"لم ير للمتحابين الا النكاح ـالزواج ـ" النبي محمد صلوات الله عليه و سلامه
14 فبراير عيد الحب ... تعال معي أيها الصديق و أيتها الصديقة نتكلك قليلا على الحب عن سر الحياة و أصلها ، لن أكلمك بلسان رجال الدين و لا بلسان الفلاسفة ، بل سآخذك معي الا رياض المحبة .
سأكلمك عن فالنتين ... هذا القديس الذي قام بمهمة عظيمة ألا و هي الحفاظ على طهارة الحب بتزويج العشاق خفية عن الامبراطور ال\ي منع ذلك ، فأعدمه اثر مخالفته.
اذن فالاحتفال بعيد الحب هو الاحتفال بالحب السامي الروحي ... فلا يغشونك بشعارات الولاء و البراء التي لا ترفع الا لتفريق الانسانية التي جاء الاسلام لجمعها .
و اعلم أيها القارئ أنك لن تحب بصدق الا اذا أحببت الله، فنتحدت عن حب الله:
حب الله : فالله يحب لذاته و كل محبوب يأتي تبعا لمحبته... و الغريب أن الله خلقنا و بادرنا بالحب... فخلق العالمو السفلي ...و أهدانا قلوبا لنصل الى حبه ...و كان قادرا على اكراهنا على حبه لكنه قال: "لا اكراه في الدين" و الدين أصله المحبة و لن تصل الى عمقه الا اذا أحببت الخالق و كل مخلوقاته.
ثم يأتي نوع اخر من الحب ألا و هو الحب العذري:
و هذا الحب ضيعته منا الدراما و المسلسلات التي تربط الحب بكل ماهو مادي شهواني ....فهو فن أخر من الحب، وينبتق من شدة محبتك لله، فأنت ترىصفاته تتجلى على مخلوقاته فهو الجميل ... و نحن جبلنا على حب هذه الصفة لاتصافه بها سبحانه، و كلما قوي اتصالك بالله وهبك البصيرة التي ترى الجمال الحق .... جمال الروح.
فحبيبتك التي تحبها فلتجلي صفة الجمال عليها و هنا شساعة الفرق بين محب الوح و محب الجسد، فمحب الروح لا يشبع من الحب و أما محب الجسد فأي جسد يشبعه.
و الحب عندي يقوم على ثللاتة أصول:
- العفة و الاحترام و التتضحية
- فالعفة: تجعلك ترى الحبيبة ثريا... فتقدسها و تجلها.... و لا ترضى أن تكون نظرتك لها مادية يأسرها الجسد
كما قال الشاعر :
وصفوها فلم أزل علم الله ***كئيبا مستولها مستهاما
هل عليها في نظرة من جناح ***من فتى لا يزور الا لماما
حال فيها الاسلام دون هواه*** فهوى يهوى و يحفظ الاسلاما
و يميل الهوى به ثم يخشى*** أن يطيع الهوى فيلقى أثاما
الاحترام: أن تحترم الآخر ... تحترمه تواجده و فكره و نظرته و رغبته ..
التضحية : ان تفنى في الحبيبة فتتحد معها لتصير سعادتها من سعادتك و مشيئتها من مشييتك.
كما قال الحلاج:
روحي روحه و روحه روحي*** ان يشا شئت و ان شئت يشا
و لقد أرشد النبي صلوات الله عليه و سلامهالى قداسة الحب و بأنه التقاء للأرواح فقال:
"الأرواح جنود مجندة ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"
و أِشار الى أن الغاية من العلاقة مع المراة تربطها أربعة أمور: المال و النسب و الجمال و الدين ثم قال صلوات الله عليه و سلامه:" فاظفر بذات الدين تربت يداك".
و تبقى العلاقة مع المرأة هي خير و سيلة لاكتشاف الذات كما قال محمود درويش رحمه الله.
لكن كن ع\ريا في محبتك، فلا خير فيمن كدر صفوة علاقته مع اللع بعلاقة مع المحبوب
و الخير كل الخير فيمن اتحد بالمخلوق ليصلا معا للخالق..
هكذا أحتفل بعيد الحب ... بهاته القيم النبيلة و أدعوكم للاحتفال معي ...و لست ممن يغالي في التحيريم متجاهلا أ، أصل الدين محبة و لست ممن يقول "أحبك" لقضاء مآرب جسدية و نوزات حيوانية ...
كن واعيا للحب... و احب الخالق لترى بنوره فتحب جميع مخلوقاته بلا اسثتناء لا يحجبك خلفيتك الدينية العرقية و النوعية
و كل عام و قلوبكم تحب و بالف خير .