جلس أمام التلفاز حين وصوله من العمل، لم يمسك بجهاز التحكم عن بعد، كان ينظر إلى فراغ طاعن في المسافات ..جلست إلى جانبه والدته:
ينقصنا الطحين والشاي، والإجاص لأختك، لكن يبدو أنك هدرت المال ككل مرة، فجأة انهالت عليه أمه بالضرب والسب، حاولت إحدى بناتها ردعها، انتفض من مكانه وضرب هو الآخر والدته، يضرب ويضرب حتى سالت دمائها، ركض هاربا وهو يصرخ كمن تحيطه الذئاب، صعد أعلى المنزل، حاول أن يقفز، منعت أخته الصغرى التي لحقته، لكنه تمكن من القفز، ظنا منه أنه سيتخلص من التراجيديا التي يعيشها، لكن فقط كسر ساقه، جرها ورحل مبتعدا إلى ما لا نهاية، ..مسحت أخته دموعها التي كلما التقيتها سردت لي كيف ماتت أمها حسرة وغادر أخوها البيت بشكل مرعب .