عش .. إبتسم .. ســـامح
عش بقلب محب , وإبتسم بقلب محب , وسامح بقلب محب
وحاول أن تعيش الحب بكل معانيه الدافئة وبكل بحوره الواسعة
ولا تضيق رحابه ولا تغـلق أبوابه
ولا تستنكر أصحابه
فـدقيقة واحدة تعيشها
وقد صفا قلبكـ على كل الناس
وسما فيك الإحساس
فهي دقيقة توزن بالذهب
ولكلمة حلوة تخرج من لسان محب
وتستقر في قلبـــ محب
لهي أفضل من كل هدايا العالم
ولإنسان تشعر معه بالصدق
وتطير معه في رحاب المودة
لهو أفضل من كل ملايين البشر
وللحظة تحياها روحك تنبض بالخير
لهي لحظة
تشفيك من كل أمراض
وتبعد عنكـــ الوحدة
وتزرع لكـــ أمل جديد
فالحياة أوسع
من أن نضيقها بالهموم والدموع
والقلوبـــ أطهر
من أن نلوثها بالكره والضغينة
الحــبـــ
أعظممن أن ندفنه باللوم
والعتاب وسوء الظن
الحــبـــ
ليس بأن نعيش في أحلام الحالمين
وآهات العاشقين
فهذا ما عرف من الحب إلا قشوره
ولم يتغلغل في بحوره أو يقرأ سطوره
الحــبـــ
أن نعيش الخير بكل مدائنه وموانئه
الحــبـــ
أن تعيش طاهر القلبـــ
سليمـــ الروح
لا تجرح قلوبـــ المحبين
ولا تتجاهل قلوبـــ الأوفياء المقربين !!
رسالة مسائية
أنت تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك
إنك علام الغيوب أنت تعلم ما أبدي وما اخفي
بل إن الخافي عندك ظاهر ، فما عساي أخفي وما عساي أبين ؟؟؟
إرفعني من أفق المحسوس والمنظور إلى اللا محسوس
واللا منظور سَلّحْ عقلي بعلم المغّيبات ، وأنقذه من علم المشاهدات
والمرئيات والمحسوسات ، والمنظورات . لم يعد يرضيني سواك
صغُرت الدنيا في عيني ، تضاءلت مباهجها أمام مُغْرياتها
سحبت منها خصائصها وأُبْدِلَتْ خصائص أخرى هو ما أراه
بعين بصيرتي ولا أقوى على البوح به بلساني
ذاتُك هي ما ترضيني
هي ما أبحث عنه في معارج الأرض ومدارج الفضاء
في الآفاق المتراميات ، والسموات العاليات
تعْبتُ من البحث المحموم عنك لكني وجدتك في أصغر كائن
كما أنت موجود في أعظم كائن
في مجالي الطبيعة أراك
في هدأة السَحَر أراك
في تنفس الصبح أراك
في كفاح الموجودات من أجل الحياة أراك
في عتمة الحزن أراك
في ألق الفرح أراك
أنت أقرب إليّ من أهلي وولدي ، من أحبائي وأقراني
من مالي ومتاعي ، من كتبي وأوراقي ، هذه كلها مُعارة لي
والخيوط التي تربطني بها باتت أو هى من خيط العنكبوت
إلا رابطتي بك فإنها تستوثق لحظة بعد لحظة ، تُجدَل في حبل متين
لا يقهره ألم ولا يضعفه يأس ، ولا يجدّ منه جدار ، ولا يحتويه مكان
ولا يعبث به زمان ، إنه حبلك الممدود من لدنك وأنا أتعلق به
أرتقي بواسطته كلما قرصَتني عقارب الزمن
وقد تنزل إليَّ أنت إذا ما غشيتني غاشية من رضاك ونعمائك
فتكفيني مؤونة الصعود وتحلُّ ضيفاً كريماً على قلبي
هبني عمراً جديداً يعادل عمري الذي ضاع مني
وما زلت أبحث عنه في ثرى الأرض ، ضاع ، دُفِنَ
رحل بعيداً وحمل معه شقوتي وسقطاتي
فهب لي عمراً آخر منذ معرفتي بك أعيشه على نمط مغاير
فأطرد تفاهات الحياة وسطحيتها وسفاسفها وضحالتها
وأستضيف خلاصة الحياة ، ولُبابها وجوهرها
وأغمدها في قلبي ربيعاً فتاناً ، وعمراً فَيْناناً
لقد سئمت ما حولي ومَنْ حولي
أعيش معهم لأنه فُرِضَ عليّ أن أتواصل مع أبناء جنسي
فلست ملاكاً حتى أتواصل مع الملائكة ولستُ رسولة لأتواصل مع الرسل
لكنّ روحي مهجّرة إلى عوالم بعيدة جداً ، لا أراها لكني أحسّها
ولا أعرف طريقها إلا بواسطة القلب ، فهو وحده دليلي إليها
أسافر إليها كل حين ، أعيش حياة لا قِبَلَ للبشر بها
إلا مَنْ رحمه الله وأسبغ عليه من رحمته وفيوضاته ودلّه على طريقه
ثم أعود لأمارس الحياة المعتادة من جديد
وفي كل سفر أتجدد ، وفي كل رحلة أفقد شيئاً من خصائص ذاتي البشرية
وأكتسب خصائص جديدة أقلّ ما فيها الطهر والنقاء وأعظم ما فيها السمو والوصال
وأعلى ما فيها القرب والرضا
أعود إلى أرضي التي خجتُ منها ويداي مليئتان بالهبات
وقلبي مفعم بالأعطيات ، وروحي رقيقة دقيقة سُحبت منها كثافتها
وأخذت ترفرف في أجزاء جسمي خفيفة ، صبي ، جميل ، طري العود
غض الإهاب ، فاتن القسمات ، أنظر إليها وتنظر إليّ، أبادلها الحب وتبادلني
لأنها تعلمت منك ما هو الحب الحيّ الذي لا يبلى
بيتي هو سجني وإنطلاقي ، هو خلوتي وإتصالي ، هو الكهف الذي أتعّبد فيه
والمحراب الذي أتوجه من خلاله إليك والغار الذي يحتويني أنا وأنت
لقد كتبتُ لك هذه الرسالة المسائية تحت جُنْح الليل
والناس ساهرون ، سادرون ، يتسامرون يلهون
لكلٍ منهم حاله ، لكنَّ حالي معك لا يدركها إلا من شبَّ على حبّك
وسار على هديك ، وطمحت نفسه للوصول إليك ، فترانا - نحن القلة
عاكفين على كؤوسنا نشرب ، وعلى خمرنا نتبارى
والدنيا وراءنا لكنها تباركنا ، والكون يسامرنا
وأنوارك تنهلُّ علينا ، ورضاك يظّللنا في حياتنا الآتية إستعداداً
لحياة أبقى نستظل فيها بمظلة إيمان واسعة لا تعرف الإنغلاق أبداً
منقول شادي فلسطين