اى المدن الليبية أحوج إلى المصالحة الوطنية ,,,,,آالاترون سيداتى سادتى اننا نعيش فى علاقة مشوهة مع انفسنا !!!!!! واستميحكم العذر سادتى قد اكون بالغت او استخدمت تعبيرات قاسية ولكنها لاتفتقر الى الصدق على اية حال .
يجب علينا نحن الليبيين أن نعيش لحظة المواجهة مع النفس أولا, نعم المواجهة مع النفس من اجل المصالحة بكل مراحلها الفردية والعشائرية والقبلية.... قال الله تعالى في كتابة العزيز ((بسم الله الرحمن الرحيم:ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) صدق الله العظيم .
لتكن لدينا الشجاعة لنعترف إننا نعيش في صراع مع موروثات أربعة عقود من التعصب والقبلية والجهوية التي نفخ أوارها ذلك المخلوق (سيء الذكر) وزبانيته الساقطون من ذاكره العفة والخلق الحسن.....لقد عشنا في تلك الفترة العفنة خليط من النقائض والأضداد التى شاركت في تفكيك النسيج الاجتماعي للعائلة الليبية.
...وأقول كيف لنا أن نتجاوز هذا الكم من السلبيات ت في حياتنا؟
لقد اثبت المواطن الليبي_ولا شك في ذلك_ القدرة على التضحية بالنفس,,, ولكن ما قيمة هذه القدرة إذا لم تصاحبها القدرة على إعادة بناء النفس واللافت إن قدرة الليبي على التضحية بالنفس عظيمة كما أسلفت ولكن ماذا عن قدرتنا على البناء في معركة الحضارة التي نعول عليها في نهاية حرب استنزفت منا شيبا وشبابا وأطفالا ومدنا,,,,, وببساطة شديدة لقد عشنا حربا استنزفت البنية التحتية لبلادنا, وتطاولت إلى هدم جزء من وجداننا, ونجحت بالى حد كبير في تعطيل قدرتنا على الاستمتاع بالفرح والابتهاج.
إن اليابان حسمت أمرها بعد (هيروشيما) وقررت إن تبنى اليابان القوية المعاصرة, يابان المعجزة الاقتصادية....إنها تضحية العمل المنظم وإعادة البناء الشامل,,, وهذا ما نحتاجه.
...ونحن الليبيون علينا تقبل الغير من المواطنين في الوطن الواحد لبعضهم البعض والتعايش والتحاور والتسامح وهو الشرط الاساسى في المصالحة الوطنية!!!!! فكيف لنا أن نعايش الأخر ونحاوره_وأعنى بالأخر من ينتمي إلى قوميات وديانات اخرى إذ لم نستطع أن نتحاور مع بعضنا البعض,,,, كيف لنا أن نفتح صفحة جديدة في علاقتنا مع دول شقيقة ومجاورة كالجزائر مثلا ونطوى صفحة الماضي الأليم بلا رجعة إذا لم نستطع أن نرأب الصدع الكبير بين مدينتين ليبيتين متجاورتين وأعنى يهما مصراتة وتاورغاء مثلا.
ما أحوج الليبيين إلى التآلف بمختلف شرائحهم:عربي وامازيغى وتارقى وتباوي..... إن العصبية القبلية والجهوية لا يمكن ان تكون قاعدة مرجعية لمجتمعنا المسلم الوسطى, وإذا استفحلت هذه العنصرية الجهوية: هذا غرباوى وهذا شرقاوي وهذا فزاني وهذا عائد من المهجر,,,,, وطغت في التعامل الوطني فلا مناص لنا من خيارين أحلاهما مر:إما استبداد عصبية على غيرها بالقوة, وإما الحرب الأهلية وتحلل الوطن والدولة_والعياذ بالله_
إذن علينا نحن الليبيين أن نضع النقاط على الحروف ونعيد للغائب منطوقة المغيب آلا انعم بالمحبة والتراحم والعمل من اجل اللحمة الوطنية الليبية,,,, ولا يتأتى هذا إلا بان تُصاغ سياستنا التربوية التي تدرس في مؤسساتنا التعليمية بأن توجه أبنائنا إلى إن قوة الليبيين في وحدتهم ونبذ القبلية والعصبية التي نفخ آوارها نظام خمدت ناره وانطفأ سراجه إلى غير رجعة.
((,,فالناس أعداء ماجهلوا بعضهم)) كما قال الأمام على بن أبى طالب كرم الله وجه,,, وقد خلق الله الشعوب والقبائل ليتعارفوا, فكيف يمكن لليبيين انو يقدموا أنفسهم للعالم المتمدن إذا ظلوا يقطعون أوصال هذه الذات والهوية الى قبائل وعشائر وجهويات.
و أود ان أشير هنا االى أن المنطقة الشرقية في ليبيا لم تتعرض لتمزيق اللحمة الوطنية بالقدر الكبير والمفجع مقارنة بالمنطقة الغربية والجنوبية من ليبيا الحبيبة.!!!! والسبب في ذلك إن المنطقة الشرقية برمتها أراد لها الله أن تثور ثورة رجل واحد وفى وقت واحد وتقتلع جذور ذاك النظام المتعفن بيد واحده فى حين عانت وكابدت المنطقة الغربية شهورا وشهورا فى خلع جذور نظام قمعي استطاع أن يوغل فى جبروته وز رع بذور الشقاق فى البيت الواحد والشارع الواحد بحيث تجد أهل الحي الواحد احدها شهيدا فداء للوطن والأخر مقتولا فى كتائب الطاغية لأنه ران على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فهم لا يبصرون وفى جهنم على وجوهم يكبون.
,,, ولااطيل مقالتي والله كنت لا أجد تشبيها لبقاء الطاغية إلا القمامة_أكرمكم الله_ التي كلما ازداد بقاءها كلما ازدادت العفونة وازداد التلوث وازدادت الطفيليات والجراثيم.
وأخيرا أقول وكلنا ثقة انه لن تستطيع اى قوة فى العالم أن تقف حائل دون تلاحم الليبيين وارتباطهم فلا شرقية ولا غربية ليبيا وحده وطنية,
وصدق الهام الشاعر الثائر الذي قال للطاغية المتعفن بداية ثورتنا النبيلة مخاطبا إياه(أكيده خيالك مارسملك شكل النهاية).
ولانهاية بيننا.
....(تم النشر سابقا فى صحيفة اخبار اجدابيا الليبية)