عرفت الخزانة الصبيحية بسلا يومه السبت 26 ماي 2012. أمسية ثقافية ضمت فقرات متنوعة خصت جنسين أدبيين يشكلان دعامتين أساسيتين؛ وقاطرة لباقي الفنون ؛ وفقرة فنية غنائية روحت على نفوس الحضور من خلال الرحلة بهم عبر النغم والصوت .
ارتأت " جمعية سلا للشعر والزجل "؛ من خلال هذا الحدث أن تحتفي بالشاعر والناقد د أحمد زنيبر والشاعرة فاطمة الزهراء أمسكين ؛ من خلال قراءات شعرية وشهادات لثلة من الشواعر والشعراء. كما كان للشاعر زنيبر نصيب في إلقاء قريض له بعنوان :سيدة المكان من ديوانه " نبيذ الحواس" ضمن فعاليات أمسيتها الثقافية باعتباره شاعرا وفاعلا جمعويا من جهة ؛ وباعتباره أيضا يتوفر على رصيد كمي من المؤلفات. فله ديوان " أطياف مائية " ومؤلف " عتبات التناص في القصيدة المغربية " وديوان : " قبعة الساحر " ودراسة نقدية لمجموعة قصصية لادريس الخوري ؛ ومؤلف : " مديح الصدى في دراسات الغرب الإسلامي"؛ وقراءة نقدية لديوان : " على انفراد" للشاعر حسن نجمي بعنوان :" مديح العزلة" .. كما كان للشاعرة فاطمة الزهراء أمسكين صاحبة الكلمة الجزلة ؛ والرسالة المشفرة نصيب من خلال قراءة لشذرات من ديوانها : " الكلام النهائي " في لحظة زهو و احتفاء.
كما تضمنت فقرة المسرح توقيع كتاب ذ عبدالإله بنهدار الكاتب المتعدد ؛ والسيناريست المتفرد ؛ والمؤرخ الحكواتي كما وصفه د عبدالكريم برشيد الذي يقول في تقديمه للكتاب " المسرحية" الروكي " بوحمارة" : في زمن تنتشر فيه إشاعة موت المؤلف المسرحي ؛ يظهر أكثر من مؤلف مسرحي ؛ وتظهر مواهب جميلة ونبيلة في الكتابة الدرامية ؛ ولا أحد يمكن أي يجهل دلالة ومعنى هذا الحدث ؛ وذلك لأن ظهور كاتب مسرحي ؛ هو حدث استثنائي بكل المقاييس ؛ ولهذا أمكن لنا القول :
ـ إن مولد كاتب مسرحي جديد ؛ يعادل اليوم مولد شاعر في ذلك اليوم القديم الذي كان . ومع أكذوبة نهاية الكتابة بالكلمات والعبارات ؛ وبالإشارات والحوارات ؛ يتأكد اليوم ظهور كتابة مسرحية جديدة ؛ كتابة بروح جديدة ؛ وبرؤية جديدة ؛ وبتقنيات مسرحية جديدة ؛ وهذه الكتابة؛ هي التي لم يقرأها النقد المسرحي بعد ؛ ربما لأنه غائب ؛ أو لأنه في غيبوبة ؛ أو لأنه لا يقرأ .
ومع انتشار ظاهرة الاقتباس؛ والتي هي عنوان الكسل الفكري والجمالي بكل تأكيد ؛ وع ظاهرة الاختفاء وراء اسم الإعداد والتوليف وخلف اسم المغربة والأدرمة ؛ يؤكد المسرح المغربي اليوم ؛ ومع وجود أسماء جديدة شابة ؛ على أن الكتابة المسرحية المغربية؛ ماوالت بخير ؛ وأنها مازالت قادرة على العطاء ؛ وعلى التجديد والتجدد ؛ وعلى أن تواكب التغيرات الفكرية والاجتماعية والسياسية في العالم.
شارك في تنشيط الصالون الأدبي الذي أشرفت على تقديم فقراته المبدعة الشاعرة ريحانة بشير باعتبارها رئيسة للجمعية المنظمة لهذا النشاط. كل من :الشاعر الغنائي أحمد التاغي؛ و الشاعرة مليكة معطاوي؛ والشاعرة فاتحة اليعقوبي ؛ والناقدة خديجة شاكر التي قدمت قراءة نقدية للكتاب "المسرحية" الروكي (بوحمارة) ؛ والزجالة سعاد ميلي ؛ والشاعر العراقي خالد الخفاجي ؛ والشاعر والناقد محمد أخريف ؛ وذ عبدالخالق العمراوي...
بحضورالعديد من الشواعر والشعراء ؛ و نخبة من المبدعين والإعلاميين الذين أثثوا فضاء الخزانة الصبيحية ؛ التي ضمت نفائس الذخائر من الكتب بين رفوفها. وقد أسبغ الفضاء المحتضن لهذا النشاط الثقافي جمالية فنية ؛ تداخل فيها الفني بالشاعري؛ والروحي بالمسرحي.. مما جعل الحواس تنتعش من نبيذ فعل الموسيقى التي خلفها قول الشعر ؛ وأنغام آلة العود التي أتحف بها الجمهور كل من الفنانين عمر أجبون و محمد بنهمو ؛ رفقة صوتين كلثوميين مميزين لكلتا الفنانتين المتألقتين الشابتين : ماجدة بلمعطي و حسناء رماد