محمد سعيد الادريسي
استبشر الكثيرون خيرا عند الاعلان عن تحرير القطاع السمعي البصري وهم يمنون النفس بمشاهدة قنوات مغربية خاصة تثارع القنوات الخليجية والشرق أوسطية خصوصا مع تأسيس الهيئة العليا للسمعي البصري الهاكا وتم تكليفها بمنح التراخيص في هذا المجال، لكن وبعد هذه السنين لاحظ المتتبعون أن الهاكا لم تحرر سوى القطاع السمعي فقط أما المرئي فلم يحن الوقت بعد لتحريره خصوصا بعد رفضها لعدة طلبات إنشاء قنوات فضائية خاصة بدون مبررات مقنعة، يحدث هذا في زمن أصبح فيه الاعلام يلعب دورا أساسيا في نهضة واستقرار أي بلد، ومسؤولونا مازالوا متشبثين باحتكار القطب العمومي للمشهد البصري ببلادنا، فلا القنوات المغربية العمومية طورت عملها وانفتحت على قضايا المواطن المغربي ولا تم السماح للقنوات الخاصة بدخول مجال المنافسة للرقي بالمشهد الاعلامي لبلادنا مما يضطر المواطن المغربي للبحث عما يريده في القنوات الأجنبية والتي أصبحت المصدر الرئيسي لأية معلومة، ناهيك عن الثقافة والفن حيث يزخر المغرب بمختلف أنواع الفنون وأصبح المشارقيون يستلهمون من الفولكلور المغربي في وقت نفتقد لقناة موسيقية مثلا تنهض بالموسيقى المغربية وتوسع انتشارها في العالم العربي.
أحيانا عندما نتخذ قرارات غالبا ما تكون عرجاء، عبر عدم تطبيقها أو تطبيقها بشكل منحرف، وهذا لا ينطبق على القطاع السمعي البصري فقط بل حتى الصحافة المكتوبة حيث منذ تولي الحكومة الحالية زمام الأمور تم تجميد المناقشات حول قانون الصحافة الذي كان قد قطع أشواطا كبيرة ، ولم يعد الحديث عن ذلك إلا في بعض المناسبات الرسمية.