونس تهوش ،و قد أدارت الندوة الزجالة سعاد ميلي و الزجال عادل لطفي.
هنيئا لنا بشبابنا و هنيئا للاتحاد المغربي للزجل بكل هذه الوجوه العاشقة و المخلصة للزجل ،شكرا لكل من ساند و دعم هذا المشروع ،شكرا لكل الجمعيات الثقافية بمدينة تيفلت على سندها ، شكرا سي ادريس أمغار مسناوي على دعمه للمهرجان ، و بقلوب تحبكم نقول لكم : " سعداتنا بهاذ اليوم ... اللي جانا قبل من غدا "
علي مفتاح
الكاتب العام